اسامة مهدي من لندن : إغتال مجهولون مسلحون نجلي عميد الصحافة الرياضية العراقية ضياء حسن حيث وجدت جثتيهما في إحدى مناطق بغداد فيما أظهر إستفتاء شارك فيه مواطنون عرب أنهم يعتقدون أن مقاطعة السنة لانتخابات بلدهم سببه عدم حياديتها.

وأبلغت مصادر عراقية مطلعة "إيلاف" اليوم أن جثة هدى (35عاما) وهي موظفة بنك وعلي (32 عاما) وهو مهندس وجدتا ملقيتين على حافة قناة الجيش وهي مجرى مائي شرق العاصمة وعليهما اثار اطلاق رصاص من دون معرفة الدوافع الحقيقية للجريمة ومرتكبيها حيث بدأت الشرطة تحقيقات لمعرفة الفاعلين وهي غالبا ماتقضي الى القول بان الفاعل مجهول مثلما يجري ازاء جرائم القتل والاغتيال التي تتعرض لها شخصيات علمية وسياسية واجتماعية باستمرار هذه الايام.

وكان والد المغدورين ضياء حسن بدأ حياته الصحافية محررًا رياضيًا في اواسط خمسينات القرن الماضي وكان بعثي الهوى ثم هرب الى سورية بعد الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الراحل عبد السلام عارف ضد البعثيين اواخر عام 1963 لكنه عاد الى العراق عام 1967 بعد ان هدأت الحملة ضد حزب البعث في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف واشترك مع الصحافيين سجاد الغزي سكرتير نقابة الصحافيين العراقيين وغربي الحاج احمد رئيس المؤسسة العامة للصحافة في إصدار اول مجلة اسبوعبة عراقية هي " الف باء" وظل يعمل فيها حتى بداية السبعينات، وبعد عامين من وصول حزب البعث الى السلطة من جديد عام 1968 انتقل الى العمل في جريدة الجمهورية اليومية التي كانت تنطق بلسان الحكومة وترأس تحريرها وزير الاعلام ورئيس نقابة الصحافيين العرب سابقًا سعد قاسم حمودي اضافة الى نشاطاته المتميزة في نقابة الصحافيين العراقيين التي شغل امانة السر فيها حتى مطلع التسعينات .

و قد اعتقلته السلطة البعثية الجديدة عام 1969 بتهمة انتمائه لحزب البعث السوري عندما كان يعيش في سورية هاربًا لكنه خرج من السجن في عفو عام عن جميع المعتقلين السياسيين بعد ستة اشهر .

وفي عام 1979 شكل ضياء حسن اول رابطة للصحافيين الرياضيين في العراق وظل رئيسًا لها حتى عام 1991 حين بدا عدي صدام حسين نجل الرئيس العراقي المخلوع يهيمن على الحياة الثقافية والصحافية العراقية وفرض نفسه نقيبًا للصحافيين حيث قام بابعاد ضياء حسن عن النقابة واوقفه عن الكتابة في القضايا الرياضية لانه كان وجهًا معروفًا.

وفي عام 1992 احيل الى التقاعد بعد ان نقل مع العشرات من الصحافيين الذين لم تكن تنظر لهم السلطة بارتياح الى وزارات اخرى فكان نصيبه وزارة الاسكان فعمل في قسم الاعلام فيها.وبعد احالته الى التقاعد عمل كاتبًا بالقطعة في جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث حتى عام 2000 عندما بدات الفضائية العراقية بثها فعمل مسؤولا لبرامجها السياسية حتى عام 2003 حين فقد بصره نتيجة اصابته بمرض السكري .

وعلى صعيد اوضاع الصحافيين الامنية في العراق ناشدت جمعية حماية الصحافيين في بغداد خاطفي الصحافية الفرنسية فلورانس اوبناس ومترجمها العراقي حسين السعدي اطلاق سراحهما. وأكدت الجمعية في بيان لها ان الخطف ليس الأسلوب الذي يمكن اللجوء اليه لتوضيح المواقف وتسليط الاضواء على القضايا العادلة مشيرة الى ان الخطف برهن مرة اخرى انه يلحق بممارسيه الضرر الفادح والخسارة.

و طلبت الجمعية ضرورة ان تأخذ علماً بالصحافيين الذين يأتون إلى العراق بهدف التغطية الصحافية "لوضع خبراتها في هذا المجال في خدمة الزملاء الصحافيين القادمين من أجل توضيح القضية العراقية " واكدت استعدادها لتوفير القدر الكافي من الأمن للصحافيين الاجانب الذين يرغبون بالبقاء في العراق وخصوصاً في المناطق الساخنة . وكانت اوبناس التي تعمل لجريدة "ليبراسيون" الفرنسية اختفت مع مترجمها العراقي في بغداد الاربعاء الماضي. وأبلغ ثلاثة مسلحين مساء الجمعة صحافيين عراقيين في بلد ( 75 كلم شمال بغداد) ان الصحافية الفرنسية ومترجمها العراقي بصحة جيدة".

