اسامة مهدي من لندن: مدد رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي العمل بقانون الطوارئ 30 يومًا وأكد أن القوات العراقية ستواجه تحديات كبيرة خلال الاسابيع والاشهر المقبلة مشددًا على بناء جيش قوي ومقتد موحد للقيادة في وقت بات مؤكدًا ان انتخابات مجلس محافظة كركوك المثيرة للجدل ستشهد مقاطعة كردية شاملة تهدد بمشاكل عرقية في المدينة التي يسكنها تركمان وعرب واكراد وذلك باعلان خمسة احزاب هناك مقاطعتها لانتخابات مجلس المحافطة التي يسكنها حوالي مليوني نسمة وتعرضت لتعريب قسري في عهد النظام السابق حيث هجرت حوالي 20 الف عائلة كردية وتركمانية منها واستقدم بدلا منها عوائل عربية من مناطق عراقية اخرى .

وفي بيان رسمي ارسل الى "ايلاف" اعلنت الحكومة العراقية تمديد حالة الطوارئ 30 يومًا اخرى ابتداء من يوم امس عدا منطقة كردستنا الشمالية .. وفيما يلي نصه :

" استنادا إلى الصلاحية المخولة لنا بموجب المادة (2) من أمر الدفاع عن السلامة الوطنية رقم (1) لسنة 2004 و بناءً على موافقة مجلس الرئاسة ، ولاستمرار الزمر الإرهابية في نشاطاتها المعادية للحيلولة دون تشكيل حكومة واسعة التمثيل في العراق و سعيها المحموم في تعطيل المشاركة السياسية السلمية للعراقيين كافة ، قررنا:-
تمديد حالة الطوارئ في أنحاء العراق كافة عدا إقليم كردستان لمدة (30) يومًا" .

الدكتور أياد هاشم علاوي
رئيس الوزراء

وكانت حالة الطوارئ اعلنت لمدة 60 يومًا في الخامس من تشرين الاول ( اكتوبر) الماضي قامت بعدها بايام قليلة القوات الاميركية والعراقية بمهاجمة المسلحين المتمردين في مدينة الفلوجة . ويعتقد ان تمديد الطوارئ ياتي للسماح للسلطات باتخاذ اجراءات امنية جديدة لحفظ امن البلاد قبيل اجراء الانتخابات العامة في الثلاثين من الشهر الحالي .

علاوي يخاطب الجيش

وفي خطاب وجهه الى الجيش العراقي لمناسبة الذكرى 84 لتاسيسه قال علاوي إن الجيش الجديد سيواجه خلال الاسابيع المقبلة تحديات كبيرة و اضاف ان حكومته عازمة على توسيع عمليات التدريب وزيادة التطوع في الجيش وبدء إدخال الحرس الوطني ليكون جزءًا في الجيش الذي سيكون جيشاً موحداً وتحت قيادة موحده وشراء معدات وتجهيزات لائقه وحديثه ليكون الجيشنا جيشاً مقتدراً اضافة الى ايلاء القيادات اهتماما في التدريب.

واشار الى ان العناصر الصدامية "التي أوغلت في سفك دماء شعبنا و جيشنا، لا تزال تعمل في الخفاء متحالفة مع حفنات المجرمين و القتلة و مجاميع من الإرهابيين من أعداء شعبنا و مسيرتنا .. إن جيشنا و شرطتنا الوطنية أصبحا أهدافا لهذه القوى البغيضة التي تخشى من تكوين جيش الشعب و شرطة الشعب". وخاطب افراد الجيش قائلا " ان البعض منكم، هنا اليوم، هم من الذين قاتلوا بشرف و شجاعة في النجف الأشرف و سامراء و الفلوجة و الموصل، و أنا سأوجه، في وقت لاحق من اليوم، الشكر و الامتنان، لأولئك الذين تميزوا بآدائهم المشرف في تلك العمليات " .

وفيما يلي نص خطاب علاوي :
باسم الله الرحمن الرحيم

أبناء شعبنا الكريم
أبناء قواتنا المسلحة الباسلة
الضيوف الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في يوم مهم من تأريخ بلدنا الحبيب، اليوم الذي تشكل فيه جيش العراق، قبل أربعة و ثمانين عاما، بدءا بفوج موسى الكاظم (ع) في منطقة الكرنتينة ببغداد.
لقد كان جيشنا إبان تأسيسه و نموه جيشا للعراق و درعا لحماية حدوده و أرضه و مياهه و سمائه. لكن و للأسف، و بعد ان تسلل الطغاة الى الحكم، تحكموا بجيشنا كما تحكموا بشعبنا، عاملين على تمزيقه و تحويله الى أداة للقمع و الاضطهاد، و قتلوا آلاف الضباط و الجنود من الذين رفضوا الانسياق وراء صدام و نظامه المهزوم.

