نيويورك : اعلنت شبكة التلفزيون الاميركية "سي بي اس" ليل الاثنين الثلاثاء اقالة اربعة من مسؤوليها بعد ان بثت في ايلول(سبتمبر) الماضي وثيقة مثيرة للجدل تتهم الرئيس جورج بوش بانه حصل على معاملة خاصة ليتهرب من الحرب في فيتنام.
ورأت لجنة مستقلة للتحقيق ان الشبكة برهنت على "قصر نظر" ببثها الوثيقة في برنامجها المعروف "60 دقيقة" الذي يقدمه الصحافي دان راذر.
وعبر البيت الابيض عن ارتياحه لهذه القرار. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية سكوت ماكليلان إن الشكبة "اتخذت اجراءات ليتحمل بعض الاشخاص مسؤولياتهم ونحن نقدر ذلك".
واقالت الشبكة نائبة رئيسها بيتسي ويست المكلفة الاشراف على البرامج الاخبارية ، والمسؤول عن برنامج "60 دقيقة" جوش هاورد ومساعدته ماري مورفي. كما اقالت المنتجة ماري ميبس التي ساهمت في العثور على الوثيقة.
وميبس حققت سبقًا صحافيًّا مرات عدة للشبكة من بينها الكشف عن عمليات تعذيب يمارسها جنود اميركيون في سجن ابي غريب في العراق.
وكان الصحافي دان راذر الذي قدم الوثيقة للمشاهدين في برنامجه في الثامن من ايلول(سبتمبر)الماضي، اعلن في تشرين الثاني(نوفمبر) انه سيتوقف عن تقديم البرنامج الذي يحييه منذ 24 عامًا، في آذار(مارس) المقبل.
وتتهم الوثيقة التي تم بثها جورج بوش بانه استفاد من دعم ليخدم في الحرس الوطني في ولاية تكساس في السبعينات وتمكن بذلك من تجنب التوجه الى فيتنام.
وتستند هذه المعلومات جزئيًّا الى تقرير داخلي اعده الكولونيل جيري كيليان الذي توفي في 1984 وكان على رأس الحرس الوطني في تكساس.
وبعد بث الوثيقة شككت ارملة كيليان بصحتها وكشفت صحف انه طبع بفضل برنامج حديث لمعالجة النصوص ،وليس على آلة كاتبة تعود الى السبعينات.
وشكلت هذه القضية ضربة قاسية لمصداقية شبكة "سي بي أس" التي يتابعها عدد كبير من المشاهدين في الولايات المتحدة.
لذلك اعلنت الشبكة في نهاية ايلول(سبتمبر) تشكيل لجنة مستقلة برئاسة وزير العدل الاسبق ديك ثوربور والرئيس السابق لمجلس ادارة وكالة الانباء الاميركية اسوشيتد برس للتحقيق فيها.
وبعد ايام من عرض الوثيقة عبر راذر عن اعتذاراته، موضحًا أن الشبكة "لم تدر بتمعن وبطريقة ملائمة" الوثيقة وما كان عليها أن تبثها.