غدا الانتخابات الفلسطينية:
أحداث اليوم الأخير من سباق الرئاسة

عبدالله زقوت من غزة :شهد اليوم الأخير من الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة الفلسطينية بعض المحطات الهامة في جداول أعمال المرشحين لعل أبرزهم محمود عباس ( أبو مازن ) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية و رئيس حركة فتح ، و المرشح المستقل الدكتور مصطفى البرغوثي .
فقد ألغى عباس زيارة له كانت مقررة للقدس المحتلة ، و كشف عن نيته بتكليف أحمد قريع لرئاسة الحكومة الجديدة في حالة فوزه بالانتخابات التي ستجري يوم الأحد ، في حين منعت إسرائيل المرشح المستقل الدكتور البرغوثي من دخول القدس الشريف بحجة عدم وجود تصاريح لازمة بحوزته .
وأنهى أبو مازن المرشح الأبرز لرئاسة السلطة الفلسطينية يومه الانتخابي الأخير بزيارة لإحدى قرى مدينة القدس المحتلة ، بعد إلغائه لزيارة كانت مقررة لمدينة القدس تجنباً لظهور قوات الشرطة الإسرائيلية حوله ، بعد سماح إسرائيل له بدخول القدس شريطة تواجد عسكري كبير لقواتها بداعي الحفاظ على سلامة الزعيم الفلسطيني و تخوفاً من إقدام أي من اليهود المتطرفين باغتيال عباس .
و طلب عباس من الآلاف الذين استقبلوه في بير نبالا ( إحدى قرى القدس ) ، بألا يحبطوا من إلغاء زيارته للقدس ، قائلاً : " لا نذهب اليوم إلى القدس ، و لكن سنكون غداً بها ، لأن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني " .
و هتف أبو مازن أمام الحشد الجماهيري في بير نبالا : " لنذهب أحراراً إلى القدس بالملايين و نحن أحرار " .
و يرى مراقبون أن "أبو مازن" أقدم على إلغاء زيارته للقدس ، تحسباً لظهوره أمام العدسات وسط حراسة أمنية إسرائيلية مشددة ، و هو الأمر الذي سيضعف جهوده لكسب عناصر المقاومة الفلسطينية ، حيث أكدت إسرائيل أنها ستضع حراسة مشددة على أبي مازن تخوفاً من تعرضه لعمليات اغتيال على ايدي المتطرفين اليهود الذين هددوا بذلك .

و في رام الله ، قال محمود عباس للصحافيين ، أمس ، إنه سيحاول إقناع الحكومة الإسرائيلية بأفكاره ، مبدياً رغبته في الاستقرار لتعزيز عملية السلام ، رغم عدم ثقته من تحقيق الانفراج المطلوب أو التوصل إلى حل نهائي .
أكد محمود عباس ( أبو مازن ) ، الذي تصدر استطلاعات الرأي للفوز بكرسي الرئاسة ، أن أولى قراراته التي سيتخذها في حال انتخابه رئيساً هي تكليف رئيس الوزراء الحالي أحمد قريع بتشكيل حكومة جديدة ، تمهيداً لبدء الانتخابات التشريعية التي من المزمع إقامتها في شهرتموز (يوليو) المقبل .
و أوضح عباس ، أنه سيطلب من الحكومة الفلسطينية تقديم استقالتها حسب القانون ، على أن يتم تكليف أبو العلاء لتشكيل حكومة جديدة ، كما تعهد بالمضي قدماً في برنامجه الانتخابي الذي عرضه على الفلسطينيين من رفح جنوباً حتى جنين – حسب قوله.
و تولى أحمد قريع رئاسة الحكومة الفلسطينية في تشرين ثاني (نوفمبر) من العام 2003 م ، بعد استقالة محمود عباس بالذات بسبب عدم تمكنه من تنفيذ الإصلاحات الديمقراطية .
و على صعيد المنافس الأبرز لعباس في الرئاسة الفلسطينية ، و هو المرشح المستقل الدكتور مصطفى البرغوثي ، فقد أقدمت قوات الشرطة الاسرائيلية على اعتقاله أثناء محاولته الدخول إلى الحرم القدسي الشريف .
و زعمت الشرطة الاسرائيلية أن البرغوثي حصل على تصريح لإجراء مناظرة تلفزيونية في فندق بالقدس ، و ليس للظهور في الحرم الشريف ، و هذا ما اعتبرته إسرائيل ( أغراض انتخابية ) .
و في نفس الإطار ، أظهر أحدث استطلاع للرأي العام الفلسطيني ، تقدماً لافتاً لمحمود عباس ( أبو مازن ) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، و مرشح حركة فتح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية ، المقرر إجراؤها في التاسع من الشهر الجاري ، حيث حصل أبو مازن على نسبة ( 67.6% ) من مجموع أصوات المستطلعين ، ليحظى بالتأييد الأكبر كمرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية ، يليه في المرتبة الثانية الدكتور مصطفى البرغوثي و حصل على ( 21.5 % ) من أصوات المستطلعين ، ومرشح الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد بـ ( 3.9 % ) ، يليه مرشح حزب الشعب بسام الصالحي ( 3.4 % ) ، و المرشح المستقل عبدالحليم الأشقر بـ ( 2.2 % ) ،) ، و المرشح المستقل عبدالكريم شبير بـ (0.8 % ) ، و أخيرًا ااالمرشح المستقل السيد بركة بـ ( 0.6 % ).
من جهة أخرى ، قال مصدر مسؤول في لجنة الانتخابات المركزية لـ " إيلاف " ، إن اللجنة ستبدأ اليوم ( السبت ) في توزيع صناديق الاقتراع على المراكز و المحطات الانتخابية في الضفة الغربية ، و قطاع غزة ، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم غد للإدلاء بأصواتهم بغض النظر عن وجهات النظر السياسية و الاختلافات ، لأن الاقتراع حق سياسي يجب ممارسته .
و أوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، أن كافة التحضيرات التي تجري للانتخابات الرئاسية الفلسطينية تجري كما خطط لها ، و هذا ما أكده المراقبين الذين عبروا عن سعادتهم بالترتيبات و التحضيرات التي تقوم بها اللجنة الانتخابية .
و من المقرر أن يوزع اليوم ثلاثة آلاف صندوق على ( 16 ) دائرة انتخابية ، و لدى كل دائرة عدة مراكز ، و لكل مركز عدة محطات انتخابية ، حيث يبلغ عدد المراكز الانتخابية ألف مركز ، و (2271 محطة انتخابية ) ، كما يوجد ( 70 مركزاً ) للسجل المدني ، و ( 524 محطة ) .
يذكر أن عدد الفلسطينيين الذي يحق لهم الاقتراع في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية بلغ ( 1757756 ناخباً و ناخبة ) ، أما عدد المراقبين الدوليين حتى يوم أمس ( 22394 مراقبة و مراقبة ) ، منهم حوالي ثمانيمائة من المراقبين الأجانب .
و من المقرر أن تفتح كافة صناديق الاقتراع الساعة السابعة من صباح يوم الأحد بتوقيت فلسطين ( الخامسة صباحًا بتوقيت غرينتش ) ، على أن تغلق أمام الناخبين في السابعة من مساء اليوم ذاته ( الخامسة مساءً بتوقيت غرينتش ) ، لتبدأ بعدها عملية الفرز ، حيث ستعلن نتائج الانتخابات صبيحة اليوم التالي .