تستعد أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية لاستلام أربعة معتقلين بريطانيين أفرج عنهم من معسكر الاعتقال الأميركي في غوانتنامو في جزيرة كوبا، حيث مئات المعتقلين من مختلف الجنسيات لتورطهم في أعمال إرهابية كما تعتقد الولايات المتحدة التي شنت حربا ضد الإرهاب في أفغانستان العام 2001 من بعد تفجيرات أيلول (سبتمبر) في نيويورك. وخلال تلك الحرب اعتقل ما يزيد عن 650 شخصا بتهمة التورط بالعلاقات مع شبكة القاعدة الإرهابية ونصيرتها حركة الطالبان التي كانت تحكم أفغانستان.

والأربعة المفرج عنهم هم آخر بريطانيين في ذلك المعتقل الأميركي الذي يوصف بأنه "سيئ الصيت والسمعة" نظرا للممارسات التي تجري داخل أسواره ضد المعتقلين وحرمانهم من أدنى الحقوق الإنسانية، حيث هم معتقلون من دون محاكمات، ويعانون انتهاكات حسبما تقول جماعات حقوق الإنسان، لكن الولايات المتحدة ترفض تلك الاتهامات.

وفي بيان أمام مجلس العموم البريطاني في جلسته اليوم، صرح وزير الخارجية جاك سترو أن الإفراج عن الأربعة جاء بعد محادثات شاقة وصعبة مع الجانب الأميركي. وكانت الولايات المتحدة بدأت محادثات جانبية بشكل ثنائي مع الدول التي ينتمي إليها المعتقلون، ووضعت شروطا مقابل الإفراج عنهم، ومن بين الشروط أن يتم التحقيق معهم في بلدانهم الأصل، ووضع برامج لتأهيلهم للعودة لممارسة نشاطهم الحياتي والإنساني والانخراط بالمجتمعات التي أتوا منها من دون الارتباط بالشبكات الإرهابية.

والبريطانيون المفرج عنهم هم الدفعة الثانية، حيث كان أفرج قبل اشهر عن دفعة أولى مكونة من أربعة معتقلين آخرين، وهؤلاء هم : معظم بيك، من مدينة بيرنغهام، وفيروز عباسي من ضاحية كرويدون في جنوب غرب لندن، ومارتن موبانغا من ضاحية ويمبلي في شمال غرب لندن، وريتشارد بيلمار من منطقة سانت جيمس وود في شمال غرب لندن.

ويتعين على الشرطة البريطانية الآن اتخاذ قرار باعتقال هؤلاء الأربعة والتحقيق معهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب، أو الإفراج عنهم ليعودوا إلى منازلهم، ولكن تحت الرقابة المستمرة.

يشار في الختام، إلى أن هؤلاء الأربعة المفرج عنهم، ليسوا بريطانيين أصليين، وإنما هم من المنتمين الى الجالية الإسلامية البريطانية التي تعود في أصولها إلى باكستان ودول إفريقية مسلمة، وحازوا الجنسية البريطانية، حسب القوانين المتاحة.