اليوم نحتفل بعيد الجيش، و العراق قد تحرر من نظام صدام و نال سيادته، و برغم محاولات صدام إطفاء سمعة الجيش و روحه، إلا انه لم يفلح في تدمير و تغيير تأريخ تأسيس جيشنا، جيش العراق.
ان جيشنا يمثل الآن جيش العراق الجديد، و الذي سيكون له دور رائد و مشرف في بسط الأمن و الاستقرار و دور في إعادة الإعمار.

أيها الاخوة الاحرار
إن العناصر الصدامية التي أوغلت في سفك دماء شعبنا و جيشنا، لا تزال تعمل في الخفاء متحالفة مع حفنات المجرمين و القتلة و مجاميع من الإرهابيين من أعداء شعبنا و مسيرتنا.
إن جيشنا و شرطتنا الوطنية أصبحا أهدافا لهذه القوى البغيضة التي تخشى من تكوين جيش الشعب و شرطة الشعب.
ان البعض منكم، هنا اليوم، هم من الذين قاتلوا بشرف و شجاعة في النجف الأشرف و سامراء و الفلوجة و الموصل، و أنا سأوجه، في وقت لاحق من اليوم، الشكر و الامتنان، لأولئك الذين تميزوا بأدائهم المشرف في تلك العمليات.
أيها الأخوة الأحرار
إن إعادة بناء الجيش هي مهمة شاقة و طويلة، و قد أنجزنا لحد الآن جزءا مهما، لكن ما يزال أمامنا طريق طويل سننجزه بإذن الله، و لا بد انكم تعلمون إنني كنت ضد قرار حل الجيش و تسريحه، لكن ما حصل قد حصل، و علينا ان نتطلع الى المستقبل بثقة و بإرادة عالية.
فبدون توفير الأمن و الاستقرار لن نستطيع، و لن نتمكن من مواجهة تحديات بناء الاقتصاد و إعادة الإعمار و تحديث المناهج الدراسية، و بناء مؤسسات الدولة المختلفة.
لذا فإن بناء جيش قوي و مؤسسات قوية للشرطة و الأمن و المخابرات هي من الأولويات التي أؤمن بها و سأعمل ما في وسعي على تحقيقها بإذن الله.
سنرى اليوم قوات للجيش والحرس الوطني و قوات مكافحة الإرهاب,و وحدات مدرعة و آلية، ستكون مفخرة لجيشنا، و في خلال الأشهر القريبة المقبلة سنعمل، إن شاء الله على:
- توسيع عمليات التدريب.
- زيادة التطوع لصفوف جيشنا الباسل.
- بدء إدخال الحرس الوطني ليكون جزءاً في الجيش، الذي سيكون جيشاً موحداً وتحت قيادة
موحده.
- شراء معدات وتجهيزات لائقه وحديثه ليكون جيشنا جيشاً مقتدراً.
- كما سنولي القيادات اهتماما في التدريب.

وقد وافقنا و دعمنا ترشيح الأخ عبدالقادر المفرجي (لشغل منصب) في موقع قائد القوات البرية لدوره المتميز و أدائه الشجاع في خدمة العراق.

أيها الإخوة الأحرار
إن العراق يمر بظروف صعبة ومعقدة و بمرحلة تأريخية، لكننا معاً سنبني عراقاً قوياً عزيزاً، عراقاً خالياً من الاضطهاد والقمع، عراقاً يقوم على سيادة القانون وعلى النزاهة والحق.
إنها مهمة صعبة، لكننا سننجزها بإذن الله.
و خلال الأسابيع و الأشهر المقبلة، أنتم أيها الإخوة الأعزاء في قواتنا المسلحة، ستواجهون تحديات كثيرة. و أنا واثق من أنكم رجال مرفوعو الرؤوس و ستكونوا أهلا لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها بإذن الله.

