نصر المجالي من لندن: قالت مصادر بريطانية اليوم أن وزير الخزانة غوردون براون الطامح لزعامة حزب العمال ورئاسة الوزراء خليفة لتوني بلير رئيس الوزراء الحالي يسعى إلى عقد هدنة بينه وبين خصمه بلير على خلفية ما قيل عن معركة سياسية بينهما على من يكون رجل 10 داونينغ ستريت وصاحب القرار الأول في المملكة المتحدة عشية تحضيرات حزب العمال للانتخابات البرلمانية المقبلة في الربيع.

وقالت مصادر المعلومات أن وزير الخزانة غوردون براون الذي يعتبر هو الرجل القوي للمرحلة المقبلة، سعى وراء الكواليس لعقد هدنة بينه وبين رئيس الوزراء بلير من بعد أن سمع تقارير تشير على أن المعركة الراهنة مع رئيس الوزراء "ستؤدي إلى كثير من الأضرار بسعي حزب العمال لكسب ولاية حكم ثالثة".

وكان حزب العمال انتصر لمرتين متتاليتين في انتخابات برلمانية في العامين 1997 و2000 ، منهيا بذلك دور حزب المحافظين الأرستقراطي الذي عاد ليشكل جبهة سياسية قوية في محاولة للعودة للحكم، هذا فضلا عن تزايد شعبية حزب الليبراليين الديموقراطيين المعارض الذي أحرز نسبة كبيرة من الأصوات وخصوصا في الانتخابات البلدية الأخيرة.

ومن بعد كل التقارير التي أشارت إلى أزمة بين رئيس الوزراء بلير ووزير خزانته براون، فإن هذا الأخير دعا مجموعة من الصحافيين ليعلن أمامهم وعبر الشاشات عن استعداده للمساهمة "بكل الجهود الداعية لتوحيد الحزب العمالي الحاكم" وهو أراد بذلك "البدء بهدنة بين الطرفين، حيث أي خلاف، قد يقود إلى آثار سيئة تنعكس على جهود الحزب للانتصار في معركة الانتخابات المقبلة".

وقال براون "لا يمكن لأي أحد أن يتحمل أي انشقاق في قمة القيادة في الحزب، خصوصا وان العالم كله مشغول في مواجهة أخطار كارثة تسونامي في جنوب شرق آسيا". وفي كلامه رد وزير الخزانة على تقرير صحافي تحدث عن انهيار العلاقات بين وبين رئيس الوزراء الذي قاد حزب العمال للنصر مرتين متتاليتين منذ العام 1997 ، بالقول "عليكم العودة على ما كنت قلته للسيد بلير لمرات عديدة خلت وهو أنه لا يمكن أن يكون هنالك شيء قلته أنت وأنا لم اكن اصدقه أو أعتقد به".

وكان وزير الخزانة في تعليقه على ما ورد في كتاب بدأت بنشره صحيفة (صنداي تلغراف) حول انهيار العلاقة بين أهم رجلين في حزب العمال الحاكم البريطاني، وقال براون "ما نشر في الكتاب شيء لا يمكنني تصديقه أبدا". ونفى الوزير الطموح أي خلاف مع رئيس الوزراء ، بعكس ما جاء في كتاب المؤلف والصحافي روبرت بيستون الذي بدأت بنشره على حلقات صحيفة (صنداي تلغراف).

وياتي التطور الجدي في طلب الهدنة من جانب وزير الخزانة، بعد معلومات كانت قالت أن رئيس الوزراء أخل بوعد له في تسليمه زعامة الحزب ورئاسة الحكومة، وكان الوعد عود في تاريخه إلى نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2003 ، ولكن المصادر قالت أن بلير أخل به.

ورغم محاولات التهدئة بين الغريمين، رئيس الوزراء ووزير خزانته، إلا أن مصادر من مكتب رئيس الوزراء اتهمت وزير الخزانة بأنه "ينفذ سياسات خطيرة"، وقال هؤلاء " نحن راغبون في العمل معه لمصلحة البلاد، لكنه يخطط لتولي مهمات رئيس الوزراء بلير، وعليه أن يتوقف عن تصريحاته التي يطلقها بين حين وآخر، لنتمكن من العمل معه بثقة".

ورغم ما يقال عن الحرب بين رئيس الوزراء ووزير خزانته، فإن قيادات حزب العمال الحاكم حذرت من مغبة الاستمرار في الحديث عن الصراع بين رجلي الحزب الكبيرين، وقال قيادي في الحزب "كل ما يقال وما كتب في الكتاب الجديد، لا يمكن أن يقسم الحزب العازم على نيل ولاية ثالثة في انتخابات الربيع المقبل".

وأضاف القيادي "لا يمكن أن نغفر لأي أحد يحاول تدمير جهدنا وطموحنا لولاية ثالثة في الحكم"، وقالت مصادر سياسية أن مثل هذا التحذير موجه إلى كلا المتصارعين على الزعامة وهما رئيس الوزراء بلير ووزير الخزانة براون سواء بسواء. ،


وختاما، فإن رئيس الوزراء البريطاني، سيقدم يوم الخميس المقبل خطة عمله المستقبلية لاستراتيجية الحزب وهو ، كما قالت المصادر سيؤكد مجددا على ثوابت كان قررها في سياسات حزب العمال الجديد وأيدولوجياته، وقالت أن بلير "سيؤكد أن لا تراجع عن تلك السياسات، مهما بلغت التضحيات"، والمنتظر من رئيس الوزراء حسب المراقبين، سيكون رسالة واضحة لنده ومنافسه في الزعامه غوردون براون وزير الخزانة الطموح، كما أن بلير سيؤكد أنه الوحيد القادر على قيادة الحزب لانتصارات أخرى.