واشنطن: تدرس الولايات المتحدة امكانية الافراج عن معتقلين في سجن غوانتانامو او تسليمهم الى دولهم بعد ثلاث سنوات على فتح هذا المعتقل المثير للجدل في اطار "الحرب على الارهاب".

ولم يوضح الكومندان مايكل شيفرز احد الناطقين باسم وزارة الدفاع الاميركية الاثنين عدد المعتقلين المعنيين بهذا القرار او متى سينفذ.

وذكرت صحيفة "فيننشال تايمز" البريطانية ان عدة مئات من المعتقلين من حوالي عشرين دولة قد يتم اطلاق سراحهم من اصل 550 تقريبًا معتقلين في هذه القاعدة الاميركية في كوبا.

وقال الكومندان شيفرز "انها مجرد تكهنات" حتى الان. واضاف "سنقوم بنقل اشخاص لكن هذا لا يعني تسريعا في عملية" الافراج عن معتقلين. واوضح "على اي حال لن نبقي على الاشخاص في غوانتانامو الى الابد لذلك نناقش هذا الموضوع".

وبدأ اعتقال افراد يشتبه في ضلوعهمبنشاطات ارهابية وباقامة روابط مع تنظيم القاعدة او حركة طالبان في 11 كانون الثاني(يناير 2002).

فبعد هجمات الحادي عشر من ايلول(سبتمبر) 2001 ردت الولايات المتحدة باجتياح افغانستان المتهمة بايواء اسامة بن لادن الذي اعلن مسؤوليته عن هذه الهجمات. وارسل الاميركيون حينها الى غوانتانامو اشخاصًا القي القبض عليهم خلال المواجهات في افغانستان. ومنذ ذلك الحين انضم اليهم اشخاص اعتقلوا في اماكن اخرى.

واثار ذلك انتقادات من العالم لكن السلطات الاميركية رفضت تطبيق اتفاقات جنيف حول حقوق اسرى الحرب على هؤلاء المعتقلين. واعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان المعتقلين كلهم "مقاتلون اعداء" في "الحرب على الارهاب. وقد سمح باعتقالهم من دون توجيه التهم اليهم وتعيين محام لهم.

ويجهل المعتقلون احيانا الاتهامات الاميركية لهم. وافرج منذ ذلك الحين عن اكثر من مئتي معتقل من غوانتانامو وسلموا في اغلب الحالات الى دولهم التي افرجت عنهم او ابقتهم في السجن. وكان معتقل غوانتانامو يضم في فترة من الفترات اكثر من 700 سجين.
وذكرت صحيفة "فيننشال تايمز" ان عمليات الافراج الجديدة تترافق مع اعادة تنظيم في المعتقل تشمل اقامة بناء جديد لنحو مئتي معتقل موقوفين على المدى الطويل سيطلق عليه اسم "كامب 6". وسيضم هذا المبنى الذي تقدر كلفته ب25 مليون دولار جناحا للامراض النفسية.

وبعد تسليمهم الى دولهم اشتكى عدة معتقلين سابقين من تعرضهم لسوء المعاملة في غوانتانامو. وقال بعضهم انهم كانوا معزولين في اقفاص تحت شمس حارقة واخرون انهم كانوا يمنعون من النوم والبعض الاخر بانهم كانوا يرغمون على البقاء منبطحين ارضا في وضعية الجنين لمدة 24 ساعة من دون اكل او شرب.

ونشر الاتحاد الاميركي للحريات المدنية اكبر منظمة مدافعة عن الحريات الفردية في الولايات المتحدة، اخيرا شهادات لعناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن حالات سوء معاملة مفترضة تعرض لها معتقلون.

وفي نهاية كانون الاول(ديسمبر) طالب البيت الابيض بتحقيق حول هذه المسألة واعدا باجراءات للحؤول دون تكرار حالات مماثلة.

وتفيد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان ربع المعتقلين ال550 الذين لا يزالون في قاعدة غوانتانامو يملكون معلومات مهمة بالنسبة لاجهزة الاستخبارات.

ويقول الكومندان شيفرز ان المعتقلين الذين يعتبرون خطيرين او سيحاكمون امام محكمة عسكرية خاصة، غير مشمولين في عمليات الافراج او النقل المحتملة. وقد يعتقلون مدى الحياة.