46 عائلة عربية في أميركا حرمت من رعاية أبنائها
إرتفاع نسبة قضايا إيذاء الآباء لأطفالهم

سيدة أميركية تعرضت للاغتصاب وطفلتها للتحرش بفلوريدا
عبدالله المغلوث من فلوريدا: الكل حائر في أميركا، تختلط في منازل العرب وشققهم في الولايات المتحدة رائحة البهارات الساخطة والهيل، والمخالفات القانونية. أعلنت السلطات الأمنية الأميركية مع نهاية العام الماضي تقريرا يتناول ارتفاع نسبة ايذاء العرب في اميركا لأطفالهم عبر التحرش الجنسي، والضرب، والمعاقبة على نحو غير قانوني وشرعي. وحرمت أجهزة الأمن نحو 146 عائلة عربية في أميركا العام المنصرم من رعاية أبنائها لفترات متفاوتة بسبب مخالفات قانونية اقترفها الآباء ورصدتها الأجهزة الرسمية، من بينهم 3 عوائل من السعودية وعائلة من الكويت. التقرير الذي اصدرته مؤخرًا جمعية رعاية الأطفال ومقرها ميامي بالتعاون مع مراكز رعاية أطفال وأجهزة أمنية تنتشر في أنحاء متقرفة في الولايات يوضح ازدياد الحالات مقارنة بالعام الماضي ويطالب التقرير وسائل الاعلام والمراكز التعليمية بالاهتمام بالجانب التوعوي والتثقيفي للحد من هذه الظاهرة التي تؤثث الأمراض النفسية في أحشاء الأطفال وتشوه مستقبلهم.

يقول المحامي بيل سوين المتخصص في الدفاع عن حقوق الأطفال لـ"إيلاف" إن "أميركيين ارتكبوا جرائم شنيعة ايضا، لكن عدد العرب في أميركا مقارنة بمخالفاتهم في اساءة معاملة الأطفال كبير ويدعو للتوجس، بعد دراسة فاحصة لأكثر من ملف طرفه عربي اكتشفت أن سبب استفحال المشكلة هو عدم مساعدة الجيران والأصدقاء في الشرق الأوسط للجهات الأمنية من حيث الإبلاغ عن المخالفات التي يشاهدونها".

يضيف المحامي المتخصص في الدفاع عن حقوق الأطفال: " في اميركا، علاج سوء معاملة الأطفال بدأ من المجتمع وليس الحكومة، عندما يشاهد أحدهم رجلًا أو أمًا يضرب طفلًا بتعسف وعنف، هناك ارقام خاصة ومواقع الكترونية تستقبل الشكاوي على مدار الساعة وتتعامل مع الأمر وفق نظام دقيق وآليات ثابته ومدروسة لكن في الدول العربية لاتوجد مثل هذه التفاصيل المهمة".

هل المجتمع الأميركي ملائكي؟ يجيب سوين: " أدرك ان البيوت الأميركية وحدائقها لاتكتظ بأصوات رفيف الفراشات وتغريد العصافير بل تعاني من صراخ الأمهات واحتجاج الآباء الدائمين لكن يجب أن اكون صادقًا معك، مجتمعك يعاني من مشكلة عدم الاعتراف بوجود أزمة وهنا تكمن الأزمة الحقيقية".

محمد صيام
وفي تعليق للصحافي محمد صيام رئيس تحرير جريدة "آخر خبر" التي تصدر من دينفر الأميركية لـ"إيلاف" قال إنه حاول متابعة قضية شاب سعودي اتهم باغتصاب طفلته في دينفر. قال "لاأخفيك، حاولت أن اتابع قضية اتهام شاب سعودي يعيش في دينفر بإغتصاب طفلته التي تبلغ من العمر 12 عامًا لكن تراجعت بعد ان ابلغ المتهم أسرته في الرياض التي اتصل أحد اعضائها بي وتوسلني بعدم نشر الحادثة وازاء إلحاحها تراجعت عن متابعة التحقيق الذي يهدف إلى معالجة المشكلة عبر نقلها للرأي العام وتوضيح فداحتها، أعلم أن هناك عشرات العرب اقترفوا جرائم في حق الأطفال لكن الاعلام يمارس صمتا مريبا بسبب العلاقات الاجتماعية، يجب أن نفكر في الأجيال المشوهة المقبلة، يجب أن نكون أكثر حزما مع المذنبين".
يؤكد صيام أن المجتمع العربي غني بالقيم الجميلة: "لكن لايعني ذلك أننا نعيش في مدن فاضلة، المكاشفة والمصارحة خيارات المرحلة والعلاج".

في ميامي، فلوريدا (جنوب أميركا) أعلنت الأميركية سوسن سليبر أنها تعرضت لإغتصاب وطفلتها من تحرش جسدي من صديقها العربي: "ارتبطت بعلاقة عاطفية مع شاب أميركي من اصل مصري يدعى عادل، عشت معه 3 سنوات، لم اعلم انه سيغادر الى بلده الأصلي نهائيًا الا قبل رحيلة بليلة واحدة، عندما غضبت بسبب قراره وعاتبته انقض علي، وهاجمني بيديه، وقدميه، وأسنانه".

