أُعلن في القاهرة عن تأسيس منتدى اجتماعي عربي ليكون كما قال بيان التأسيس "اطارا لتجميع وترابط منظمات وحركات المجتمع المدني في العالم العربي ضد هجمة الليبرالية الجديدة على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشعوب وبشكل خاص أشكال عسكرة العولمة .. " .
واقر المجتمعون في القاهرة الاسبوع الماضي لائحة مبادئ المنتدى الاجتماعي العربي والتي تتضمن الأسس الموجهة لنشاطه باعتباره فضاء مفتوحا لمجموعات وحركات المجتمع المدني العربي لمناهضة الليبرالية الجديدة وهيمنة الرأسمالية على العالم ، واعتبر المؤسسون ان اعلان المنتدى العربي ضرورة تفرضها الظروف الموضوعية المتمثلة في هجمة الليبرالية الجديدة والامبريالية والصهيونية التي اتخذت من المنطقة العربية ساحة لفرض مشروعها باستخدام القوى العسكرية في وقت ظهر فيه واضحا ضعف النظام العربي الرسمي وعجزه عن التعامل مع هذه التحديات الخطيرة في ظل تغييب الدور الشعبي واغلاق منافذ المشاركة الشعبية للجماهير ، وبالتالي فإن استنهاض دور الشعوب العربية في مواجهة الاعتداء على سيادتها بما في ذلك تمكين مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية الشعبية من الدفاع عن مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مواجهة هذا الهجوم يظل مهمة عاجلة .
واعتبر المشاركون ان المنتدى العربي يواجه مهاما ضخمة للغاية ، ووجهوا دعوة مفتوحة الى كل المنظمات المدنية والحركات الاجتماعية في العالم العربي سواء في البلدان المشاركة في التأسيس او تلك التي لم تشترك بعد للمساهمة في المنتدى على قدم المساواة مع الاعضاء المؤسسين كما راوا ان هذا الاعلان هو اضافة الى حركة المنتديات الاجتماعية وحلقة وصل بين المنتديين الاجتماعي الآسيوي والافريقي ورابطة ضد الليبرالية الجديدة التي وصفوها ب"المتوحشة" .
وقال كريشنه مورتي عضو المنتدى الاجتماعي العالمي في تصريح ل"إيلاف" يجب الا ننسى واجبنا النضالي في كل الظروف، معتبرا اننا شركاء في الصراع مع القوى الاستعمارية التي تحكم بصورة مختلفة ،مشيرا الى ان ظهور القوة الاميركية والبنك الدولي والغات ليسيطروا على مواردنا لنصبح اكثر فقرا ويصبحوا اكثر غنى ، وشدد على رفض التدخل الاجنبي مؤكدا على اننا لانحتاج اميركا لتقول لنا معنى الديمقراطية وحقوق الانسان وان الاحتلال في افغانستان وفلسطين والعراق لايمكن ان يستمر والاحتلال الجديد باسم الديمقراطية هو احتلال ايضا ، ولايفكر الا بالاسلحة وصرف الاموال على الحروب من دون ان يدخر شيئا للكوارث الانسانية ، واكد ضرورة توحيد كل التيارات ضد الاستعمار والعولمة والاستغلال.

وفي تصريح ل " ايلاف " قال امير سالم رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الانسان والتنمية البشرية تداعى المثقفون وممثلو المنظمات الحقوقية والاهلية المشاركون في المنتدى الاجتماعي العربي لابراز الخصوصية العربية ككتلة مهمة في المنتدى الاجتماعي العالمي
لمناهضة العولمة ، وخلق صيغة عالمية ديمقراطية تقبل التعددية والوان الطيف السياسي والاجتماعي ،
واشار سالم الى انه عبر تشاورات وتحضيرات امتدت لثلاث سنوات اسس منتدى اجتماعيا عربيا يعتبر جزءا من حركة اجتماعية و هناك شيء غير مسبوق حصل للمرة الاولى لقاء بهذه الكثافة وهذا الثقل العربي يلتقي من دون تمويلات واللقاء يتم عبر الجهود الذاتية والتبرعات شخصية .
ولفت سالم الى ان الدول العربية هي الدول الوحيدة التي لا تملك منتدى خاصا اجتماعيا وافريقيا نجحت خلال سنة ونصف في ذلك بينما فشلت في ذلك الدول العربية سابقا ونجحت به اليوم .
