بشار دراغمه وخلف خلف من رام الله: أكد محمود عباس ( أبو مازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومرشح حركة فتح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية لـ"إيلاف" أن رفضه لفكرة عسكرة الانتفاضة نابع من عدم توازن القوى وتابع: "أنا مع الانتفاضة الشعبية والجماهيرية وليس مع الانتفاضة العسكرية المسلحة، فالأجدر بنا أن نواجه الأمور بالطرق السلمية".
واستشهد أبو مازن بالإنجازات التي حققتها الانتفاضة الشعبية الأولى في الثمانينات، وقال: "كانت هبة جماهيرية لم يستخدم فيها السلاح وأعطت نتائجها وثمارها بشكل فعال وتلخصت بعودة منظمة التحرير إلى المدن الفلسطينية وتوقيع اتفاق أوسلو".
وحول العلاقة مع كتائب شهداء الأقصى ( الجناح العسكري لحركة فتح) وكل فصائل المقاومة الفلسطينية أضاف : "هي جزء من الشعب الفلسطيني وعلينا أن نحتضنها، ونحافظ عليها، وكتائب الأقصى حتى الآن تسير في نهج سياسي عقلاني، وتدعم برنامجي الانتخابي".
وأوضح أبو مازن أنه من حق الكتائب كلها أن تنعم بالأمن والاستقرار كونها جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، مستنكرا التصريحات الأميركية التي انتقدته فيها بسبب اجتماعه مع كتائب الأقصى وقال: " لا يحق لأميركا أن تقول لنا مع من نجلس ونجتمع فهذا شأن فلسطيني داخلي ولا يحق لأي كان التدخل به".
وردا على سؤال حول أن القضايا الفلسطينية جميعها معقدة ومن الصعب التعامل معها قال أبو مازن: " يجب علينا أن نبدأ بشكل متوازن وأول شيء نسعى الى تحقيقه هو الحفاظ على الأمن، وتوحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتوفير وضع اقتصادي جيد يستطيع المواطن أن يعيش بكرامة، وبذلك العمل على تحقيق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والنضالي والوضع الداخلي الفلسطيني، نريد أن نبني دولة يسود فيها القانون والعمل المؤسساتي الصحيح".
وتابع عباس: " نحن هنا مسلمون ومسيحيون وسامريون أصحاب حق وسينصرنا الله، ونعلم أن الاحتلال أقسى من الصخر على قلوب شعبنا ونعلم أن الاحتلال دمر الاقتصاد لكن في النهاية فان إرادة الله والشعوب أقوى من كل آلات الحرب والعدوان الإسرائيلية".
ومجددا أكد أبو مازن تمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية قائلا: " نريد دولة وهوية ولا بد أن نحصل على هذه الدولة وعاصمتها القدس الشريف، ولا بد أن ينتهي الاستيطان والجدران الفاصلة التي زرعت في ارضنا مهما كان الثمن".
ورفض محمود عباس أن يسمي اللاجئين بهذا الاسم وقال: "نحن لا نسميهم لاجئين وإنما هم عائدون، وسيعودون إلى بلدانهم".
كما اكد مجددا أهمية حل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مشددا على انه لن يكون هناك أي حل سلمي طالما بقي اسير واحد داخل معتقلات الاحتلال وسجونه. موضحا أيضا أن هناك أهمية بالغة لرعاية أهالي الشهداء والجرحى كونهم كانوا شموعا أضاءت الطريق منذ بداية القرن الماضي وطوال ثورات الشعب الفلسطيني.
كما عاد واكد أهمية ضمان الأمن وتحقيق الأمان للمواطن الفلسطيني وقال: "نحن طلاب أمن وامان وطلاب سيادة للقانون، هذا القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع ولا يكون احد فوقه".
وفي سؤال حول وضع المرأة في برنامج مرشح حركة فتح قال عباس :"المرأة الفلسطينية أثبتت في كل مكان انها عامل فعال في هذا المجتمع وانها قادرة على القيام بكل الواجبات و المسؤوليات وأثبتت دائما انها جديرة بكل الاحترام، حيث نراها اليوم تقف كتفا إلى كتف بجانب الرجل، كما انها خاضت تجربة الانتخابات البلدية وحجزت مقاعد لها هناك على الرغم من اعتراض البعض".
