في تصريحات جديدة ستثير عاصفة ردود افعال داخلية وخارجية هدد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان بنقل ما اسماها بالمعركة الى شوارع دمشق وطهران مؤكدا انه يملك دلائل على أن سورية وايران تدعمان العمليات المسلحة التي تعم العراق بالمال والسلاح في وقت اعلن المسلحون في مدينة الفلوجة عن مقتل عدد من قادتهم بينما تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش ان يقوم الجيش الاميركي بحماية امن الانتخابات العراقية التي ستجري في الثلاثين من الشهر الحالي .

واكد الشعلان للصحافيين في بغداد اليوم انه لا يرغب في صراع مع ايران وسورية لكنه حذر الدولتين من عدم التدخل في شؤون العراق واضاف "العين بالعين والسن بالسن... نملك الوسائل لنقل المعركة من شوارع بغداد الى شوارع طهران ودمشق." وشدد على ان الاستخبارات الايرانية بشكل خاص نشطة في العراق وكذلك ألوية القدس المنتشرة على الحدود مع العراق وعناصر من الحرس الثوري الايراني.

واكد الشعلان ان العراق لديه أدلة موثقة واعترافات وأسلحة مصادرة تثبت وجود صلة بين الجماعات المسلحة وجارتيه واشار في تصريحه الذي نقلته رويترز الى ان العراق لديه أدلة موثقة واعترافات وأسلحة مصادرة تثبت وجود صلة بين الجماعات المسلحة وجارتيه .. ثم عرض على الصحافيين شريط فيديو لرجل قال انه زعيم أسير لجماعة مسلحة تسمى جيش محمد ويعترف بحصوله على مساعدة من ايران وسورية وهدد بالانتقام.

وأضاف الرجل الذي عرف نفسه بالعقيد مؤيد ياسين عزيز النصيري ان جيش محمد بشكل خاص حصل على قدر كبير من المساعدات من ايران التي تدعم أيضا العديد من الجماعات المسلحة الاخرى في العراق لكنه لم يتسن التحقق من صحة شريط الفيديو.

وتنفي ايران وسورية أي صلات لهما بالجماعات المسلحة في العراق على الرغم من ان اعضاء في الحكومة العراقية يتهمونهما باستمرار بدعم المسلحين الذين يحاربون القوات العراقية والاميركية في العراق. كما حذرت واشنطن مرارا ايران التي لا توجد معها علاقات دبلوماسية للكف عن التدخل في شؤون العراق وفرضت عقوبات على سورية جزئيا لسماحها بتسلل المسلحين.

وفي شريط الفيديو الذي يحمل تاريخ الرابع والعشرين من الشهر الماضي يجلس النصيري هادئا أمام طاولة ويجيب على اسئلة محقق لا يظهر. وقال النصيري الذي أعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي اعتقاله مؤخرا انه قائد كبير في جيش محمد الذي قال ان صدام حسين أسسه في اذار (مارس) 2003 بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد نظام الرئيس صدام حسين والذي اطاحت به في الشهر التالي .

وأضاف أنه وسع الشبكة التي تضم الان حوالي 800 مقاتل نشطين في عدد من المناطق العراقية من بينها بغداد ومحافظتا الانبار وصلاح الدين المضطربتان ومدينة البصرة ثاني كبرى المدن العراقية الهادئة نسبيا.

وقال ان الجماعة شنت هجمات مسلحة على قواعد عسكرية تقودها الولايات المتحدة واستخدمت القنابل التي تزرع على الطرق لمهاجمة قوافلها واشار الى ان عزة ابراهيم الدوري وهو أكبر مساعد هارب للرئيس العراقي المخلوع هو القائد الاعلى للجماعة وذكر اسم محمد المشهداني وقال انه قائد الداخل ومحمد يونس الاحمد موضحا انه زعيم الخارج.