معاً أيها الإخوة الأعزاء سننتصر
معاً سندحر الأعداء
و معاً سنبني عراقاً قوياً مسالماً يقوم على العدل
و معاً سنبني عراقنا الحبيب
حفظكم الله وحفظ عراقنا العزيز
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انتخابات كركوك

وفي مذكرة الى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اكدت خمسة أحزاب سياسية أخرى اليوم عدم مشاركتها في انتخابات مجلس محافظة كركوك (255 كم شمال يغداد) وطلبت سحب قوائمها الانتخابية التي قدمتها اليها في وقت سابق وأوضحت ان سبب انسحابها هو عدم تطبيق المادة (58) من قانون إدارة الدولة العراقية التب تنص على عودة الرمحلين وتصحيح التركيبة السكانية للمدينة لحد الآن وعدم رد المفوضية العليا لكتاب رسمي رفعه مجلس محافظة كركوك اليها يطالب بتأجيل انتخابات مجلس محافظة كركوك لحين تطبيع الأوضاع في المحافظة.
وبذلك تكون انتخابات مجلس المحافظة عربية تركمانية بغياب كردي شامل حيث لم يقدم الحزبان الكرديان الرئيسيان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني طلبات المشارك فيها والتي انتهى موعدها الشهر الماضي ما يعني مقاطعتهمه لهذه الانتخابات التي ستجري في اليوم نفسه الذي ستجري فيه الانتخابات العامة في الثلاين من الشهر الحالي .

واشارت الأحزاب الخمسة الى ان مكتب كركوك للانتخابات "لم يكن مستقلا وعادلا في عمله حيث لم تمنح اعداد كبيرة من مواطني كركوك الاستمارة رقم ثلاثة وبالتالي يحرمون من حق التصويت في الانتخابات العراقية كما ولم تفتح مراكز التسجيل والتصويت في مناطق سركران وقرهنجير وشوان ذات الغالبية الكردية " .. وهذه الاحزاب هي : الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني
وحزب الاخاء التركماني العراقي اضافة الى حركة الضباط المدنيين الاحرار .

وقال انوشروان برزاني رئيس وزراء حكومة اربيل انه يتعين الا يسمح للعرب الذين وفدوا الى كركوك ابان حكم صدام حسين بالتصويت في الانتخابات.

واضاف ان الاكراد أغضبهم قرار الحكومة العراقية السماح للعرب الذين ارسلهم صدام الى كركوك ليحلوا محل مواطنين اكراد بالمشاركة في الانتخابات التي ستجرى الشهر القادم على اعتبار انهم من سكان المنطقة. وقال برزاني "انهم يلعبون بقضية مصير الاكراد ويريدون اضفاء الشرعية على الوضع الراهن. انهم يصرون على حرمان اكثر من 100 ألف كردي من الحق في التصويت والسماح لعائلات عربية بالتصويت رغم انها كانت تعيش في الجنوب." واكد ان مصيرهم "معلق" واضاف ان المفوضية العليا للانتخابات لم تسجل اسماء هؤلاء الاشخاص. وقال "لا نريد ان نتسبب في حدوث مشكلة ولكن هناك دائما امكانية لانسحاب الاكراد من الانتخابات اذا لم تجد اعتراضاتنا اذانا صاغية." ويقول مسؤولون اكراد ان 100 الف كردي نازح عادوا الى كركوك منذ الحرب ولكن لم يتمكنوا من العودة الى ديارهم وتقطعت بهم السبل في ضواحي المدينة.

وكان مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كركوك استقال الاسبوع الماضي من منصبه بسبب اتهامات الحزبين الكرديين الرئيسيين له بانه بعثي سابق وتدخلهما في عمله. وقال يحي عاصي الحديدي "ارسلت كتاب الاستقالة الى المفوضية العليا في بغداد بسبب اتهامات الحزبين الكرديين الرئيسين لي وخصوصا الحزب الديموقراطي الكردستاني بانني انتمي الى حزب البعث ولتدخلهما في عملي". واوضح ان سعيد البرزنجي ممثل الحزب الديموقراطي الكردستاني في المجلس الوطني المؤقت اتهمه "بانه بعثي ايديه ملطخة بالدماء" موءكدا انه سيرفع ضده دعوى قضائية. اضاف "كما اتهمني مسعود بارزاني شخصيا بانني بعثي واعمل لصالح الجبهة التركمانية العراقية".

يشار الى ان الاكراد يطالبون بتأجيل انتخابات مجلس محافظة التأميم العراقية الى حين ايجاد حل لقضية التركيبة العرقية في كركوك عاصمة هذه المحافظة الغنية بالنفط.وارتفعت حدة التوتر بين القوميات الكبرى الثلاث العربية والتركمانية والكردية في كركوك مع اقتراب الموعد المقرر للانتخابات في الثلاثين من الشهر المقبل الذي يثير جدلا واسعا بين المطالبين بارجائه والمتمسكين به .

