رأس تنورة (السعودية):ادت تهديدات تنظيم القاعدة بالهجوم على المنشآت النفطية في الخليج الى تصاعد وتيرة القلق في الاسواق العالمية ولكن موظفي الشركة السعودية النفطية العملاقة "ارامكو" يؤكدون ثقتهم باجراءاتهم الامنية.

وعلى ساحل الخليج في راس تنورة، حيث اكبر مركز لانتاج النفط في العالم، لا يدلي موظفو ارامكو بسهولة بمعلومات حول الاجراءات الامنية ولكن ثقتهم بانفسهم وبالاجراءات الامنية المتخذة تبدو كبيرة.

وقال احد ممثلي الشركة التي تمتلك اكبر مركزش لانتاج النفط في العالم يضم مصفاة تقدر طاقتها التخزينية ب52 مليون برميل "لدينا تدابير (امنية) محلية (...) ولكننا نتعاون مع الحكومة ايضا".

وساد صمت يشوبه الحذر عندما ظهرت دورية للشرطة تحرس الموقع، وهو محاط من جهة بصحراء شاسعة ومن جهة اخرى بمياه الخليج ويبدو في امان. واحيطت المنشآت الموجودة في المحافظة الشرقية الغنية بالنفط بصفين من الاسلاك الشائكة. وحول هذه المنشآت تمتد شبكة من انابيب النفط التي تربط راس تنورة بالمنشآت النفطية الاخرى في المملكة.

ومن برجه البالغ علوه 60 مترا، تباهى مسؤول الامن بان كل سفينة تعبر مياه الخليج المجاورة تظهر على شاشة راداره. وقال مؤكدا فعالية الاجراءات الامنية "ان خفر السواحل (السعودي) وعناصر الامن الخاصة بشركة ارامكو، يجوبون طيلة الليل المياه" القريبة من الشاطئ.
الا ان احد مسؤولي الشركة اشار الى ان آلية ارامكو الامنية لا تشمل مراقبة المجال الجوي فوق المنشآت وان سلاح الجو السعودي يقوم بهذه المهمة.

كما ان جهاز الرادار غير قادر على رصد مراكب الصيد الصغيرة التي يمكن ان تستخدم لتنفيذ عمليات انتحارية كما حدث في استخدام الزورق المطاطي الذي الحق انفجاره اضرارا جسيمة بالمدمرة الاميركية "كول" في تشرين الاول/اكتوبر 2000 عندما كانت متوقفة قبالة عدن في جنوب اليمن. واسفر ذلك الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة، عن مقتل 17 بحارا اميركيا.

وهذا ما يعرض المنصة النفطية البحرية التي يبلغ طولها 500 متر ويمكن ان تستقبل ست ناقلات نفط معا، لخطر هجمات الزوارق الصغيرة. ولكن المسؤول الامني قلل من اهمية هذه المخاطر مؤكدا ان حرس الشواطئ يراقبون عن كثب المياه المحيطة بالمنشآت. واوضح ان "بواخر الصيد تاتي من خليج تاروت المجاور وان النقاط الامنية في هذه الجزيرة تقوم بتفتيش جميع السفن التي تغادر" الميناء.

ويبعد ميناء راس تنورة نحو 60 كيلومترا عن الميناءين الرئيسيين السعوديين في الخليج، الدمام في الجنوب والجبيل في الشمال، الامر الذي يسهل لقوات الامن السعودية ضمان الامن في مجمل هذه المنطقة الاستراتيجية.

وقال مسؤول في ارامكو "نعرف ان هناك عدة جهات تريد مهاجمتنا" في اشارة الى انصار القاعدة الذين دعاهم زعيم القاعدة اسمة بن لادن الذي اسقطت منه جنسيته السعودية، الى استهداف المنشآت النفطية في الخليج والعراق. واضاف هذا المسؤول "نعلم ان اجراءاتنا الامنية قادرة على درء مثل هذه الهجمات". وكانت ارامكو اعلنت في 18 كانون الاول(ديسمبر) ان اجهزتها الامنية "وضعت في حال تاهب مستمر" غداة دعوة بن لادن.

ومنذ ايار/مايو 2003، قامت عناصر من تنظيم القاعدة بتنفيذ سلسلة من الهجمات في السعودية اسفرت احداها عن مقتل ستة غربيين في ايار(مايو) 2004 في مجمع بتروكيميائي في مدينة ينبع على البحر الاحمر. والسعودية التي يقدر احتياطها النفطي بربع الاحتياطي العالمي المؤكد، اول مصدر للنفط في العالم.