أسامة مهدي من لندن: أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية ان اي تقييدات لن تفرض على حركة الاعلام في يوم الاقتراع المقرر في الثلاثين من الشهر الحالي بل ستكون له الافضلية في الاطلاع على مجريات العملية الانتخابية وقالت ان موظفيها في محافظة الانبار يؤدون مهماتهم بسرية تامة خوفا من انتقام المسلحين في وقت ابدى مسؤولون وسياسيون ومحللون اميركيون مخاوف من تزايد التدهور الامني في العراق .

وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية الدكتور فريد ايار في تصريح صحافي ارسل الى "إيلاف" اليوم ان معتمدي الاجهزة الاعلامية يمكنهم الوصول الى مراكز الاقتراع يوم الانتخاب مشياً ومن دون ان يحملوا أي اجهزة الكترونية كالكاميرات او اجهزة التسجيل لكنه يمكن للراغبين بالتقاط الصور او تصوير افلام او استخدام اجهزة تسجيل او أي معدات تصوير تنظيم هذه العملية مع المفوضية العليا المستقلة التي ستتيح لهم استخدام معداتهم هذه واشار الى ان مغادرة مراكز الاقتراع ستكون بالتجمع في نقاط اجهزة الاعلام حيث سيتم فحص الاجهزة أمنياً .

واضاف انه سيطبق النظام الاعلامي للمفوضية على جميع اجهزة الاعلام خلال يوم الانتخاب في حين سيكون هناك اتفاق مع الشرطة العراقية والحرس الوطني لتأمين الحماية للجميع علماً بأن وزارة الداخلية ستقوم باعلام وسائل الاعلام بشكل منفصل حول اجراءاتها الأمنية خلال فترة الانتخابات . واوضح ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ستقوم بتأسيس وسائلها الاعلامية الخاصة، ومركز اعلامي سيكون مقره في قصر المؤتمرات يبدأ من الخامس والعشرين من الشهر الحالي ويستمر لغاية اعلان النتائج مزوداً الاعلام بكل المعلومات الخاصة بعملية التصويت وعملية فرز الاصوات . كما سيقوم المركز الاعلامي بتزويد المساعدة الفنية لتغطية الانتخابات في العراق ولأبعد نقطة ممكنة .

وذكر الناطق الاعلامي انه سيطلب من الاجهزة الاعلامية حمل هوية الصحافة او كتاب رسمي عند طلب الاعتماد حيث يتطلب من الصحافيين تقديم هوية منفصلة تحمل صورة (المفضل جواز سفر) عند المصادقة كما يفترض منهم ابراز صورة جواز السفر او الهوية وصورة شخصية حديثة ورسالة حديثة من جهتهم الاعلامية .
واضاف ان بطاقة خاصة صادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ستكون في متناول ممثلي الاجهزة الاعلامية المعتمدين تخولهم الوصول الى مراكز الاقتراع والى المركز الاعلامي الخاص بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، وستقوم وزارة الداخلية العراقية باصدار باجات أمنية خاصة لممثلي الاجهزة الاعلامية .
واشار الناطق الرسمي الى ان تاريخ بدء الاعتمادات سيكون يوم 15/1/2005 حتى يوم 28/1/2005 وستقوم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بإبلاغ الاجهزة الاعلامية عن جميع الترتيبات الاعلامية عبر الصحافة العراقية وموقع المفوضية على الانترنت .

