بهية مارديني من دمشق: تنتاب المواطن السوري العادي هواجس كثيرة هذه الايام وهو يقرأ الصحف العربية الواردة اليه او يسمع القنوات الفضائية التي ترش الاخبار السيئة رشا الى مسامعه من تهديدات اميركية بعقوبات اضافية وتهديدات دولية بتنفيذ القرار 1559 وصولا الى تسريبات عن خط اميركية لاحتلال مدن حدودية سورية .

كل هذه الاشياء على كثرتها اتخمت السوريين الذي باتوا لا يصدقون الكثير مما يسمعون بل انهم باتوا مقتنعين تمام الاقتناع بان سورية قادرة على تجاوز الضغوط وان المطلوب منها لن يرقى بالتأكيد الى انقلاب وظيفي بمعنى ان تتحول الى قاعدة اميركية او اوروبية لان هذا الامر غير وارد اضافة الى انه ليس مطروحا استراتيجيا بالمعني الحرفي للكلمة بل ان المطلوب من سورية مرونة كافية بعض الشيء في الملفات المطروحة حاليا والتي ليس بالضرورة ان تستمر هذه الملفات الى مالانهاية على بساط البحث لان هناك اشياء كثيرة يمكن ان تحدث وتغير كل القواعد .

فالتعثر الاميركي في العراق واستمراره قد يغير قواعد اللعبة بشكل مطلق وهو امر مرجح جدا خصوصا في ظل الهستيريا الاميركية التي تحاول القاء التبعات على دول الجوار علما انها تعلم الحقيقة وقد تلجا الى حركات كثيرة للتعمية عليها وربما تكون حركات استعراضية لن تغير في الحقيقة من واقع الامر شيئا خصوصا في ظل عجز هذه الحركات التي يتم تأخيرها دوما لانها ستكشف العورة الحقيقية في ان العلة في داخل العراق الذي يختزن ميراثيا كبيرا في فترة قصيرة من العداء للاميركي .

والمفزع للاميركيين ان العراقيين ادركوا بطريقة سريعة كيفية تحويل هذا المخزون الى فعل مؤلم حول الوجود الاميركي الى مايشبه الكابوس الذي حمى الدول المجاورة للعراق وغير المرضي عنها اميركيا من كثير من الهزات والضغوط.

ويعتبر كثير من السوريين ان التهويلات التي تتعرض لها بلادهم انما هي نتاج طبيعي لمنطقة مضطربة وكثيرة المشاكل خصوصا اذا ما اضيف العامل الاسرائيلي النافذ الى الامر .

ويذهب بعض السوريين الى القول إنه حتى لو اقدم الاميركيون على احتلال بلادنا فهذا امر معروف في سياق التاريخ ومعروف ايضا ان المحتل لن يقابل الا بالنار والاميركيون اخذوا درسا من حرب العراق وبالتأكيد "بامكاننا النوم مطمئنين الى ان الاميركي لن يأتي يوما ليحكمنا".