بهية مارديني من دمشق: أعلن المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية ان مصدرا في مجلس النقابات المهنية في الأردن كشف للمجلس عن صفقة أردنية ـ سورية أمنية تمت على اعتبار مشكلة مفقودي البلدين في كل منهما منتهية ، مما يعني أن الضابط السوري فرحان يوسف الزعبي هو من مفقودي أحداث أيلول (سبتمبر) 1970 أسوة بهاجم الهنداوي ، قائد قوات الصاعقة التابعة للقيادة القومية لحزب البعث الحاكم في سورية التي شاركت إلى جانب الجيش السوري في الأحداث المذكورة ، وتمتنع عن إعطاء أي وثيقة ، لأي جهة كانت ، تثبت تسليمه لبلاده في العام 1974" .
وأضاف البيان، الذي تلقت "ايلاف" نسخة منه ، " إن هذا يفسر كيف أن السلطات السورية لزمت الصمت إزاء قضية فرحان الزعبي منذ الكشف عنها قبل ثمانية أشهر ، ولم تبد أي ردة فعل إلا مؤخرا ، وبعد أن تم ضمان ما اسماه البيان " بتواطؤ الحكومة الأردنية في هذه القضية ".
وأوضح بيان للمجلس ملاحظة المراقبين والمواطنين السوريين أن السلطات السورية لزمت الصمت إزاء قضية فرحان الزعبي منذ كشف المجلس عنها قبل ثمانية أشهر ، رغم كل ما استتبعه هذا الكشف من ردود فعل وتغطية في وسائل الإعلام العربية ، ولم يصدر عنها أي ردة فعل إلا مؤخرا بعد إبرام " الصفقة " التي كشف عنها المصدر النقابي الأردني حيث بدأت صحيفة إلكترونية سورية ، ينظر لها على نطاق واسع بأنها محسوبة على إحدى الجهات في النظام السوري ، بنشر ما أسمته القصة " الحقيقية " لفرحان الزعبي ، إذ ادعى المحامي كاتب القصة التي يجري نشرها على حلقات أن فرحان الزعبي" استشهد " في أحداث أيلول (سبتمبر) 1970 . لكنه لم يقدم أي وثيقة على ذلك . وهي الرواية نفسها حرفيا التي كان قدمها الصيف الماضي رئيس شعبة المخابرات العسكرية ، ورئيس مكتبه والفرع 235 (فرع فلسطين ) ، لغياث فرحان الزعبي ( نجل الزعبي) وصباح دامر التركماني ( زوجة الزعبي ).
ونقل البيان تاكيدات محام سوري مقرب من إدارة الموقع الإلكتروني الذي ينشر حلقات هذه القصة المفبركة ان ضباطا في الامن السوري اتصلا الشهر الماضي بالمحامي البعثي عمران الزعبي ، الذي ينتمي وفق درجة قرابة بعيدة جدا للسجين فرحان الزعبي ، "وطلبا منه إعداد رد بشأن قضية فرحان يؤكد فيها أن فرحان استشهد في الأردن ، وأن الجهة التي أثارت قضيته تعمل مع المخابرات الأردنية وعميلة لإسرائيل ، مقابل وعد قطعي بإيصاله إلى المجلس المركزي لنقابة المحامين السوريين في تشكيلته القادمة ، رغم وجوده على القائمة السوداء لمجموعة الفاسدين الذين كانوا يحيطون برئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي ، الذي يعتقد أن السلطة نحرته عندما هدد بكشف ملف عائدات النفط السوري ومآلها فيما لو أحيل إلى القضاء" .
واعتبر البيان " إن الجهات الرسمية تنظر للمحامي عمران الزعبي بوصفه جزءا من المجموعة التي كانت تحيط برئيس الوزراء المغدور تحت إدارة ابنيه ، حيث تنسب عملية استغلال أوراق رسمية عائدة لمكتب رئيس الوزراء الاسبق من أجل استخدامها في إبرام صفقات تجارية مشبوهة ، حيث اعتقل أحد أخطر عناصر هذه المجموعة وهو المدعو مهند أحمد صقر ، الملقب بالبلدي ، وهو من بلدة التل في ريف دمشق وصدر بحقه حكم لمدة 12 عاما من قبل القضاء العسكري بتهم عديدة من بينها إدخال لحم البقر المجنون في أوروبا إلى سورية لتصنيعه مرتديلا .
وراى البيان ان المحامي عمران الزعبي رضخ لابتزاز أجهزة المخابرات ونشر روايتها موقعة باسمه " ، موضحا " أن فرع فلسطين يعتقد بأن مجرد حمل المحامي كنية الزعبي ، يمنح قصته مصداقية لا أساس لها".
واشار البيان الى ارسال المجلس كتابا إلى مسؤول الصفحة الإلكترونية التي تنشر هذه القصة ، طالبا منه إما إيقاف نشرها ، لجهة أنها تقوم بشتم منظمتنا وزملائنا واتهامهم بالعمالة لإسرائيل والأردن وأميركا ، وإما إتاحة الفرصة لنا للرد إلا أن السيد المحرر ما يزال " يطنش" على كتابنا . هذا في الوقت الذي ذكرت مصادر مقربة من أسرة فرحان الزعبي أن الأسرة " تعرضت للتهديد والانتقام فيما لو قامت بالرد على ما يكتبه المحامي عمران الزعبي " ، وأن " فرع فلسطين في شعبة المخابرات العسكرية يسعى إلى إثارة فتنة وشقاق داخل عائلة الزعبي التي تعتبر من أكبر العائلات في جنوب سورية وشمالي الأردن " .
ولفت البيان إلى أن المجلس بعد انتهاء السيد المحامي من نشر حلقات روايته الأمنية سننشر ردا شاملا على ذلك نضمنه وثائق ومراسلات تنشر للمرة الأولى حول قضية السجين فرحان الزعبي ، ستكون مفاجئة له ولمن يقف من ورائه . يشار إلى أن قوى المجتمع المدني الأردني ومنظمات حقوق الإنسان وعشرات الأسر الأردنية تؤكد على وجود العشرات من المواطنين الأردنيين في السجون السورية ، قسم كبير منهم من الطلاب الذين كانوا يدرسون في الجامعات السورية ، مثل طالبة طب الأسنان وفاء عبيدات . وكان " المجلس " قد نشر مؤخرا تقريرا مفصلا هو حصيلة تسعة أشهر من التحقيق الميداني ، كشف عن وجود ثلاثة معتقلات سرية تابعة للمخابرات الجوية وأسماء العشرات من المعتقلين الأردنيين واللبنانيين والسوريين والفلسطينيين في هذه المعتقلات لم يزالوا على قيد الحياة بعدما كان يعتقد أنهم في عداد " الموتى " .
ولدى سؤال وجهته ايلاف الى رئيس تحرير شام برس التي نشرت على حلقات قصة فرحان الزعبي من وجهة نظر المحامي عمران الزعبي نفى ان يكون قد وصله أي بريد توضيحي حول هذا الموضوع من المجلس وابدى استعداده للتعاون بايجابية مع أي رأي .