سلطان القحطاني ساري الساري من الرياض: بلغ حجم التبرعات المالية التي قدمها المواطنون السعوديون لمصلحة ضحايا زلزال تسونامي اكثر من 300 مليون ريال سعودي (ما يقارب 80 مليون دولار اميركي) من خلال حملة تبرعات شعبية ينظمها التلفزيون السعودي تعد الأكبر على مستوى العالم العربي والإسلامي حتى اليوم لمتضرري الزلزال الذي اجتاح شواطئ ثماني دول في جنوب وجنوب شرق آسيا إضافة الى تبرع الحكومة بمبلغ 30 مليون دولار.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز تبرع بمبلغ 20 مليون ريال ( 5,33 ملايين دولار) كما تبرع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ 10 ملايين ريال ( 2,66 مليون دولار) وتبرع وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز الرجل الثالث في القيادة السعودية بمبلغ 5 ملايين ريال(1,33 مليون دولار) لمصلحة ضحايا الزلزال .
وتجاوزت تبرعات المواطنين السعوديين حجم التبرع الرسمي بعدة ملايين في الحملة التلفزيونية التي انطلقت بعد ظهر اليوم وتمتد حتى صبيحة يوم غد الجمعة .
وكان العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز اصدرا أمرا لوزير الداخلية للإشراف على حملة للتبرعات الخيرية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري اللذين حدثا في جنوب شرق آسيا وحصدا حوالي 150 ألفا من البشر وخسائر مادية جمة وشردا مئات الألوف ودمرا العديد من المدن والقرى في تلك البلدان".
واستعان التلفزيون السعودي في حملته بعدد من علماء الدين الإسلامي لحث المواطنين على تقديم المزيد من التبرعات لمصلحة ضحايا الزلزال .
وعرض التلفزيون بجميع قنواته المحلية والفضائية صورا تمثل كميات المجوهرات من الذهب والألماس التي تبرع بها المواطنون السعوديون لمصلحة ضحايا الزلزال قدر قيمتها المشرفون على الحملة بنحو 20 مليون ريال (5,33 ملايين دولار) إضافة إلى امتلاء مئات الشاحنات بمواد اغاثية احتوت على ملابس وبطانيات وخيام ومواد غذائية مختلفة وأدوية وأمصال طبية.
وعلم من مصادر مطلعة أن طائرات شحن سعودية من طراز سي 130 ستبدأ بعد غد السبت إيصال المساعدات العينية إلى المتضررين .
وعرض التلفزيون السعودي رتلا من السيارات المختلفة الأحجام تعود ملكيتها الى المواطنين السعوديين الذين يحملون تبرعاتهم العينية .
وتراوحت تبرعات المواطنين السعوديين بين 50 ريالا(نحو 13 دولارا) كحد أدنى إلى نحو مليون ريال قدمها عدد من رجال الأعمال السعوديين كان في مقدمتهم رجل الأعمال السعودي صالح عبد الله كامل الذي يمتلك شبكة" أي ار تي" التلفزيونية ، وشركة أسمنت اليمامة التي قدمت تبرعا مماثلا فيما أعلنت شركة "سابك" كبرى الشركات البتروكيميائية في العالم على لسان مدير العلاقات العامة فيها السيد محمد المطوع عن تبرعها بمبلغ 6 ملايين ريال(1,6مليون دولار) كما تبرع عدد من المواطنين السعوديين بمرتب شهر لمصلحة الضحايا وتبرعت شركة ارامكو وهي اكبر شركة نفط في العالم بمبلغ 7,5 ملايين ريال(2 مليون دولار) وفقا لما أعلنه رئيس ارامكو عبد الله جمعة في بيان أعلنه التلفزيون السعودي .
وقال المواطن السعودي خالد السعيد " إن حجم التبرعات كان يمكن أن يكون اكثر لولا أن هناك قلقا يسود المجتمع السعودي بان وسائل الإعلام الغربية و في مقدمها الإعلام الأميركي سيفسر ذلك بأنه دعم للإرهاب" مشيرا إلى قيام واشنطن بالضغط على الحكومات الإسلامية والعربية وفي مقدمتها العربية السعودية لإغلاق عدد من المؤسسات والهيئات الاغاثية والخيرية وتجميد أموالها في البنوك العالمية.