وفي تصريح ل"إيلاف" كان ايار توقع امس مشاركة الف و500 صحافي من مختلف انحاء العالم في تغطية عمليات الانتخاب وفرز التصويت الذي سيجري في 220 5 مركزاً انتخابيا يشمل حوالي 29 ألف محطة اقتراع . وقال ان المفوضية تعمل الان لاقامة مركز اعلامي سيتوفر على طاقم ضخم من المترجمين والفنيين واجهزة الكومبيوتر وخطوط الهاتف والانترنت والاتصال بالاقمار الصناعية
ويأتي هذا التصريح متزامنا مع دعوة وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري الصحافيين اليوم الى عدم التوجه الى العراق لان الوضع صعب للغاية كما اكدت وقالت "اعرف ما تشعرون به من ضرورة تقديم الخبر الاكثر موضوعية وشمولية الا انكم تفهمون انه من مسؤوليتي ايضا الدعوة الى اكبر قدر من الحذر وان انصحكم بعدم السفر الى العراق".
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء جان بيار رافاران وجها تحذيرا مماثلا و
بالمقابل اعتبر رئيس الحزب الاشتراكي المعارض فرنسوا هولاند ان ارسال الصحافيين الى العراق يعود اولا الى رؤساء التحرير ولا يمكن ان يخضع لتوصيات سياسية مضيفا ان ما يريده اطراف النزاع عادة هو غياب الشهادات مشيرا الى اقتراب موعد الانتخابات التي تحتاج الى مراقبين للتأكد من حسن اجرائها .
واضافت وزيرة الدفاع مخاطبة الصحافيين انه "من المهم ان تكون علاقاتنا علاقات نوعية لان حمايتكم وضمان امنكم امران ضروريان لتمكينكم من ممارسة مهامكم انتم اصبحتم اكثر عرضة للهجمات وللخطف" وقالت "اننا لا نزال من دون معلومات حول مصير فلورانس اوبينا" الصحافية الفرنسية العاملة في صحيفة ليبراسيون منذ الاسبوع الماضي.

وعلى الصعيد نفسه كشفت المفوضية من جهة اخرى ان موظفيها الذين يحضرون لاجراء الانتخابات في محافظة الانبار التي تضم مدينتي الرمادي والفلوجة يعملون بسرية تامة بسبب تلقيهم تهديدات بالقتل .
وقال عادل اللامي عضو المفوضية في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان المفوضية غيرت معظم اعضائها الذين يعملون في محافظة الانبار بكادر اخرمن مدينة بغداد يعمل بصورة مستمرة واوضح انهم يؤدون مهمتهم واضاف "اننا نتبع العديد من الوسائل من اجل ان تسير العملية الانتخابية على الرغم من التهديدات وعدم تعاون الاقلية". واكد ان المسلحين قتلوا حتى الان سبعة من موظفي المفوضية بهدف عدم اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
واعترف اللامي باستقالة اثنين من موظفي المفوضية في مدينة الموصل هما مدير المكتب ومدير المالية وقال ان البعض يستقيل بسبب تلقيه التهديدات والبعض الاخر لاسباب شخصية متهما وسائل الاعلام وخصوصا قناة الجزيرة بتضخيم عدد المستقيلين وطالب الصحافيين والمصورين الصحافيين الذين سيقومون بتغطية الانتخابات الى عدم كشف اختيار الناخب" لحمايتهم من عمليات الانتقام.
ومعروف ان محافظتي الرمادي والموصل تشهدان وضعا امنيا مترديا دفع السلطات الى ارسال تعزيزات عسكرية ضخمة اليهما لردع المسلحين وتحقيق اجواء امنة لمشاركة المصوتين في الانتخابات .
اما صفوت رشيد عضو المفوضية فقد اكد ان الامن سيعزز في الانتخابات من اجل حماية 14 مليون ناخب عراقي مدعوين للتوجه الى مراكز الاقتراع لاختيار مرشحيهم .
وقررت السلطات العراقية منع دخول الشاحنات الى اراضيها حتى انتهاء الانتخابات العامة ما ادى الى احتجاز اكثر من 300 شاحنة سورية ولبنانية على الحدود السورية العراقية .

