قلق اوروبي من انتهاك روسيا لحقوق الانسان
تقارب الماني روسي في قطاعات الطاقة

نهاد اسماعيل من لندن: تعرّض غيرهارد شرودر لانتقادات حادة بسبب صمته على تجاوزات بوتين في مجالات حقوق الانسان في الشيشان وتدخله في انتخابات اوكرانيا. ويفسر البعض هذا الصمت على انه رغبة اوروبية في الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا التي تزود اوروبا 35% من حاجتها النفطية و40% من حاجتها في الغاز، ومن المتوقع ان ترتفع هذه النسب الى 60 و 70% على التوالي بحلول عام 2020.

وجاء الاعتماد على روسيا كمزود موثوق به على خلفية عوامل عديدة مثل عدم الاستقرار في الشرق الاوسط و تضاؤل احتياطات بحر الشمال النفطية وواقع انها ستنضب في المستقبل الا اذا تم العثور على اكتشافات جديدة كبيرة.كما ان هناك مصالح المانية في الغاز الروسي من خلال امتلاك شركة "روهر غاز" الالمانية لحصة في غازبروم عملاق الغاز الروسي، اضافة الى شركة المانية اخرى " وينترشل" التابعة الى شركة (ب ا س ف BASF) العملاق البيتروكيميائي تسعى لعمل اتفاقيات تنقيب وانتاج الغاز في غرب سيبيريا وبحر قزوين.

وروسيا بحاجة ماسة الى استثمارات خارجية لترقية مستوى البنية التحتية الهزيلة وترحب بالتعاون الالماني للفائدة المشتركة.وفي هذا المجال اعترف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الاقتصاد الالمانية في برلين ان المانيا تعتمد على روسيا لتلبية حاجاتها من الطاقة وهذا خلق موجة من القلق في الاتحاد الاوروبي. ويعتقد الخبراء ان هذا التقارب ليس سياسي بل براغماتي اقتصادي لمصلحة البلدين.