ليبرفيل، الخرطوم: اعتبر مجلس السلام والامن المنبثق من الاتحاد الافريقي امس خلال القمة التي عقدها في ليبرفيل ان توقيع اتفاق شامل للسلام في جنوب السودان يوم الاحد في نيروبي يمكن ان "يستخدم اطارًا" لحل النزاع في دارفور، فيما احتفلالرئيس السوداني عمر البشيروسط ابناء الجنوب في مدينة جوبا.

وقال مفوض السلام والامن في الاتحاد الافريقي سعيد جينيت لدى اختتام اعمال القمة ان "الخبر السار عن توقيع اتفاق شامل للسلام بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومة في الخرطوم هيمن على المناقشات".واضاف ان المجلس اعرب عن اقتناعه بأن الاتفاق يمكن ان يستخدم اطارا لحل النزاع في دارفور.

وطلب رؤساء الدول الذين اجتمعوا في ليبرفيل من الاطراف المتواجهة في دارفور "تطبيق قرارات الجلسة السادسة للجنة المشتركة" لوقف النار التي اجتمعت في نجامينا في الثالث والرابع من كانون الثاني(يناير).وطلب القرار الذي اتخذ في ختام تلك الجلسة من الخرطوم الاسراع في سحب قواتها الى المواقع التي كانت تحتلها في الثامن من كانون الاول(ديسمبر) 2004، قبل هجوم جديد للجيش السوداني، ومن الحركتين المتمردتين الا تحتلا مناطق تنسحب منها القوات الحكومية.واعرب مجلس السلام والامن عن الامل في تسريع عملية نشر قوات الاتحاد الافريقي ميدانيا، على ان ينتهي هذا الانتشار اواخر كانون الثاني(يناير) الجاري.

الاستفتاء حول المادة 35 خيار مطروح
كما اعتبر مجلس الامن والسلام المنبثق ان تنظيم استفتاء لتعديل المادة 35 من الدستور في ساحل العاج حول شروط اهلية الترشح الى الانتخابات الرئاسية هو "احد الخيارات" المطروحة امام الرئيس لوران غباغبو.وقال مفوض السلام والامن في الاتحاد الافريقي سعيد جينيت الذي تلا قرارات مجلس السلام والامن ان "تنظيم استفتاء هو احد الخيارات التي يمكن ان يلجأ اليها الرئيس غباغبو ... اذا ما نظم طبقا لروح اتفاقات ماركوسي". ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.

ويوجه خصوم لوران غباغبو اليه تهمة عرقلة هذا الاصلاح الاساسي الذي نصت عليه اتفاقات المصالحة في ماركوسي، ويطالبون باستفتاء يصعب تنظيمه في بلد منقسم الى قسمين منذ تمرد 2002، لكنه الزامي بموجب الدستور، كما يقول رئيس ساحل العاج.كذلك قدم رؤساء الدول الخمسة عشر الاعضاء في مجلس السلام والامن "دعمهم التدابير المنصوص عليها في قرار مجلس الامم الرقم 1572 (حول العقوبات الفردية)، لكنهم طلبوا ارجاء هذه التدابير حتى يتمكن الاطراف من اثبات حسن نواياهم لتطبيق الخطة" التي عرضها الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي.

وطلبوا ايضًا من مجلس الامن الدولي "تعزيز عملية الامم المتحدة في ساحل العاج".واضاف جينيت ان مجلس الامن والسلام قدم من جهة اخرى "دعمه للحظر المفروض على الاسلحة المرسلة الى ساحل العاج وطلب من الدول المجاورة التقيد الصارم بهذا الحظر".

البشير يحتفل
وبث التلفزيون السوداني صور البشير وهو يرتدي حلة مدنية وضع فوقها وشاحا ابيض كرمز للسلام.

وكان الرئيس يرقص على انغام الموسيقى الافريقية التقليدية فوق منصة محاطا بالالاف من ابناء جوبا الذين تدافعوا نحوه. واكد البشير انه كان يرتدي زي الجيش لانه عسكري لكنه تخلى عن هذا الزي "لانه لن يكون هناك حرب بعد الان". وهتف البشير وسط الحشد "الله اكبر" و"هاليلويا".

وبعد زيارته لجوبا، توجه الرئيس البشير الى توريت المدينة الواقعة على الحدود مع اوغندا وكانت مسرحا لمعارك عنيفة بين القوات الحكومة والجيش الشعبي لتحرير السودان خلال الحرب الاهلية التي استمرت 21 عاما.