ويقول مسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان كركوك هذه المدينة الكردستانية التي قام نظام صدام بتنفيذ عمليات ترحيل وتهجير لالاف العوائل الكردية وتنفيذ سياسات الانفال وتدمير اكثر من 45 قرية بالكامل لم يقم سكانها بالرجوع اليها حتى الان وان من عادوا يمثلون قليلة الى جانب تفاقم معاناة المرحلين الذين عادوا والذين يتجاوزون 14 الف عائلة كردية بالاضافة الى عدم قيام الحكومة العراقية وسلطة الائتلاف والقوة متعددة الجنسيات بإعادة ضم مدن الطوز وكفري وكلر وجمجمال الى كركوك التي كانت تابعة لها قبل مجيء النظام السابق الى الحكم لذلك كقيادات كردية . لكن التركمان لهم راي اخر اذ يقولون انهم من خلال الجبهة التركمانية العراقية ومجلس شورى التركمان مصممون على المشاركة في الانتخابات العامة والانتخابات المحلية وان أي تأجيل لها ستكون اثارة سلبية على مجمل الانتخابات في عموم العراق "لاننا تواقون لاثبات وجودنا كتركمان .. وقد همشوا دورنا ابان مجلس الحكم والمجلس المؤقت فالانتخابات تمثل الحل الانسب لنا وستكون مشاركتنا من خلال الاحزاب التركمانية الخمسة والتي تطالب بضمان حقوق العراقيين جميعهم والعمل من اجل العراق الواحد وترسيخ سلطة القانون واعتبار كركوك مدينة عراقية يعيش فيها الجميع دون أي تميز".

ويوضح مصدر في التجمع العربي في كركوك ان العرب ستكون لهم مشاركة فاعلة في الانتخابات المحلية لاهمية كركوك وحفاظا على وحدة العراق الذي نؤمن بسيادة القانون وانهاء الاحتلال وبناء مؤسسات الدولة واقامة علاقات متميزة مع دول الجوار العراقي والحفاظ على هوية العراق العربية الذي يحتوي الاكراد والتركمان والاقليات الاخرى التي لا يمكن تهميشها في المرحلة المقبلة الى جانب اعتبار كركوك مدينة مصغرة للعراق الجديد . اما الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني فأكد رفض اجراء انتخابات محلية في كركوك حتى يتم تطبيق الفقرة 58 من قانون ادارة الدولة الى جانب اننا نطمح ان تنجح العملية الانتخابية في العراق الجديد لان وحدة العراق ومستقبله مرهونان في هذه الانتخابات التي يجب ان تعمل على ضمان عراق فدرالي تعددي برلماني موحد .ومن جهته يشير مصدر عن الكلدو اشوريين "اننا نطالب المفوضية العليا للانتخابات والحكومة المؤقتة بتحديد المقاعد المخصصة لنا والا فنحن نؤيد تأجيل الانتخابات المحلية في كركوك لضمان حقوقنا المشروعة " .

ومعروف ان الاحصاء الرسمي لمدينة كركوك التي يقطنها الان حوالي 800 الف نسمة قد اظهر عام 1957 ان التركمان يشكلون 85 في المائة من السكان والعرب 10 في المائة والاكراد والكلدواشوريين 5 في المائة لكن الاكراد لايعترفون بهذا الاحصاء ويقولون ان عمليات تزوير قد جرت عليه وان النسبة هي 45 في المائة تركمان و40 في المائة اكراد و 27 في المائة عربا والبقية كلدو اشوريين الى ان جاء صدام حسين ورحل الالاف من العوائل التركمانية والكردية واحل محلها عوائل عربية استقدمها من مناطق العراق الوسطى والجنوبية .وقد نص قانون ادارة الدولة العراقية على ترك مشكلة كركوك حتى نهاية عام 2005 لاجراء احصاء للسكان فيها لكن حتى هذا الاحصاء يلقى تحفظات من الاكراد الذين يدعون الى عدم اجرائه الا بعد اخراج العوائل العربية واعادة الاكراد المرحلين منها .. ومن التركمان كذلك الذين يطالبون باجراء الحصاء بعد اخراج الاكراد الذين استقدمتهم الاحزاب الكردية الى المدينة بعد سقوط نظام صدام حسين.