ورفض المحامي ثائر الخطيب عضو اللجنة التحضيرية في المنتدى الاجتماعي العربي وعضو المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية في تصريح ل"إيلاف" التيار الذي يطالب بمنتدى اجتماعي اوسطي واشار الى ان هناك تيارين في ظل المد الاميركي ومحاولة فرض ثقافة خاصة بها غايتها املاء استراتيجية تحتوي الشعوب العربية بعدما فرغت من احتواء باقي الأنظمة العربية للخروج بما يسمى انهاء ثقافة المجتمع العربي وفرض لغة فكرية جديدة تتناسب والرؤية الاميركية للمنطقة وخرج تياران في آن معا الاول نحضره الان كمنتدى اجتماعي عربي والتيار الاخر والمقصود به التيار الاميركي من خلال ما يسمى المنتدى الاجتماعي المتوسطي وغاية المنتدى الثاني دمج اسرائيل ثقافة وحضارة مع باقي المجتمعات العربية بحسبان ان نجاحها في ذلك يمهد جميع الشعوب العربية نظرا لتفكك بنيتها الفكرية والسياسية ونحن هنا في هذا المنتدى اتينا محاولين التصدي لذلك المشروع الانف ذكره ونشر ثقافة حقوق الانسان ايمانا منا ان وعي المواطن العربي لهذه الثقافة تحصّنه وتقويه امام الاستبداد السياسي والقهر الاجتماعي.
وذكر البيان السياسي الصادر عن الاجتماع التأسيسي للمنتدى ان الشعوب العربية تعاني املاءات العولمة الليبرالية الجديدة التي سخرت المؤسسات المالية لفرض برامج التثبيت والتكيف الهيكلي التي استهدفت ازاحة الدول القومية من الحياة الاقتصادية واعفاءها من مسؤولياتها الاجتماعية وعرقلة عملية التنمية الوطنية لمصلحة فتح الاسواق والخدمات ورؤوس الاموال القادمة من المراكز الراسمالية الكبرى وقد افضى ذلك الى وجود اختلالات هيكلية كبرى على كل الاصعدة مثل تفاقم الديون الاحتيالية وتفكيك القاعدة الصناعية والزراعية والخدمية في البلدان العربية واتساع البطالة والفقر والتضخم والفساد وحرمان الانسان العربي من حقوقه الاساسية في التعليم والصحة والعمل والفرص الاقتصادية المتكافئة.
واعتبر البيان انه لم يكن غريبا ان تقف قوى العولمة الراسمالية الجديدة من دول كبرى وشركات مالية وتجارية دولية داعمة بشكل مباشر وغير مباشر لنظم حكم قمعية وفاسدة باعتبارها القادرة على كبح الحركات الاجتماعية المناهضة للاستغلال الراسمالي العالمي ولبرامج التكيف ذات التكاليف الاجتماعية الباهظة ولاستنزاف الثروات الطبيعية وتدمير البيئة لمصلحة تعظيم ارباح الرأسمال ولمحاولات طمس الهويات الثقافية الوطنية وفرض نظم اقليمية جديدة لاتعترف بحقائق الجغرافية السياسية وتسعى الى تطويع البلدان العربية في منظومة اعادة ترتيب الوطن العربي وفق احتياجات الامبريالية العالمية واستراتيجياتها العدوانية.
واكد البيان ان الدول العربية لاتتعرض فقط لاخطار خارجية بل تواجه اخطارا داخلية وفي مقدمتها المشكلات الخاصة بالاقليات العرقية والقومية والدينية حيث تحاول الدوائر الرجعية العالمية استغلال تلك المشكلات لابعاد جماعات باكملها عن التمسك بالحل الديمقراطي في اطار النسيج المجتمعي الواحد ومن ثم الاضرار بقضايا الاقليات ذاتها وتعميق الانقسامات ولاشك ان التاكيد على حقوق المواطنة وعدم التفرقة بين جماعة واخرى هو من اهم السبل للحفاظ على وحدة المجتمعات واعتبر البيان ان الفساد هو صنو الاستبداد فكل منهما سبب ونتيجة للاخر ولايمكن ضرب الفساد من دون تعميق الديمقراطية ، مشيرا الى ان التغيير الديمقراطي هو المدخل الوحيد لمواجهة التهديد الامبريالي لدول المنطقة ويتضمن التغيير الديمقراطي الغاء القوانين الاستثنائية وتأكيد الحريات العامة وتحرير الاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني من القيود الحكومية ..