اعترف وزير خارجية جمهورية ليتوانيا البلطيقية انتاناس فاليونيس بانه كان عميلا للاستخبارات السوفياتية السابقة المعروفة بالكي جي بي. وعلى الرغم من ان وزير الخارجية الليتوانية كان احدى الشخصيات التي مهدت لانضمام الجمهورية للناتو والاتحاد الاوروبي، الا ان الدوائر هناك تنظر باستياء لاخفائه صفحات مريبة من ماضيه عن الاوساط الاجتماعية.

وتحظى الكي جي بي بسمعة سيئة في جمهوريات البلطيق، لملاحقتها العناصر القومية المنشقة التي كانت تطالب باستقلال الجمهوريات البلطيقية التي ضمها الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية.وبدات في جمهوريات البلطيق منذ بداية التسعينات ملاحقة العناصر التي تعاونت مع الكي جي بي، وسنت قوانين تحرمها من العمل السياسي، واشغال مناصب رفيعة في مؤسسات الدولة.

وكان فاليونس قد ظهر طوال السنوات الاربع التي تقلد فيها منصب وزير خارجية بلاده بانه من دعاة العودة بليتوانيا الى حظيرة الغرب، وساعدها بفضل نفوذه على الانضمام الى المؤسسات الاوروبية المهمة.

ووفقا لتقديرات مراقبين فان الكشف عن علاقات فاليونيس بالاستخبارات الروسية ستترك ظلالها على سمعته ونفوذه لدى الاتحاد الاوروبي واميركا. وكان تحقيق صحافي اعتمد على الارشيف عن الماضي الوظيفي لوزير خارجية ليتوانيا اظهر بان فاليونيس قد ارتقى قبل 20 عاما في صفوف الكي جي بي الى منصب كابتن. واعترف فاليونس في مؤتمر صحافي بعد نشر التحقيق، بتلك المعطيات.

وعلى الرغم من ان القانون في ليتوانيا لايفرض على عناصر الكي جي بي المحالين للمعاش الابلاغ عن تلك المعلومات للسلطات المعنية، الا ان الاوساط السياسية والاجتماعية في الجمهورية انقسمت الى معسكرين بشأن الموقف من وزير الخارجية. وضمن هذا السياق يرى فريق ان وزير الخارجية صاحب النزعة الغربية يستحق الثقة والتقدير، فيما يؤكد اخرون على ان اخفاء تلك المعلومات عن الراي العام خطأ سياسي لايمكن التسامح معه، ولاسيما ان الساسة في الجمهورية دأبوا على مدى عشر سنوات من استقلال الكشف للمجتمع عن ماضيهم.