عبدالله زقوت وأسامة العيسة من غزة والقدس: كشف مصدر مسؤول في الحملة الانتخابية لمحمود عباس ( أبو مازن ) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لـ " إيلاف " ، أن عباس يسير نحو تحقيق فوز كبير في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية التي بدأت منذ ساعات الصباح في كافة الأراضي الفلسطينية . وان كانت كثير من القرى الفلسطينية تعيش ما يمكن وصفه بالعرس الانتخابي الا ان المشهد بدا متناقضا لدى سكان عدد من القرى في شمال غرب القدس، حيث تسلم سكان أهالي قريتي، الجيب وبدو، إخطارات بمصادرة عشرات من الدونمات من أراضيهم. ووقع الإخطارات، موشيه كيسن، القائد العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية. وبالعودة الى العملية الانتخابية أوضح المصدر المسؤول أن التقارير التي تصل إلى مقر الحملة من كافة المراكز الانتخابية المنتشرة في فلسطين ، تشير إلى إقبال كبير من الناخبين الفلسطينيين الذين يصوتون لصالح مرشح حركة فتح أبو مازن ، مع إقرارهم بأن الحكم النهائي على النتيجة ما زال غامضاً حتى انتهاء العملية الانتخابية مساء اليوم . وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، إلى أن نسبة الإقبال على الاقتراع عالية مقارنة بالوقت الذي مضى على افتتاح عملية الاقتراع ، حيث من المؤمل أن تزداد هذه النسبة مع ساعات النهار . و قال أبو مازن الذي انتهى من الإدلاء بصوته في مقر المقاطعة في رام الله للصحافيين إأن عملية التصويت تسير بشكل رائع ، معتبراً ذلك انطباعا جيداً لسير العملية الانتخابية ليثبت الشعب الفلسطيني أنه يمضي قدماً نحو الديمقراطية . و كان محمود عباس ( أبو مازن ) ، الذي تصدر استطلاعات الرأي للفوز بكرسي الرئاسة ، قد أكد أثناء حملته الانتخابية أن أولى قراراته التي سيتخذها في حال انتخابه رئيساً هي تكليف رئيس الوزراء الحالي أحمد قريع بتشكيل حكومة جديدة، تمهيداً لبدء الانتخابات التشريعية التي من المزمع إقامتها في شهر يوليه ( تموز ) المقبل .

و أوضح عباس ، أنه سيطلب من الحكومة الفلسطينية تقديم استقالتها حسب القانون ، على أن يتم تكليف أبو العلاء لتشكيل حكومة جديدة ، كما تعهد بالمضي قدماً في برنامجه الانتخابي الذي عرضه على الفلسطينيين من رفح جنوباً حتى جنين – حسب قوله. و رشحت غالبية استطلاعات الرأي محمود عباس ( ابو مازن ) للفوز بانتخابات الرئاسة الفلسطينية ، و هو الأمر الذي أكده أنصاره خلال حملته الانتخابية التي جاب بها كافة الأراضي الفلسطينية .

إنتخابات وعراقيل

بدأ اليوم الانتخابي بالنسبة لسكان عدد من القرى في شمال غرب القدس، بشكل بدا متناقضا مع الوصف الذي أطلق عليه باعتباره عرسا فلسطينيا وتسلم سكان أهالي قريتي، الجيب وبدو، إخطارات بمصادرة عشرات من الدونمات من أراضيهم، ووقع الإخطارات، موشيه كيسن، القائد العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية

وحسب الإخطارات فان سلطات الاحتلال ستصادر 89 دونما من أراضي قرية الجيب و72 دونما من أراضي قرية بدو، وليس من المتوقع أن تثير قرارات المصادرة هذه اهتمام الإعلام، ولكن المواطنين يعتبرونها من المعيقات الإسرائيلية في يوم الانتخابات الفلسطينية، وربما المعيق الأبرز والتحدي الذي سيواجه رئيس السلطة المقبل. وقال خالد العزة مدير مواجهة الاستيطان والجدار في وزارة الحكم المحلي، إن استمرار إسرائيل في مصادرة الأراضي يعني انه لا يوجد سلام مع الجانب الإسرائيلي، وأشار، في تصريح لـ"إيلاف" إلى ان أية مفاوضات مع شارون لن يكتب لها النجاح إلا إذا تم إزالة ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية وخاصة جدار الفصل ووقف كافة الاعتداءات والانتهاكات على الشعب الفلسطيني. ولكنه قال ان هذه الممارسات لا يجب أن تمنع شعبنا من المشاركة بفعالية فيما سماه العرس الانتخابي مشيرا إلى أن الأمانة الوطنية تقتضي من جميع أبناء
شعبنا التوجه للانتخابات لاختيار الأفضل. وفي مدينة القدس تزاحم المواطنون أمام مكاتب البريد التي سيقترعون فيها، خصوصا مكتب البريد في شارع صلاح الدين، الشارع الرئيس خارج أسوار البلدة القديمة.

وحاولت مجموعة من المستوطنين اقتحام مكتب البريد في منطقة باب الخليل للتشويش على عملية الانتخابات، ولكن تدخل الشرطة الإسرائيلية حال دون ذلك .وأدلى العشرات بأصواتهم في ظل تعزيزات شرطية إسرائيلية حول مكاتب البريد وفي شوارع المدنية المقدسة وكثير من المواطنين تواجدوا في محيط هذه المكاتب كنوع من الفضول والمتابعة وبدا بعضهم في حالة من الحيرة، ولم يتخذ قراره بعد وتؤثر أي إشاعة ولو كانت صغيرة في نسبة المصوتين في القدس وسط ما يمكن تسميتهم الأغلبية الصامتة الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ولكن ما يطلق عليهم، في القدس النخب وهم نشيطو الأحزاب والنقابات وموظفي السلطة فإنهم سارعوا إلى الاقتراع وأيضا قادوا حملة لتشجيع باقي السكان على الانتخاب.

