بغداد: احتل موضوع الانتخابات العامة المقررة في الثلاثين من كانون الثاني/يناير الحالي الاولوية في خطب الجمعة لائمة المساجد السنية والشيعية في بغداد والمدن العراقية الاخرى.
ففي بغداد دعا امام سني بارز في خطبته الى تأجيل الانتخابات في العراق بسبب تردي الاوضاع الامنية في البلاد. وقال الشيخ محمود الصميدعي خطيب مسجد ام القرى امام مئات المصلين "اننا جميعا مع الانتخابات ونريد الانتخابات لكن هذه الانتخابات لن تكون حرة ونزيهة الا اذا اقيمت في ظرف مواتي". واضاف ان "الذين لايرديون الانتخابات اليوم لايريدون مقاطعتها بل يريدون صالح البلد".

واوضح الصميدعي انه "ينبغي ان تكون الانتخابات مطلبا عراقيا لا مطلبا اجنبيا لذلك ينبغي ان نخلق عراقا خاليا من دنس الاجنبي الغاصب ومن اراقة الدماء ومن الطائفية ومن ثم نجري الانتخابات". وحذر الصميدعي من ان "يستغل الاعداء مسألة الانتخابات من اجل اشعال نار الفتنة الطائفية في العراق". وقال "اننا نشم رائحة الطائفية فاياكم ثم اياكم من الطائفية فالعراق واحد والبلد واحد واننا اخوة في هذا البلد ولانفرق بين هذا وذاك وبين المسلم وغير المسلم". وتابع "ليكن يجمعنا عنوان كبير هو الاسلام ولاشيعية ولاسنية ولاسلفية ولاصوفية انما الاسلام ومن يملك الغيرة على الاسلام عليه ان يجعل يده في يد اخيه المسلم".

وفي مسجد المحسن في مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية، جدد الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر موقفه الرافض المشاركة في هذه الانتخابات خلافا لبقية الزعماء الشيعة الذين يؤكدون على ضرورة عدم تأجيل الانتخابات ويحثون الناس على المشاركة فيها. وقال الصدر في بيان تلاه نيابة عنه الشيخ ناصر السعدي "انا انصح الجميع بأبعاد المحتل عن الانتخابات اولا ثم السعي الى اشراك الجميع فيها وانا شخصيا سأبتعد عنها الى ان يبتعد المحتل عنها وعن بلدي". واضاف ان "عدم مشاركة احبتنا من اهل السنة سيجعل من هذه الانتخابات امرا قليل الاهمية بصورة اكيدة".
واوضح "الى ان يشترك احباؤنا من اهل السنة في الانتخابات والا فهي فاقدة للشرعية والديمقراطية" مشيرا الى انه "سيبقى مدافعا عن حقوق الاقليات وسأطالب بحقوقهم ايا كانوا وبجميع طوائفهم واديانهم واعراقهم".

وحذر الزعيم الشيعي من فتنة طائفية في البلاد، وقال "ادعوكم الى التوحد مع اخوانكم اهل السنة وكل مايفرقكم عنهم فأنبذوه ولاتجعلوا الثلة القليلة الملعونة تنجح بتفريقكم (..) لانهم سيسعون الى حرب اهلية وطائفية لاسمح الله".

وفي مدينة النجف الشيعية المقدسة، اكد الشيخ صدر الدين القبانجي ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وقال القبانجي في خطبة الجمعة من مسجد الفاطمية وسط النجف "نحن نؤكد على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها المحدد". وحذر من "استعمال الارهاب السياسي في العملية الانتخابية" وقال "اياكم ان تفتحوا صفحة الارهاب السياسي لاننا نعتبر ذلك منافسة انتخابية غير شرعية".

واعترف القبانجي بوجود "المشكلة الامنية وان لا احد يستطيع ان ينكر ذلك". واوضح ان "هناك مجموعة تضررت مصالحهم بخروج النظام السابق كالبعثيين والسلفيين والقوميين العرب الذين جاءوا من الخارج وشكلوا مثلثا ارهابيا في العراق".

وقد دعي العراقيون للتوجه الى صناديق الاقتراع في الثلاثين كانون الثاني/يناير لانتخاب 275 نائبا في المجلس الوطني العراقي وفق قاعدة النسبية وفي دائرة كبرى وحيدة تشمل كل العراق.