استوديوهات قناة "المنار" اللبنانية التي منعتها فرنسا مؤخرًا من البث
علي اوحيدة من بروكسل وفالح الحمراني من موسكو: اختتم المؤتمر اليهودي العالمي مؤتمره السنوي في بروكسل واصدر مسؤولوه نداءً يدعو الى مزيد من الرقابة والتشدد على الفضائيات العربية والحرص على التأكد من البرامج التي تبثها الى أوروبا على وجه التحديد.

وانعقد المؤتمر اليهودي الدولي على امتداد ثمان و أربعين ساعة في العاصمة البلجيكية حيث ترأسه إدغار برونمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي وأداره رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي كوبي بناتوف وحضر جوانب من أعماله رئيس الحكومة البلجيكية غي فورهفستاد ومسؤولون كبار من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومن بينهم رئيس اللجنة العسكرية للحلف الجنرال الألماني هارلد كويات.

وتغيب نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية المعين شمعون بيريز عن حضور الجلسة الافتتاحية عكس ما كان اعلن في وقت سابق. وجرى اتفاق بين المنظمات اليهودية الأميركية والأوروبية المشاركة في اللقاء على ضرورة التحرك في اتجاه المفوضية الاوروبية في بروكسل والمسؤولين عن الجانب التشريعي في الاتحاد لإصدار قانون واضح وملزم على الصعيد الأوروبي للتعامل مع فحوى ما تبثه الفضائيات خاصة الفضائيات العربية الموجهة لأوروبا.

والتقى رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي كوبي بناتوف وهو إيطالي في ستراسبورغ بفرنسا لهذا الغرض مع رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي البرتغالي خوزيه باروزو.

وقال كوبي بناتوف "ان سابقة حظر فضائية المنار اللبنانية في أوروبا يجب ان تستثمر وتمتد لمنع ترويج الأفكار المناهضة للسامية(...) و انه يجب التعامل على الصعيد الجماعي الأوروبي مع ذلك وليس على صعيد كل دولة على حدة".

وكانت المنظمات اليهودية العالمية والأوروبية شنت العام الماضي حملة قوية على المفوضية الاوروبية في بروكسل بسبب نشرها نتائج لعملية سبر للآراء بينت ان اكثر من ستين في المائة من رعايا الاتحاد الأوروبي يعتبرون إسرائيل أول مصدر لتهديد السلام في العالم.

وسعت تلك المنظمات منذ ذلك الى الضغط على المؤسسات الاتحادية الاوروبية وتمكنت من انتزاع العديد من المكاسب أهمها إرساء معهد للعلاقات بين ضفتي الأطلسي ومقره العاصمة البلجيكية ويعتبر في الواقع الواجهة التي تتحرك من ورائها المنظمات المؤيدة لإسرائيل. وقال كوبي بناتوف رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي ان الدول الاوروبية تحركت ضد ظاهرة مناهضة السامية ولكن أي نتائج عملية لم تظهر للعيان.

ودعا الى معاينة أوروبية جديدة للصراع في الشرق الأوسط وانتهاج موقف اكثر تفهما للاطروحات الإسرائيلية معتبرا ان الموقف الأوروبي الحالي يعتبر منحازا لصالح الفلسطينيين.

واستمع المؤتمر الى تقرير حول تقييم معاداة السامية في عدد من مناطق العالم وعاين مسالة التعويضات الاوروبية لليهود من ضحايا النازية والتقدم المسجل على ذلك .وحظر رئيس الحكومة البلجيكية غي فورفستاد جانبا من أعمال مؤتمر المنظمات اليهودية العالمية و أعلن ان بلجيكا تدعو إلى عقد قمة أميركية أوروبية نصف سنوية لمعاينة مجمل إشكاليات العلاقات بين ضفتي الأطلسي وفي مقدمتها ظاهرة معاداة السامية.

وفي موضوع ذي صلة نفت موسكو التهم الاميركية بانتشار مظاهر معاداة السامية في عموم روسيا. واعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو بان التهم التي تضمنها تقرير وزارة الخارجية الاميركية عن مظاهر معاداة السامية في روسيا عارية عن الصحة وغير مناسبة.

واشار الى ان التقرير الاميركي بخصوص روسيا " نسخ تقديرات تضمنها تقرير وزارة الخارجية الاميركية في ايلول ( سبتمبر) الماضي، بخصوص حرية الاديان في مختلف انحاء العالم".

وقال "ان محاولة التقرير باتهام روسيا بالعداء للسامية تبدو مفتعلة، ولاتنسجم مع شهادة ابناء الطائفة اليهودية في روسيا الموضوعية، عن غياب معاداة السامية على المستوى الرسمي، ومع الاعراب عن " القلق" الاميركي بشان مظاهر التعصب الديني والقومي في الاقاليم الروسية ومن قبل بعض الاحزاب السياسية".

وفي ضوء ذلك اشار الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية الى ان مشكلة الشباب المتطرف تجد صداها في عدد كبير من الدول. وسجلت جرائم في اميركا ايضا بدوافع معاداة السامية. وتشوية القبور والمعابد اليهودية دعك عن الاتحاد الاوروبي حيث انتشرت الفعاليات المعادية للسامية" كما جاء على لسان ياكوفينكو. وترى الدبلوماسية الروسية ان مكافحة التطرف والايديولوجية العنصرية ستكون ممكنة فقط ببذل الجهود المشتركة للمجتمع الدولي.

وكان تقرير وزارة الخارجية الاميركية، قد اشار الى ان مظاهر معاداة السامية في روسيا لاتتجلى في ممارسات حليقي الرؤوس وعناصر المنظمات القومية المتطرفة ضد اليهود وحسب، وانما في تصريحات عدد من الساسة بما في ذلك زعماء حزب " رودنا" والحزب الشيوعي والليبرالي في مجلس الدوما.

وتجدر الاشارة الى ان ممارسات حليقي الرؤوس والمنظمات القومية الروسية المتشددة، تستهدف ابناء القوميات غير الروسية عمومًا، بما في ذلك المسلمين من الجمهوريات السوفياتية سابقا ومن شمال القفقاز، الذين يتعرضون ايضًا للاعتداء.