عبد الله زقوت من غزة وبشار دراغمه وخلف خلف من رام الله: أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته إيلاف في المدن الفلسطينية عبر الهاتف على عينة عشوائية فوز محمود عباس أبو مازن بنسبة 68.4% وتلاه المرشح المستقل مصطفى البرغوثي بنسبة 25%ومن ثم تيسير خالد مرشح الجبهة الديمقراطية وحصل على نسبة 1.8% أما مرشح حزب الشعب بسام الصالحي فقد حصل على 1.7% وقد جاء خامسًا عبد الحليم الأشقر 1.2% وسادسًا السيد بركة 1% بينما حل المرشح عبد الكريم شبير في المركز الأخير بنسبة 0.9%.

وكانت صناديق الاقتراع قد أغلقت في تمام الساعة التاسعة بتوقيت القدس وبدأت مباشرة عمليات الفرز، لتعلن النتائج النهائية صباح غد إن لم يكن هناك أي طعونات في العملية الإنتخابية.

وكان هناك الكثير من التخوفات قد ظهر بانخفاض نسبة الاقتراع، ما دفع لجنة الانتخابات المركزية إلى الإعلان عن تمديد مدة الاقتراع لساعتين إضافيتين سعيا منها الى إقناع المواطنين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع المنتشرة في 16 دائرة انتخابية وتحتوي على أكثر من 1800 صندوق ، وقدسوغت لجنة الانتخابات المركزية على لسان مسؤول العلاقات العامة في اللجنة بهاء البكري بالانتهاكات الإسرائيلية لهذه الانتخابات في مدينة القدس المحتلة حيث تم تسجيل خروقات إسرائيلية فى مراكز الاقتراع الستة في مدينة القدس و تم حل الإشكاليات بعد تدخل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وكذلك القصف الذي تعرض له قطاع غزة، وأيضًا الحواجز العسكرية في الضفة الغربية التي أعاقت الكثير من المواطنين من الوصول إلى صناديق الاقتراع.

ولم تظهر بعد النتيجة النهائية لنسبة التصويت ورجحت مصادر محلية لإيلاف أن نسبة التصويت تعدت 75%.

وكان البكري قد صرح في وقت سابق أن نسبة الاقتراع حتى الثانية عشرة ظهرا كانت تتراوح بين 25 و30 في المئة من اجمالي عدد الناخبين، وذلك خلافا لما أظهرته الكثير من الاستطلاعات والتقديرات التي قالت إن النسبة تجاوزت ال50% هذا في وقت شهدت فيه مدن و قرى فلسطينية إقبالا أكثر من الأخرى ففي قطاع غزة كانت نسبة التصويت مرتفعة بينما كانت عكس ذلك في مدن الضفة الغربية ، وأشار البكري إلى ان اللجنة تتوقع أن تصل نسبة التصويت إلى 70%.
وخلافًا لما أعلنته لجنة الانتخابات المركزية فإن النتائج الرسمية قد تعلن بعد أسبوع في حال تم تسجيل طعونات إلى محكمة الانتخابات، وكانت اللجنة قد أعلنت أن النتائج الرسمية ستعلن صباح يوم الاثنين أي بعد 12 ساعة على إغلاق صناديق الاقتراع. وكانت استطلاعات الرأي قد أظهرت أن محمود عباس ( أبو مازن هو الأكثر حظًا للفوز في انتخابات الرئاسة الفلسطينية التي بدأت صباح اليوم وسط تنافس بين سبعة مرشحين هم ( محمود عباس، والمرشح المستقل مصطفى البرغوثي ومرشح حزب الشعب بسام الصالحي، ومرشح الجبهة الديمقراطية تيسير خالد، والمستقلين السيد بركة وعبد الحليم الأشقر وعبد الكريم شبير).

أبو مازن يعلن انتصاره
سمية درويش من غزة:
لم ينتظر محمود عباس ابو مازن مرشح حركة فتح لرئاسة السلطة الفلسطينية ،إعلان نتائج لجنة الانتخابات المركزية ،حين خرج للجماهير الغفيرة ،التي احتشدت لتهنئة بالفوز خاصة بعد إعلان استطلاعات الرأي بان الفوز من حليف أبو مازن.
وكان عباس يتحدث أمام آلاف الجماهير محتفيًا بانتصاره ومهديًا نصره للرئيس الراحل ياسر عرفات.
وقال الرئيس الفلسطيني الجديد "إننا نهدي هذا النصر لروح الرئيس عرفات ونهديه أيضا لكل أبناء الشعب الفلسطيني من رفح حتى جنين".
وتابع ابو مازن"إن النصر جميل والحفاظ على النصر أجمل" ،مؤكدا انتهاء الجهاد الأصغر ومجيء الجهاد الأكبر ،في إشارة منه إلى المهمات الشاقة والصعبة التي تنتظره على ما يبدو.
ويعتبر هذا الخطاب الأول الذي يخرج فيه ابو مازن بعد التأكد من نصره على منافسيه في سباق الرئاسة الفلسطينية التي جرت صباح اليوم الأحد في كافة مناطق السلطة الفلسطينية.
وذكر عباس في كلمته التي بثتها وسائل الإعلام المختلفة،"إننا أمام مهمات صعبة ،معددا كيف سنبني دولة الأمن والأمان ،كيف نجد الحياة الكريمة لمواطنينا، والحرية لأسرانا وكرامة مطاردينا ،وبناء دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف" مضيفا في الوقت ذاته ،"لن يغمض لنا جفن إلا بعد تحرير أسرانا ،ذاكرًا بان هناك 11 ألف سجين خلف القضبان.
واهدي ابو مازن نصره لكوادر حركة فتح وللفصائل الفلسطينية ،وقد ظهر للعيان الإصابة التي ألمت به في بنصر يده اليمنى ،والتي أشارت لها "إيلاف" في وقت سابق إبان حملته الانتخابية في رفح ،وإغلاق باب سيارته عليه جراء تدافع الجماهير نحوه مما أدى الى إصابته.
وتعالت خلال كلمة ابو مازن الهتافات المؤيدة والفرحة بنصره ،وقالت مجموعة من الشبان هتافا" ابو مازن طلع قرار" فخاطبهم مازحًا "لسه ما في قرارات".
كما ظهر الطيب عبد الرحيم الذي كان يشغل منصب أمين عام الرئاسة الفلسطينية إبان حياة الرئيس عرفات وهو ينشد فرحًا بنصر ابو مازن.
وختم ابو مازن كلمته بذكر آية كريمة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ".

