أخذ بثار أبيه لمرتين وهزم صدام وقال إنه قائد حرب
أضخم حفل لتتويج "الملك" بوش الثاني

نصر المجالي من لندن: تشهد العاصمة الأميركية واشنطن دي سي أضخم احتفالات تجري في تاريخها لتنصيب الرئيس جورج دبليو بوش لولاية ثانية بعد انتصاره لمرة ثانية على الحزب الديموقراطي المناهض، وقدرت المصادر تكاليف الحفل بحوالي خمسين مليون دولار، حيث تدافع المتبرعون من كبار رجال الأعمال الذين يؤيدون الحزب الجمهوري لتحمل حصتهم من قيمة التكاليف، وقالت تقارير إن الاحتفال الذي سيجعل من العاصمة الأميركية قلعة حرب حصينة نظرا لحشد عشرة آلاف رجل أمن لحمايته، يعيد إلى الذهان الاحتفال الفرنسي بتنصيب الإمبراطور الفرنسي لويس السادس عشر قبل نيف وقرنين من الزمان.

يذكر أن بوش الثاني انتصر لمرتين متتاليتين ضد مرشحي الحزب الديموقراطي وهما الرئيس السابق بيل كلينتون (العام 2000 ) والمرشح السيناتور جون كيري في انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وسط انتصارات كبيرة حققها في ولايته الأولى لعل أهما أنه استطاع الثأر لأبيه الرئيس السبق جورج بوش الذي هزمه كلينتون العام 1992 من بعد حرب الخليج الأولى التي طردت قوات صدام حسبن من الكويت.

وخلال ولايته الأولى شن الرئيس جورج دبليو بوش حربا ضد الإرهاب في أفغانستان، لا تزال مستمرة، وكذلك حربا في العراق، حيث تمكن من إسقاط حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

ولن يبتهج نصف الشعب الأميركي باحتفالات التتويج، حيث "انتصار الأميركيين الحمر (الجمهوريون) على النصف الآخر الزرق (الديموقراطيين ) في إشارة، عبرت عنها صحيفة (أوبزرفر) البريطانية الأسبوعية للانتصار النسبي البسيط الذي حققه بوش في حملتي الانتخابات بنسبة ضئيلة ضد الديموقراطيين، والتي كانت تشير على أن النسبة كانت شبه مناصفة بين الجانبين بفارق بسيط جدا.

وتقرير الصحيفة البريطانية، يشير من جانب آخر إلى أن احتفالات التنصيب، ستكون واحدة من الاحتفالات القليلة التي يشهدها التاريخ الأميركي، حيث فضلا عن مئات المدعوين من خارج الولايات المتحدة وداخلها من نخبة المجتمعات السياسية والاقتصادية والمشاهير، فإن 10 آلاف رجل أمن سينتشرون في العاصمة واشنطن، مدعومين بمئات من عناصر الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ورجال الحرس الوطني.

وخلال الاحتفال سيجري عرض يشارك فيه ما لا يقل عن 150 ألف شخص ممن منحوا أصواتهم للرئيس بوش، حيث سيكونون متواجدين في الحدائق المقابلة للبيت البيض للاستماع إلى خطاب التتويج من جانب الرئيس بوش، وبموازاة من ذلك، فإن مئات الحفلات ستقام في المدن الأميركية من جانب مؤيدي الحزب الجمهوري، حيث ستشارك ابنتا الرئيس جينا وباربرا في حفلات موسيقية جماهيرية في عدة أماكن.

وعلى هامش الاحتفالات التاريخية، فإنه على سبيل المثال جرى تنافس كبير بين فنادق العاصمة الأميركية لاستضافة رجال أعمال ومليارديرات ممن يرغبون بمشاهدة حفل التتويج عن قرب، فقد عرض فندق(ماندرين أورينتال) لزبائنه من ميسوري الحال ضيافة أربع ليال مقابل 200 ألف دولاروهذا يشمل كل مستلزمات وترتيبات الضيافة الأرستقراطية التاريخية الراقية، وذلك ليكونوا بالقرب من "التتويج الملكي التاريخي".

والاحتفالات لن تشهدها فقط العاصمة واشنطن، بل أن ولاية تكساس التي كان بوش حاكما لها قبل خمس سنين خلت، هي الأخرى ستشهد عديدا من الحفلات، حيث أهمها تلك الحفلة التي ستجري في منزل الرئيس في تلك الولاية ودعي إلى المشاركة فيها كثير من النجوم السياسيين ورجال الأعمال وأهل هوليوود كذلك، ومن بعد الإعلان عن تلك الحفلة الرئاسية، فإن عشرات الآلاف من بطاقات الدعوة نفذت خلال خمسين دقيقة، وتباع كل بطاقة دعوة بحوالي 1300 دولار.

ومن ضمن الحفلات هنالك، حفلة استقبال سيقيمها رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي تقديرا لدور القوات الأميركية التي تحارب في كل من العراق وأفغانستان، وهذه الحفلة، كما قالت بعض المصادر الأميركية، تشير إلى أن إدارة بوش عازمة على استمرار الأعمال العسكرية في العالم حتى تتحقق الأهداف التي حددتها الحملات الانتخابية بأن الولايات المتحدة هي الأقوى من دون منازع في العالم. وسيشارك حوالي ألفين من الجنود وأهالي وذوي ضحايا الحربين العراقية والأفغانية في تلك الحفلة التي اختارت وزارة الدفاع (البنتاغون) المشاركين فيها بكل عناية.

وهذه الحفلات باهظة التكاليف التي هي الأولى من نوعها منذ حرب فيتنام في عهد الرئيس ريشتارد نيكسون العام 1969 ، كانت مثار سخط ومناهضة من جانب عديدين على الساحة الأميركية، حيث حملة استنكار لذلك "في الوقت الذي يواجه فيه العالم كوارث مثل تسونامي وغيرها كالفقر في كثير من بلدان العالم"، ودعت أصوات كثيرة "لكنها لن تسمع بالطبع" إلى الاحتفال بتنصيب الرئيس بشكل عادي "وخصوصا أن العالم يواجه مسائل كارثية في جنوب شرق آسيا، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يجري في العراق، حيث يتعرض الجنود الأميركيون على عمليات قتل من جانب المقاومة العراقية الرافضة للاحتلال".

وختاما، فإن الخمسين مليون دولا التي ستنفق في احتفالات التتويج الضخمة، جاءت من خلال متبرعين مؤيدين للحزب الجمهوري، حيث اقتسم كل واحد منهم مبلغ 250 ألف دولار ليدفعها مساهمة بالاحتفالات، ومن بين المتبرعين شركات تنتمي إلى قطاع العمال السابق الذي كان يديره الرئيس الحالي وهي شركات بترولية على وجه التحديد من بينها (إكسون موبايل) و(شيفرون تكساكو) وهي الشركة التي مولت حملة مضادة للمرشح الديموقراطي جون جيري قيمتها نصف مليون دولار.