تشاؤم اميركي من تدهور متزايد للامن في العراق
يتنامى الجدل في الولايات المتحدة حول خطر تفاقم الوضع في العراق بعد الانتخابات المرتقبة في الثلاثين من الشهر الحالي وربما اشتعال فتيل الحرب الاهلية كما يخشى بعض المحللين من دون ان تحقق فكرة تأجيل الاستحقاق الانتخابي اي تقدم كما ذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم .
السيناتور الديمقراطي والخبير في الشؤون الدولية في الكونغرس الاميركي جوزف بيدن يعتقد ان واشنطن عالقة بين خيارين على درجة كبيرة من الصعوبة. وقد صرح بيدن لمحطة "سي ان ان" الاميركية الاخبارية "نحن عالقون بين خيار سيىء يقضي باجراء الانتخابات وخيار اسوأ بعدم اجرائها".
ويرى عضو اخر في الكونغرس هو الديمقراطي آدم سميث ان الانتخابات يجب ان تقام في موعدها "لان عدم تنظيم الانتخابات سيعكس اشارة سيئة للغاية".
من جهته اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الانتخابات الاميركية ستجرى في موعدها المقرر في الثلاثين من الشهر الحالي. وعلق باول في تصريح لمحطة "ايه بي سي" التلفزيونية قائلا "نحن جميعا قلقون لما قد يحدث بعد الانتخابات ولكنها خطوة ضرورية".

وفي وقت لم يخف اي مسؤول اميركي تشاؤمه ازاء تدهور الوضع المتوقع في العراق
حيث يرتكز هذا التشاؤم الى تحليل للوضع في العراق فيما يتوقع بعض المحللين الاميركيين من ان تؤدي حالة انعدام الامن في المناطق السنية الى ابعاد الناخبين عن صناديق الاقتراع وبالتالي اخلاء الساحة امام الشيعة لاكتساح الانتخابات وهو ما قد يمهد لمزيد من العنف.
وحذر مؤخرا اثنان من كبار المسؤولين الاميركيين السابقين من ان العراق قد ينزلق في دوامة العنف بعد اجراء الانتخابات وصولا الى الحرب الاهلية.
فقد اطلق هذا الجدل برنت سكروكروفت مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي جورج بوش، حين حذر الاسبوع الماضي من ان الانتخابات العراقية " مرشحة لان تعمق النزاع بدلا من ان تكون نقطة تحول ايجابية".
اما وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر فقد صرح لمحطة " سي ان ان" قائلا "علينا ان نقرر الى اي مدى نريد ان نتورط في ما قد يصبح حربا اهلية في العراق بعد اجراء الانتخابات ". ولكن كيسنجر الذي فاوض على انهاء حرب فيتنام في السبعينات اعتبر ان الانتخابات قد اصبحت "ضرورة الان" مضيفا ان "العواقب التي قد تنتج من عدم تنظيم الانتخابات ستكون اوخم من ارجائها". وقال "سيكون بمقدورنا، عند ذلك، ان نقيم الية سياسية معينة في العراق تسمح بانسحاب تدريجي للقوات الاميركية وفق جدول زمني".
وتدعو قلة في الولايات المتحدة الى تأجيل الانتخابات وهو مطلب يشدد عليه كبار القادة السنة في العراق.
وكتب لاري دايموند وهو مستشار سابق في سلطة التحالف الموقتة في صحيفة "نيويورك تايمز" يقول ان "العراق على وشك ان يصل الى مرحلة اللاعودة"، مضيفا ان ثمة امكانية للتفاوض على ارجاء الانتخابات مقابل تعاون المعارضة السنية.
واشار دايموند وهو عضو بارز في مؤسسة "هوفر" الى ان "المطلوب الان هو ان تجلس جميع الاطياف السياسية والاجتماعية العراقية معا للحوار" مضيفا ان "الخطوط العريضة للحل باتت واضحة".
وقد دعا دنيس روس مبعوث الرئيس السابق بيل كلينتون الى الشرق الاوسط الى اجراء "مؤتمر مصالحة وطني". وقال روس لمحطة "سي بي اس" التلفزيونية "ان كانت هناك رغبة في تأجيل الانتخابات فيجب ان تأتي من داخل العراق ويجب ان تنبع من تفاهم يتم التوصل اليه بين الشيعة ومجموعة سنية جديدة هناك ". ولكنه حذر من ان تأجيل عملية الاقتراع سيفضي الى مجازفات كبيرة موضحا ان "الحرب الاهلية تصبح شبه مؤكدة في حال استثارة غضب الشيعة". واضاف ان "الوضع الحالي صعب بوجود مقاومة سنية واذا خسرنا الشيعة ايضا فلن تكون الحرب الاهلية امامنا فقط بل اننا سنواجه شيئا اشبه بكثير بحرب فيتنام ".