أما عن دور الشباب فأضاف:" الشعب لا يستطيع أن يعيش بلا مستقبل والشباب هم مستقبل هذا الشعب الفلسطيني ولا بد أن يحمل الشباب الراية ليكملوا المشوار ويرفعوا العلم الفلسطيني فوق المسجد الأقصى المبارك".
وفي سؤال حول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وإمكانية استئنافها أوضح: "نحن سنكون مستعدين للتفاوض مع إسرائيل بعد الانتخابات مباشرة ونحن على استعداد لإلقاء خريطة الطريق على الطاولة، وسنتعامل مع شارون لأنه منتخب من الإسرائيليين، ولا أحكم على شارون إن كان شريك سلام أم لا لكن هو منتخب من شعبه وعلينا التعامل معه فهو رئيس وزراء إسرائيل وسيثبت من خلال المفاوضات إن كان شريكا في السلام أم لا وهذا ما ستثبته المفاوضات المقبلة".
وحول مسألة إتفاق الرئيس الأميركي جورج بوش وشارون حول مسألة منع حق العودة وتحديد الدولة الفلسطينية وغيرها من القضايا قال: " نحن غير ملزمين باتفاق اسرائيل وأميركا ونحن على استعداد لتحمل مسؤولياتنا في كل شبر تنسحب منه إسرائيل، وما نقوله هو اننا نريد العودة مباشرة إلى خريطة الطريق التي طرحتها اللجنة الرباعية لتحقيق السلام في المنطقة، وليعلم العالم أن هذه بلادنا وعلينا أن نستردها".
أما عن مسألة خلافه مع رئيس الوزراء أحمد قريع "ابو العلاء" فقد نفى عباس أن يكون هناك أساس من الصحة لهذا الكلام، وقال: "لا يوجد خلاف على الإطلاق، وإنما قد تتباين وجهات النظر في قضايا معينة، لكن وسائل الإعلام العالمية هي التي أججت موضوع الخلاف لتظهر للعالم أن الشعب الفلسطيني منقسم ولإحداث إرباك في صفوف الفلسطينيين، والحقيقة أننا متفقون تماما على الأسس العريضة لمسيرتنا". وتابع :" وسائل الإعلام تعمل على تشويه الأمور ولا تنقل الصورة الصحيحة".
ورفض أبو مازن أن يقدم ضمانات للشعب الفلسطيني أو لأي جهة بضبط الأوضاع وتحقيق الأمن والاستقرار وتحرير الأرض المحتلة قائلا: "لا أقول إنني سأعمل هذا أو ذاك بل أقول إن هذا حق وضروري وسنعمل على تحقيقه ولا أعد أحدا بإنجازه".
وعن جولته في عدد من الدول العربية والخليجية واعتذاره للكويت أوضح :"جاءت جولتي للدول العربية لإنعاش العلاقة الفلسطينية العربية الفاترة وكذلك لكسب مساعدات العرب لنا لمعاونتنا على النهوض لأن أوضاعنا الفلسطينية مدمرة والامور صعبة ومعقدة، وبالنسبة الى اعتذاري للكويت، فلم يطلب مني الشيخ صباح الأحمد الاعتذار عن موقف منظمة التحرير من حرب العراق على الكويت، لكنني اعتذرت، إذ أن الشيخ صباح تعرض الى ضغوط من البرلمان الكويتي من أجل أن يطلب مني الاعتذار لكنه لم يفعل وقد قلت بالحرف الواحد، الشيخ صباح لم يطلب مني الاعتذار وأنا الآن اعتذر".
مؤكدا أيضا أنه اتفق مع الكويت على إعادة فتح السفارة الفلسطينية، وفتح أبواب الكويت للعمالة الفلسطينية، وتسويق زيت الزيتون الفلسطيني بأكمله إلى الكويت.