وأصدرت عدد الشخصيات المقدسية اليوم بيانا دعت فيه شعبنا المرابط بالقدس إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات، ومن ابرز الموقعين رجل الدين الأرثوذكسي عطا الله حنا، والدكتورة حنان عشراوي. وقال هؤلاء في بيانهم إن مشاركة المقدسيين في الانتخابات هي فرض عين على كل فرد في مدينتنا، مؤكدين على أن هذه المشاركة تعد استفتاء على عروبة المدينة المقدسة وفلسطينيتها في وقت يجهد فيه المحتلون إلى تهويدها ونزع طابعها العروبي والإسلامي. وأضافوا ان المشاركة في الانتخابات تشكل تحديا لكافة أشكال العزل والحصار المضروب على مدينتنا منذ سنوات، من حواجز وجدار فصل عنصري ونهب للأراضي وتدمير للمنازل. وقال الارشمندريت عطا الله حنا لمراسلنا القدس هي احد الثوابت الفلسطينية، ونحن دعينا الرئيس المقبل للتمسك بحقوقنا في القدس ولا يفرط بها، ولا يتم ذلك إلا إذا شارك أهل القدس بفعالية في الانتخابات، وأضاف عطا الله نحن لا ندعو المقدسين لانتخاب شخص معين، ولكن ندعوهم للمشاركة لينتخبوا من يرونه صالحا.

وقال ان مشاركة المقدسيين في الانتخابات هي دفاعا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ودعا مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إلى عدم التردد في المشاركة في الانتخابات، حسب بيان وزع اليوم في المدينة. وأكد المركز الذي ينشط في الدفاع عن حقوق المقدسين على أن مشاركة هؤلاء مكفولة قانونيا ولا تعرض صاحبها لاية إجراءات جزائية وفقا لجميع الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. واستعان المركز بفقرات من تلك الاتفاقات لمزيد من طمأنة المقدسين، وقال ان إسرائيل لن تستطيع نزع حق إقامة المنتخب في مدينته ووجه محامون فلسطينيون وإسرائيليون دعوات مشابهة وأصدروا بيانا أكدوا فيه ان سكان القدس هم جزء من الشعب الفلسطيني ويتمتعون بنفس الحقوق والوضع القانوني لسكان مناطق السلطة الفلسطينية بما يتعلق بحقهم في إدارة أنفسهم وانتخاب من يمثلهم.

وقالوا أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية هي حق طبيعي لكل مقدسي، وان مشاركة حملة الهوية المقدسية في هذه الانتخابات الفلسطينية لا تعرضهم لأية مخالفة قانونية، ولا تستطيع أية سلطات إسرائيلية اتخاذ أية إجراءات قانونية بحقهم بناء على هذه المشاركة. وأضافوا بان المقدسيين لهم نفس الوضع القانوني لمواطني السلطة الفلسطينية، ولهم نفس الحقوق التي تشمل حقهم بالإدارة الذاتية والانتخابات حسب القانون الدولي، كما أن تصريحات الحكومة الإسرائيلية هي بمثابة وعد سلطوي يكفل عدم التعرض للمقدسيين المشاركين في الانتخابات الفلسطينية. وتولي كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل أهمية لنتائج الانتخابات في مدينة ذات قضية حساسة مثل القدس وتخضع القدس لحصار قاس منذ سنوات، ولا تشمل الإجراءات الإسرائيلية هذه المدينة فقط ولكن باقي المدن الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية ان سلطات الاحتلال لم تدخل تسهيلات على عملية تنقل
مراكز انتخابية قرب طولكرم 4 المواطنين، وأدت هذه الإجراءات إلى تأخير فتح شمال الضفة الغربية، ومنع سكان منطقة المواصي شمال قطاع غزة من الوصول إلى مراكز الاقتراع.

كارتر يتوسط لناخبي القدس

صور ابو مازن في القدس
أدت جهود بذلها الرئيس الاميركي السابق جيمي كارترإلى تذليل بعض الصعاب أمام الناخبين الفلسطينيين في القدس الذين توجهوا اليوم للتصويت في مكاتب البريد في المدينة في ظل ما يوصف بأنه معيقات إسرائيلية أمام تصويتهم. وتلقى كارتر الذي يراقب الانتخابات الفلسطينية، مع أكثر من ألف مراقب أوروبي وعربي واميركي، شكاوى من ناخبين مقدسيين أشاروا إلى أنهم ذهبوا إلى التصويت ليقال لهم ان أسمائهم ليست موجودة في قوائم الناخبين. وقال بهاء البكري مسؤول العلاقات العامة في اللجنة المركزية للانتخابات في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم في قصر الثقافة في رام الله، بان كارتر بذل

جهودا مضنية مع الإسرائيليين ونقل رسائل متبادلة بينهم وبين الفلسطينيين حتى وافقت إسرائيل على أن تسمح لكل مقدسي معه وصل تسجيل في سجل الناخبين يستطيع أن يقترع في أي من المراكز البريدية الستة في القدس. وكان كارتر شارك في الرقابة على الانتخابات الفلسطينية التي جرت عام1996 واتهم البكري السلطات الإسرائيلية بالتذرع بأسباب فنية لتحقيق مكاسب سياسية.