أكملت سوسن حديثها: "بإمكانك مشاهدة آثار أنيابه على جلدي، الألم الذي تخللني ليس جراء ضربه بل الصورة التي تركها في درج مكتبه، وتبدو فيها ابنتي عاريه وهو يحضنها بحرارة!". هل تعمد عادل ترك الصورة؟ ترد سليبر: "لاأعلم، مااعلمه انها ستخدمني في قضيتي، اتمنى أن يقبضوا عليه".

من جهة أخرى، يوجد تحرك ايجابي في عدد من مستشفيات العاصمة السعودية لحماية الطفل من الاعتداء بشكل عام اذ تشكلت لجنة حقوق الطفل عام 1994 في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض ترأسها الدكتورة هدى قطان.

وصرحت د.هدى للصحف السعودية حسب موقع الزميلة الصحافية ناهد باشطح بعدم وجود قانون يحمي المهنيين المعنيين بهذا الأمر أو الأطفال على حد سواء واشارت إلى دور المستشار القانوني في اللجنة الذي منح الأعضاء الحق في فصل الطفل عن أهله لمدة أسبوع في حال ثبوت الإساءة وذلك حسب السياسة الداخلية للإجراءات المتبعة في المستشفى وذلك بعد أن توصل إلى طريقة تتمثل في جعل الطبيب يحاول ابقاء الطفل للملاحظة داخل المستشفى بالاتفاق مع رئيس القسم والإدارة. ومحاولة ابقائه داخل المستشفى لأطول فترة ممكنة في حال وجود خطورة على حياته، ولكن لو أصر الأب على أخذ طفله لا نستطيع منعه فالموضوع حساس وخاصة في حالة إنكار الأهل وفي حال رفض الأهل لمقترحاتنا نخطر الامارة. وأوضحت أنه رغم وجود التشريع في الدين والقرآن إلا أنه غير مكتوب أو مقنن.

يذكر أن الزميلة باشطح من السعوديات الناشطات في حقوق المرأة والأطفال ونشرت تحقيقات صحافية مهمة في هذا السياق واذاعت الكثير من الأرقام والاحصائيات على صدر موقعها، إذ يقول احد التقارير: "ما زالت نسبة الاعتداءات على الطفل غير معروفة في السعودية و بالنسبة لمستشفى الملك فيصل التخصصي، فقد استقبل ما يتراوح بين 32 إلى 35 حالة تبين أنها تعرضت للإيذاء، وهذا لا يعني أن تلك النسبة تعكس حجم المشكلة، لأن هناك مستشفيات ومراكز صحية استقبلت حالات مماثلة .

أيضًا توجد تحركات ايجابية في مستشفى المللك فهد الحرس الوطني اذ ترأس فريق ادارة الازمات سميحة الحيدر مديرة الخدمة الاجتماعية وعلاقات المرضى والتثقيف الصحي وقد قدم الفريق إحصائية للحالات التي يتم استقبالها بيد انها كما اشارت الحيدر للصحف السعودية لا تعتبر إحصائية عامة للمشكلة على مستوى السعودية.

ففي عام 1994 ، تم تسجيل 33 حالة إيذاء ما بين ضرب زوجات وانتحار وإيذاء أطفال بينما انخفض العدد في عام 2000 إلى 17 حالة.

وتوضح سميحة وفق شبكة ناهد انه لا يعني تراجع هذه الأعداد أن المشكلة انتهت أو انخفضت حدتها ولكن ذلك يرجع إلى خوف الأسرة من المساءلة أو التعرض للتحري من قبل المسؤولين المعنيين سواء في المستشفى أو الشرطة أو الإمارة.

واشارت الحيدر الى انه منذ بدء الدراسة لتكوين فريق إدارة الأزمات كانت هناك 25-30 حالة، وهي الآن أكثر من 300 حالة تعرضت فيها النساء للإيذاء، وهذا يعني تزايد النسبة ولوحظ وجود حالات متعددة تتعرض للإيذاء (ضرب، وكي، وحرق، واعتداء جنسي) مما يتطلب إيجاد حلول سريعة للتعامل معها.

وترى سميحة حيدر أن هناك حاجة ماسة لإصدار تشريعات وقوانين لحماية ومساعدة هذه الفئات المستضعفة، وإيجاد أماكن إيواء لهم.

من جانب آخر أعلن موقع www.childhelpusa.org المتخصص في حل مشاكل سوء معاملة الأطفال في أميركا مؤخرًا انه يستقبل اي بلاغ على مدار الساعة من خلال موظفين يجيدون 140 لغة في العالم من ضمنها اللغة العربية، فضلًا عن خدمات ونصائح للمهتمين في شؤون الأطفال.