حيان نيوف (مخيّم اليرموك) من دمشق: بدت المخيمات الفلسطينية في سورية صباح اليوم هادئة جداً ، وتابع اللاجئون الفلسطينيون حياتهم اليومية بشكل طبيعي كما لو أن فوز محمود عباس ( أبو مازن ) لم يشّكل مفاجأة لهم. وكانت آمال قسم بارز من هؤلاء ،حتى وقت متأخر من عشية أمس، تعوّل على أن يحقق المرشح مصطفى البرغوثي أو أحد المرشحين الآخرين اختراقاً، طالما توجد شريحة واسعة لا تؤيد وصول أبو مازن إلى رأس السلطة الفلسطينية.
سمير الطاهر ، وهو طالب جامعي ، ويقطن في مخيم اليرموك ، قال ل " إيلاف " : " فوز أبو مازن لا يشكّل مفاجأة لي لأننا رأينا الزخم الكبير معه كما أن الشتات الفلسطيني لم يشارك في هذه الانتخابات وبالتالي أهمل رأي جزء كبير من الشعب الفلسطيني ". و أوضح الطاهر أن ما يهم " الشعب الفلسطيني أن تأتي سلطة غير فاسدة تحترم حقوق الإنسان وتبتني المدارس وتحترم آراء الجميع ولا تفرّط بحق العودة أبدا ".
من جهتها ، رأت أم وليد ، وهي موظفة لدى القطاع الحكومي السوري ، أن " محمود عباس هو الأكثر قدرة على تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني لأن جميع القوى الفلسطينية وشرائح الشعب الفلسطيني تنظر إليه باحترام كما أن القوى الدولية تستمع إليه ، ومع ذلك نأمل أن يحقق طموحات الشعب في العيش بحرية وكرامة".
وأما الكاتب الفلسطيني علي بدوان فقد تحدث ل " إيلاف " ، ورفض التشكيك في نتائج الانتخابات. وقال :" الحديث عن أن الانتخابات غير شرعية وباطلة قول مجاف لحقيقة الواقع على الأرض لان هناك واقعا تشكل منذ سنوات علينا ان نعترف به ونقر بهذا الواقع لا ان نستكين لكل افرازاته أو ان نرفضها بالكامل . هناك وضع قائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة واعتراف دولي بسلطة فلسطينية تشكلت فوق مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية علينا ان نتعاطى مع هذا الأمر".
ومخيم اليرموك ، اكبر المخيمات الفلسطينية في دمشق ، سارت فيه الحياة بشكل طبيعي ، ولازالت صور للرئيس الراحل ياسر عرفات تتصدر المحلات التجارية والمنازل فيما رفعت صور لزعماء حماس والجبهة الديمقراطية ، ولكن قد تستبدل هذه الصور بصور جديدة للزعيم الجديد ( أبو مازن ). ولم يغب الأسى عن أهالي هذه المخيمات لحرمانهم من الإدلاء بصوتهم في الانتخابات.
وكانت عبّرت الدكتورة إيمان عبد الرحيم ، من منظمة الاسكوا ، في حديث يوم أمس عن ذلك ، قائلة :" يحز بنفسنا جداً انه هناك انتخابات في فلسطين و شريحة كبيرة مهمة من الفلسطينيين خارج فلسطين لا يؤخذ رأيهم وبالتالي هناك شيء كبير من اللاعقل واللامنطق لأن القيادة الفلسطينية المنتخبة ستتخذ قرارات نيابة عن الفلسطينيين أنفسهم وبالتالي هي قيادة غير منتخبة من قبل الفلسطينيين في الخارج ومع ذلك ستتكلم باسمنا".
وتجدر الإشارة إلى أن الجانب السوري تجاهل الانتخابات الفلسطينية، ولم يبد أي تدخل فيها ، وأسقطت الصحف السورية أنباء فوز الزعيم الفلسطيني أبو مازن ، وانتقدت صحيفة تشرين السورية الرسمية ما وصفته بنكوص الإسرائيليين عن تعهداتهم لتيسير الانتخابات الفلسطينية، وقالت ان التعهد الإسرائيلي تحول الى اعتداءات ووضعت الحواجز وجرت الاعتقالات.