استفتاء عربي حول الانتخابات العراقية

وفي استفتاء لموقع " العربية.نت" التابع لفضائية العربية ومقرها دبي حظي بإقبال كبير وفاق عدد المشاركين فيه كل التوقعات نظرًا لحساسية المحور المطروح كما قال ،و عزا غالبية من شاركوا فيه رغبة السنة في العراق في تأجيل الانتخابات لتشكيكهم بعدالتها.

وردا على سؤال "لماذا يرغب سنيو العراق في تأجيل الانتخابات" رأى 83.08% يمثلون 184700 من مجموع 225028 شاركوا بهذا الاستفتاء أن الانتخابات لن تكون عادلة، فيما رد 17,43% يمثلون 39228 السبب إلى خشية السنة من خسارة الانتخابات.

واشار المشرفون على الاستفتاء الى أنه حظي بإقبال ضخم بكل المقاييس في فترة وجيزة جدًا لا تتعدى اربعة ايام كما أن المشاركين لم يعيروا أحداث الفلوجة اهتمامًا كبيرًا بوصفها عاملا من العوامل الرئيسة التي غذت رغبة السنة في التأجيل ولم تزد نسبة من صوتوا لهذا الخيار عن 0,49% يمثلون 1100 فقط من المشاركين .

وقالوا ان النسبة العالية للذين شككوا بعدالة الانتخابات العراقية عكست قلقا لا يزال مخيما على سنة العراق الذين يبدو أنهم صوتوا بكثافة لصالح هذا الخيار. ولا يستبعد أيضا أن تكون نسبة مقدرة من غير العراقيين شاركت بالاستفتاء خصوصا من الدول المجاورة للعراق لترجح كفة الخيارين اللذين حظيا بالنسبتين الكبيرتين نسبيا على الرغم من الفارق الواضح لجهة الإجابة الثانية المتمثلة بعدم عدالة الانتخابات.

من جهة أخرى عكست نسبة الذين رأوا أن المخاوف السنية بعيدة عن مسائل العدالة والنزاهة، وأنها أي هذه المخاوف، تنصب فقط على توقعاتهم بخسارة الانتخابات وهذا هو ما يدعوهم للضغط من أجل تأجيل الانتخابات شعورا بأن حجج السنة التي ساقوها لتأجيل الانتخابات لم تنتج عن قناعات حقيقية بتلك الحجج، بقدر ما مالت للضغط من أجل التأجيل خشية الخسارة. وجدير بالذكر أن المشاركين في مثل هذه الاستفتاءات يمكن أن يصوتوا لأكثر مرة.

وعلى صعيد هذه القضية حث مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني شيوخ العشائر السنية على المشاركة في الانتخابات العراقية القادمة المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي .

وقال البارزاني نحن دعوناكم اليوم لكي نستمع إلى وجهات نظركم وملاحظاتكم وذلك خلال اجتماع عقد أمس في أربيل ملتقى العشائر العربية بحضور ومشاركة أكثر من مائتي شخصية عربية عراقية في مدن الموصل، كركوك، الأنبار، بغداد، صلاح الدين. وأضاف " تبرز مواضيع خطيرة ومهمة في بعض الأحيان وكأنه هناك مقاطعة سنية للانتخابات، في تصوري لا أحد يعرف مصلحة السنة كما يعرف السنة مصلحتهم ونحن دعونا إلى هذا اللقاء لكي نتشاور ونستمع إلى ملاحظاتكم".

وأكد الزعيم الكردي على تأييده للانتخابات العراقية القادمة وقال نحن مع ونؤيد إجراءها في موعدها ولكن في ذات الوقت نؤكد بأن تكون هذه الانتخابات شاملة ولانؤيد انتخابات تهمش قسماً كبيراً من أبناء العراق. وحث البارزاني شيوخ العشائر على عدم مقاطعة الانتخابات واشار "نحن لانريد أن نسجل بأن السنة لهم موقف سياسي في مقاطعة الانتخابات، لأن هذا ليس في مصلحة الأخوة السنة على الاطلاق ولكن يجب بحث ماهي الأسباب التي تؤدي إلى مقاطعة السنة للانتخابات يجب أن نتعاون من أجل تجاوز هذه العقبات وحل هذه المشكلات. . نحن نريد من صميم القلب أن نقف إلى جانبكم ونساعدكم إن كان ذلك ممكناً ".

ودعا البارزاني شيوخ العشائر إلى التحرك لوقف الإرهاب في العراق وخاطبهم قائلا " لما لحضراتكم من تأثير ونفوذ على أتباعكم وفي مناطقكم لابد من هذا التحرك الذي يؤدي إلى إنهاء هذا العنف ويجب معالجة الأسباب وليس التعاون مع النتائج " مشددا على انه ليس هناك تفاوض ولاتسامح ولاتساهل مع الإرهابيين الوافدين من الخارج.