مصطفى البرغوثي لـ"إيلاف": أطالب بتنظيم المقاومة الفلسطينية
أدعو أبو مازن لمناظرة تلفزيونية قبل الانتخابات

حاوره عبدالله زقوت من غزة: جدد الدكتور مصطفى البرغوثي المرشح المستقل لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، دعوته لمحمود عباس ( أبو مازن ) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ومرشح حركة فتح للانتخابات الرئاسية لإجراء مناظرة تلفزيونية علنية يتم خلالها عرض البرامج الانتخابية، و الرؤى والأفكار أمام الناخب الفلسطيني الذي سيستفيد من هذه المناظرة، خصوصاً في ظل انحصار المنافسة بينهما على رئاسة السلطة الفلسطينية، و هذا ما أكدته استطلاعات الرأي الأخيرة. و تطرق د. البرغوثي في حوار خاص أجرته معه " إيلاف "، إلى جملة من الأمور و القضايا التي بدأ يتداولها الشارع الفلسطيني بشكل لافت مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة يوم الأحد المقبل، لعل أبرزها قضية تمويل حملته الانتخابية، و موقفه من المقاومة الفلسطينية، و حملة الشائعات التي طالته منذ بداية حملته الانتخابية، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى.

مناظرة تلفزيونية
و دعا الدكتور مصطفى البرغوثي المرشح المستقل لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، محمود عباس ( أبو مازن ) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، و مرشح حركة فتح للانتخابات الرئاسية، إلى إجراء مناظرة تلفزيونية علنية، بعد تأكيدات واضحة من قبل استطلاعات الرأي الأخيرة بإنحصار المنافسة بينهما، و قال " أدعو الأخ أبو مازن إلى إجراء مناظرة تلفزيونية علنية يتم خلالها عرض البرامج الانتخابية، و الرؤى و الأفكار أمام الناخب الفلسطيني الذي سيستفيد من هذه المناظرة ".

تمويل حملته الانتخابية
وقال البرغوثي إن كل موارده المالية معروفة، وموثقة حسب القانون، و لا يوجد أي قرش غير فلسطيني من الخارج، مؤكداً أن حملته تعتمد على آلاف المتطوعين الذين يعملون دون مقابل، وعلى تبرعات الفلسطينيين، قائلاً : " حملتنا متواضعة في إمكانياتها، ولكنها منظمة بصورة جيدة وكفاءة عالية، و سبق و أن دعوت المجلس التشريعي لإقرار قانون انتخابات جديد يحدد مبالغ منخفضة لصرفها في الحملات الانتخابية ". و تابع " أؤكد إن الحاجة لإقرار قانون تمويل الأحزاب السياسية حتى لا تمول هذه الأحزاب بين دافعي الضرائب الفلسطينية ".

المقاومة الفلسطينية
و عن موقفه من حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، و إطلاق صواريخ القسام و قذائف الهاون المحلية الصنع على المستوطنات الإسرائيلية، قال البرغوثي إن الشعب الفلسطيني له الحق في مقاومة الاحتلال حسب القوانين و المواثيق الدولية و الشرعية، مادام هناك احتلال فهناك حق لشعبنا ( الفلسطيني ) في مقاومته للاحتلال الاسرائيلي.

و طالب البرغوثي بتنظيم المقاومة الفلسطينية عبر حوار وطني داخلي، و ليس عبر صفحات الجرائد مؤكداً أنه التقى بكافة الفصائل، و خرج باقتناع بوجود أرضية صلبة للتفاهم حول موقف وطني موحد، يتم من خلاله وضع إسرائيل في الزاوية. و عبر عن عدم موافقته حول تصريح أبو مازن الذي قال إن المقاومة ثم العدوان، لأن العدوان قائم منذ العام 1967 م، و هو الذي أدى إلى المقاومة و المذنب إسرائيل و الاحتلال، و ليس الشعب الفلسطيني، لأن إسرائيل تشن حرب مفتوحة، و هي السبب في كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبراً أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة تستهدف العملية الديمقراطية التي ستنجز يوم الأحد المقبل، ليتبخر حلم إسرائيل في فشلها – حسب تعبيره-.