بوش يتعهد حماية امن الانتخابات العراقية

وعلى صعيد الانتخابات العراقية تعهد الرئيس بوش اليوم ان يبذل الجيش الاميركي قصارى جهوده لمنح كل مواطن عراقي الفرصة للادلاء بصوته في الانتخابات المقرر اجراؤها في الثلاثين من الشهر الحالي لكنه اعترف بأن عمليات المسلحين قد تفسد الانتخابات في أربع محافظات.

وأضاف بوش "هناك أربع من بين المحافظات الثماني عشرة تمثل مناطق يحاول الارهابيون فيها منع الناس من الادلاء بأصواتهم.. والسبب الذي يجعلهم يحاولون منع الناس من التصويت هو ادراكهم أن الديمقراطيات تقف في الجهة المناقضة تماما لما يعتقدونه."

لكن بوش اعترف بالتحديات التي تواجه الانتخابات في أربع من بين المحافظات العراقية البالغ عددها 18 محافظة وقال "المهمة المنوطة بالجيش الاميركي هي بذل أفضل ما في وسعنا لاعطاء كل مواطن عراقي أفضل الفرص الممكنة للتصويت والمشاركة...ونحن عازمون على بذل أفضل ما في وسعنا."

واوضح قائلا عما اذا كان قلقا بشأن المشاركة السنية "أريد أن يدلي الجميع بأصواتهم.. وأدرك أن هؤلاء القتلة يستهدفون أجزاء من المنطقة السنية. وتتمثل رسالتهم في ما يلي.. اذا أدليتم بأصواتكم فسنقتلكم. لكن الرسالة الحقيقية هي.. لا نستطيع تحمل الديمقراطية."

وأضاف ان فريقا من وزارة الدفاع "البنتاغون " سيذهب الى العراق لاجراء مراجعة لسياسة الجيش الاميركي في العراق في مجملها من أجل الاستعداد للفترة التي تلي الانتخابات عندما يبدأ أولئك الذين سينتخبون للمجلس الوطني العراقي في كتابة دستور والعمل من أجل تدريب القوات العراقية التي أظهرت حتى الان أداء متفاوتا في القتال في أفضل الاحوال حيث سيقود الفريق الجنرال المتقاعد جاري لاك. وقال "ذلك بالتحديد هو السبب في ذهاب فريق التقويم الى العراق.. التأكد من أن لدينا في هذه اللحظة التاريخية في تاريخ العراق استراتيجية تتسم بالتركيز والتصميم لمساعدة الحكومة الجديدة على امتلاك القوات الضرورية للدفاع عن نفسها."

مقتل قادة للمسلحين في الفلوجة

ومن جهة اعلن المسلحون المتمردون في بيان على الانترنت عن مقتل قائد احدى مجاميعهم وهو رجل في الستين وكان إماماً وخطيباً في احد جوامع الفلوجة خلال السنوات الماضية الى جانب 145 مسلحاً في اشتباك وقع داخل حيي الشهداء ونزال في الفلوجة.

وخرج اهالي مدينة الفلوجة اليوم في تظاهرة حاشدة مؤكدين ان مدينتهم لم تشهد اي جهود حقيقية لاعادة اعمارها وطالبوا الحكومة العراقية بالوفاء بوعدها في اعادة الخدمات الى المدينة. وطالب مئات من المتظاهرين من اهالي منطقة النعيمية التي تقع على مسافة 15 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من مدينة الفلوجة "الحكومة العراقية بالوفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها في اعادة الخدمات الى المدينة المدمرة التي تشهد غيابا تاما لكل انواع الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء والخدمات الصحية الاساسية." كما طالب المتظاهرون القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني التي شاركت في الهجوم على المدينة بالانسحاب من مدينتهم من اجل اعادة الامن والامان للمدينة.

وعلى الرغم من اعلان الحكومة العراقية عن السماح لاهالي المدينة بالعودة الى منازلهم في الثاني والعشرين من الشهرالماضي الا ان الكثير منهم ما زالوا في المخيمات التي تفتقر الى مقومات الحياة في مناطق مكشوفة خارج المدينة.