ويتساءل المواطن خالد والذي يعمل في إحدى المؤسسات التجارية عن سبب تناقض الموقف الأميركي تجاه المساعدات الإنسانية "فكيف تقول الولايات المتحدة إن دعم ومساندة ضحايا الإرهاب الإسرائيلي من الفلسطينيين يعد عملا إرهابيا وغير مقبول وكذلك الأمر بالنسبة الى لضحايا القصف الأميركي في العراق ..بينما تدعو إلى مساعدة ضحايا الزلازل في آسيا" ويختتم بالقول"أليسوا جميعا بشرا "؟
وتبرع المواطن احمد القحطاني وهو رجل أعمال مقيم في ابها جنوب غرب البلاد بسيارة مرسيدس موديل 92 تقدر قيمتها بنحو 50 ألف دولار ..بينما قام طفل يدرس في المرحلة الابتدائية ورفض ذكر اسمه بالتبرع بمصروفه اليومي المدرسي وقدره خمسة ريالات (1,33 دولار) وتبرعت امرأة سعودية مصابة بالشلل ورفضت ذكر اسمها بمقعدها الخاص ( كرسي متحرك) لمصلحة ضحايا زلزال تسونامي .
كما أعلنت هيئة الإغاثة الإسلامية الدولية عن فتح أبواب مكاتبها ومقارها في جميع أنحاء البلاد لاستقبال التبرعات المادية والعينية من المواطنين .
وبدأت الحملة بكلمة لمفتي عام المملكة الشيخ عبد الله آل الشيخ حث فيها المواطنين والمقيمين للمبادرة بالتبرع لمنكوبي الزلزال في آسيا.
وكانت الحكومة السعودية قررت الثلاثاء الماضي زيادة مساعداتها لضحايا الزلزال في ثمان من دول آسيا، من عشرة ملايين دولار إلى 30 مليون دولار.وإذا ما أضفنا عشرة ملايين دولار وعدت بها الكويت، و20 مليون دولار من الإمارات العربية المتحدة،وعشرة ملايين من قطر،سيصل المجموع إلى 70 مليون دولار، فيما تقدر عائدات النفط يوميا بـ 500 مليون دولار.
ويرى بعض المعلقين أن هذه المبالغ الزهيدة تثير الاستغراب ولا سيما ان ملايين الآسيويين يعيشون في الدول الخليجية حيث يعملون في ورش البناء أو خدما في المنازل.
وقالت السلطات السعودية انه "سيتم التنسيق في ذلك مع وكالات الأمم المتحدة لضمان وصول المساعدة الإنسانية لضحايا هذه الكارثة".
نشير هنا إلى أن استراليا أصبحت أمس الأربعاء اكبر المساهمين في المساعدات الدولية بإعلانها تقديم 760 مليون دولار تليها ألمانيا 668 مليون دولار واليابان 500 مليون دولار والولايات المتحدة 350 مليون دولار.
وغادرت الرياض مساء أمس الأربعاء طائرتا شحن سعوديتان محملتان بمئة وخمسين طن من المواد الغذائية والخيام والبطانيات والأدوية ومواد الإغاثة .وتوجهت الطائرة الأولى التي تحمل 75 طنا من المساعدات السعودية إلى جزر المالديف فيما توجهت الأخرى المحملة بالكمية ذاتها من المساعدات إلى منطقة باتان في إندونيسيا.
وهاتان الطائرتان هما الرابعة والخامسة في إطار الدفعة الأولى من الجسر الجوي الاغاثي الذي انطلق من المملكة منذ السبت الماضي..ويصبح بذلك حجم المساعدات السعودية العينية حتى امس375 طنا من مواد الإغاثة.
وكانت ثلاث طائرات سعودية توجهت يومي السبت والاثنين الماضيين إلى سريلانكا وتايلاند وتحمل كل منها75 طنا من مواد الإغاثة.
نشير هنا إلى أن هذه ليست الحملة الأولى التي ينظمها التلفزيون السعودي فقد سبق وقام بتنظيم حملات لجميع التبرعات للمتضررين الفلسطينيين والعراقيين والأفغان.