ميثاق شرف
و أوضح البرغوثي أن أبو مازن، و بعد توقيعه لميثاق شرف يتعهد بموجبه عدم التوقيع على أي اتفاق سياسي إلا بعد الإفراج عن الأسرى إقترب أكثر من موقفه ( البرغوثي )، الذي اتخذه في أول مؤتمر صحافي له في مدينة القدس للإعلان عن ترشحه، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد أن الانتخابات الرئاسية هي وسيلة لتطوير العمل السياسي الفلسطيني، و الضغط على المسؤولين لخلق آداء أفضل.
و طالب البرغوثي كافة المرشحين للرئاسة بالقيام بخطوات إضافية، و الإعلان عن رفض المفاوضات الانتقالية، و مشروع غزة، و رفض التعاطي مع مع أي مفاوضات جزئية طالما استمرت إسرائيل بالتوسع الاستيطاني، و بناء جدار الفصل العنصري، و رفض تنفيذ قرارات محكمة لاهاي الدولية، مؤكداً أن الممارسة الديمقراطية و مشاركة الجماهير بها أكبر تأثيراً من الحوار في الغرف المغلقة و ذلك من أجل إشراك الشعب الفلسطيني في صنع القرار.

مؤتمر دولي مختلف
و دعا المرشح المستقل لرئاسة السلطة الفلسطينية إلى عقد مؤتمر دولي يختلف عن مؤتمر لندن، يعقد على شاكلة مؤتمر مدري، ليتم خلاله مراجعة ما جرى لعملية السلام، و يوفر للشعب الفلسطيني حلاً ديمقراطياً يريح الناس من عذاباتهم، جراء سياسة إسرائيل التي تهدف إلى تدمير كافة مقومات الحياة الفلسطينية.

الإشاعات التي تلاحقه
و اعتبر البرغوثي بعض الإشاعات التي وصفها بـ " السخيفة "، و المعلومات الخاطئة التي يتم نشرها في مواقع الكترونية على شبكة الانترنت بأنها أشياء متوقعة، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يعرف جيداً مصطفى البرغوثي منذ (25 عاماً )، و رأوه في مواقع نضالية، و شاهدوه في معركة الجدار، و أضاف البرغوثي أن كل محاولة إساءة ستزيده قوة.
و أشار إلى أن برنامجه الانتخابي ليس من أفكاره لوحده، لكنها جاءت بعد تشاور و تفاهم مع قوى سياسية و منظمات جماهيرية و شعبية إلتقاها خلال جولة واسعة استمرت أسبوعين، و شملت المناطق الفلسطينية من رفح حتى جنين.

اعتراضات قانونية
و كشف البرغوثي النقاب عن تقديمه لاعتراضات قانونية مدعمة بالوثائق للجنة الانتخابات المركزية، و هو الآن بانتظار سماع الردود على هذه الاعتراضات، دون الإفصاح عن هذه الاعتراضات.
و عبر عن سعادته بالتعاطف الكبير الذي لاقاه من آلاف الناس الذين خرجوا للقائه في خان يونس، و رفـح، و الذي أشعره بدفء هذا الشعب الرائع، و الناس البسطاء الذين يريدون أن يروا تغييراً في حياتهم.

انتقاد لوسائل الإعلام
و وجه البرغوثي إنتقادا لبعض وسائل الاعلام التي تخفي بعض استطلاعات الرأي ,وتركز على استطلاعات أخرى، مؤكداً أن أهم استطلاع أجرته مؤسسة ( ألفا ) أعطى أبو مازن ما نسبته ( 44 % )، و له ( 40 % )، في حين أن ( 16 % ) لم يقرروا بعد، موضحاً أنه و بعد جولات و لقاءات مع الكثير من الناس قرر كثير من ( 16 % ) التصويت له حسب رأيه.
و أكد إن الانتخابات البلدية أظهرت أن طريقة عرض وسائل الاعلام الرسمية لبعض الاستطلاعات كانت مناقضة لما جرى في الانتخابات الفعلية البلدية، و ستكون مناقضة في انتخابات الرئاسة، معرباً عن تفاؤله من تصاعد النتائج التي يحرزها في استطلاعات الرأي مما يعزز آماله بقوة للفوز بالانتخابات.

مشاركة أهالي القدس
و عبر المرشح المستقل لانتخابات الرئاسة الفلسطينية عن رفضه لما جرى في موضوع مشاركة أهالي القدس في الانتخابات، و ترك إسرائيل تقرر لمن تسمح بالدخول أو تمنع، مؤكداً أن ما جرى مخالف و غير مطلوب، ووجه نقداً للسلطة الفلسطينية لتقصيرها في هذا المجال، و إجراء مفاوضات فاشلة و تضييع فرصة كبيرة لممارسة ضغط دولي كبير على إسرائيل، مشيراً إلى أن النهج التعارضي الذي تكرر في " أوسلو " و " واي رفر " هو نهج خاطئ يؤدي إلى إضعاف حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الحاجة لوجود نهج مختلف يرفض أن تكون إسرائيل مرجعية لعملية التفاوض.