ردود فعل عالمية ترحب فوز عباس
عبدالله زقوت من غزة :
حظيت الانتخابات الفلسطينية التي أسدل الستار عليها ، أمس ، بفوز ساحق لمحمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة السلطة الفلسطينية لولاية جديدة تمتد أربع سنوات مقبلة ، باهتمام فلسطيني و عالمي كبيرين، كونها سجلت نفسها بقوة لتكون أول انتخابات ديمقراطية حقيقة في العالم العربي ، عقب انتقال السلطة بسلالة بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات .
و نجح أبو مازن في الفوز برئاسة السلطة الفلسطينية ، وفق استطلاعات الرأي التي أكدت فوزه بنسبة تراوحت بين ( 68 – 70 % ) من مجموع أصوات الناخبين الفلسطينيين الذين شاركوا بشكل لافت في ثاني انتخابات رئاسية تجرى في الأراضي الفلسطينية منذ انتخاب الرئيس الراحل عرفات في العام 1996.

و أظهرت استطلاعات الرأي التي بثتها كافة وسائل الإعلام المحلية و العربية و العالمية تقدم عباس بفارق شاسع أمام أقرب منافسيه و هو المرشح المستقل الدكتور مصطفى البرغوثي ، و هو شيء توقعه الكثيرون نظراً للشعبية الكبيرة التي نالها خليفة الرئيس أبو عمار ، و المساندة الكبيرة له خلال حملته الانتخابية التي طاف بها من رفح جنوباً و حتى جنين شمالاً ، حظي خلالها باستقبال الأبطال في كل المحطات التي زارها سواء من أنصار و مؤيدي حركة فتح و أذرعها العسكرية أو حتى الأناس العاديين الذين يتطلعون لعباس ليخرجهم من ويلات الاحتلال الإسرائيلي المستمر عليهم منذ خمسة سنوات متوالية حصد خلالها أرواح الآلاف و شرد مثلهم ، و دمر البنية التحتية ، و هدم البيوت ، و أجهز على الاقتصاد الفلسطيني بشكل ملحوظ .
و سيستفيد عباس من الاهتمام الكبير الذي أولته له دول كثيرة من بينها الدول العربية ، و الولايات المتحدة الأميركية ، و إسرائيل أيضاً ، في المساهمة في حل إشكاليات شعبه ، و تقرير مصير القضايا الشائكة بين الإسرائيليين ، و الفلسطينيين ، و يحسب لعباس دوره الكبير في اجتذاب الكثير من الفلسطينيين لنهجه و فكره الذي دعا فيه إلى التفاوض و وقف عسكرة الانتفاضة رغم معارضة الفصائل المسلحة لهذا الطرح ، لكنه بقي مصمماً على موقفه من أجل إحلال الأمن و السلام للفلسطينيين حسب وصفه ، و كما نادى به خلال جولاته الانتخابية .
و اكتسب أبو مازن شعبية كبيرة بين الفلسطينيين و هو سيعمل على تنفيذ وعوده الانتخابية ، مستفيداً من علاقاته الحميمة مع الكثير من الدول العربية و الأجنبية ، و التي بدورها سارعت إلى إبداء سعادتها و غبطتها بفوز عباس في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية ، حتى قبل ظهور النتائج الأخيرة التي ستعلن في وقت لاحق من صباح اليوم .
و أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش بالانتخابات الفلسطينية ، ووصفها بأنها خطوة أساسية لإقامة دولة فلسطينية ، داعياً الرئيس الفلسطيني الجديد إلى أي مساعدة يحتاجها من أجل دفع عملية السلام إلى الأمام ، و لم يكتف بوش بذلك بل طالب إسرائيل بتقديم تسهيلات كبيرة من شأنها أن تحسن الوضع الإنساني للفلسطينيين .
أما إسرائيل فقد عبرت عن سعادتها بظهور قيادة جديدة برئاسة عباس ، لكنها اشترطت و كعادتها بوقف ما اسمته بالارهاب الفلسطيني ، و طلبت من عباس العمل على وقف الجماعات النشطة في الأراضي الفلسطينية .
و استبق رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون موعد ظهور النتائج الرسمية للانتخابات الفلسطينية ، و أعلن مقربوه أن شارون مستعد للقاء رئيس السلطة الفلسطينية المنتخب من أجل العودة إلى عملية التفاوض بين الجانبين .
و سيتطلع الفلسطينيون أيضاً إلى تحسين وضعهم المعيشي و الاقتصادي ، مستذكرين فترة الانتعاش التي عرفوها إبان تولي عباس بالذات رئاسة الحكومة الفلسطينية في العام 2003 م ، قبل أن يستقيل بسبب عدم تمكنه من إجراء الإصلاحات الديمقراطية .