أسامة العيسة من القدس: خرج احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن صمته فيما يتعلق بتحالف جبهته مع المرشح الدكتور مصطفى البرغوثي.
وكتب سعدات مقالا بعنوان (ليس دفاعا عن احد ولكن انصافة للحقيقة) حرره اليوم الجمعة ومن المتوقع أن ينشر غدا في الصحافة، انتقد فيه بحدة منتقدي التحالف بين الجبهة والبرغوثي.
وقال البرغوثي بان الجبهة لم تتنازل عن ثوابتها وان هنالك تطابقا بين برنامجها وبرنامج البرغوثي.
وهاجم بشدة ما اعتبره "تطاولا" من منتقدي التحالف على برنامج كفاحي.
ووصف المنتقدين بمعاناتهم من الانفصام وبعضهم بالكذب والادعاء وبمعرفة الغيب وطالع المستقبل، حسب تعبيره.
وقال بان المنتقدين جعلوا من البرغوثي الذي كان عضوا في قيادة الانتفاضة "رجل أميركا وال السي أي أي".
وأضاف سعدات بان البرغوثي كان عضوا في لجنة قيادة الانتفاضة ممثلا لشبكة المنظمات الأهلية "ولم يرفض أو يحتج أي فصيل على وجوده أو حتى لم يهمس احد بجملة رفض على استحياء".
وقال سعدات بان البرغوثي الذي تنهال عليه الاتهامات ألان "كان مشاركا دائما في اجتماع القوى والرئيس عرفات رحمه الله، واجزم أن صوته ومنطقه كان مقبولا للرئيس أكثر من منطق منتقديه ومهاجميه اليوم، والا لماذا انتدبه الرئيس عرفات ليكون احد أهم أعضاء لجنة مناهضة شرعية جدار الفصل والضم العنصري، وان يكلف بعضوية الوفد لتقديم مرافعة أمام محكمة لاهاي".
ووجه سعدات كلامه للفصائل الفلسطينية قائلا بأنها لا يجب أن لا "تبتئس إذا تم إسناد البرغوثي لأنه بالأمس القريب كان عضوا في الأمانة العامة لحزب سياسي في منظمة التحرير، ولو أن قناعته كانت منسجمة مع المشاركة في السلطة الفلسطينية لكان احد وزرائها ألان، لأنه لمن يجهل استمزج للمشاركة في أكثر من وزارة تم تشكيلها".
وقال سعدات بأنه يجب على اليساريين أن يبتهجوا لان دعم الجبهة للبرغوثي لم يكن خارج إطارهم، وان زيادة في نسبة البرغوثي ستكون محسوبة لليسار، خاصة بعد فشل اليساريون في الاتفاق على مرشح.
وبالنسبة لما اسماهم سعدات "أنصار الوحدة والمقاومة والكفاح المسلح" فعليهم هم أيضا أن يفرحوا بتحالف البرغوثي مع الشعبية حسب رأيه لان "الدكتور مصطفى ذو الصوت المسموع لدى العديد من دول العالم وأصدقاء شعبنا والمنظمات اليسارية على وثيقة تدعو صراحة لاستمرار المقاومة المسلحة دون تردد".
ووجه سعدات أيضا رسائل لفئات أخرى قال أنها يجب أن تفرح بتحالف الشعبية والبرغوثي، ولكنه لم يشر إلى أطراف في الجبهة تعارض هذا التحالف، وأطراف أخرى فيها تعارض أصلا المشاركة في الانتخابات.
وكان إعلان الجبهة الشعبية دعمها للبرغوثي أثار استغرابا، جعل الجبهة في موقف الدفاع عن ذلك التحالف، شارك فيه امينها العام احمد سعدات فيه من خلال مقالته هذه التي حررها في سجنه في مدينة أريحا.
وسبب الاستغراب الاختلاف في التوجهات بين الجبهة التي تؤمن بالكفاح المسلح ونفذت عمليات داخل الخط الأخضر وبرنامج البرغوثي السلمي.
وتعتبر الجبهة الشعبية كبرى الفصائل اليسارية الفلسطينية، ولكنها تعاني من تراجع وضعف ملحوظ منذ سنوات.