اعتدال سلامه من برلين: أثار قانون حماية الأجواء الألمانية من العمليات الإرهابية، ووقع عليه أمس رئيس الجمهورية الألماني هورست كولر مخاوف الألمان وقلقهم ودفع بسياسيين من الأحزاب المعارضة بشن حملة الانتقاد كبيرة ضده ، فهو ينص على السماح بإسقاط الجيش الألماني أي طائرة مدنية يخطفها إرهابيون تحوم في سماء المانيا.

ورغم توقيعه عليه وجه اليوم رئيس الجمهور رسائل إلى المستشار غرهارد شرودر ومجلس النواب والمجلس الاتحادي يعرب فيها عن قلقه الشديد لمضمون القانون الجديد، فهو يسمح باللجوء إلى الطرق العسكرية وإطلاق صواريخ ضد طائرة حتى ولو كان ركابها أناس مدنيون أبرياء، فبهذا يتم التضحية بحياتهم من أجل طرف آخر.

كما أبدى كولر تشككه من أن تدخل الجيش بهذه الطريقة يتطابق والقوانين الأساسية المعمول بها، فالقوات المسلحة تتولى مهام دفاعية يُسمح بها فقط على أساس هذه القوانين وموافقة مجلس النواب.

لكن معارضة الاتحاد الوطني المشكل من الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي البافاري ليست بسبب النتائج التي ستنتج عن القانون بل لأنه بكل بساطة لا يتماشى والقوانين الأساسية وطالب بتغييرها، وهذا ما سبق ورفضه الائتلاف الحاكم المشكل من الحزبين الاشتراكي الديمقراطي والخضر يوم وضع مسودة للقانون المقرّ عقب حادثة الحادي عشر من (أيلول) سبتمبر وحادثة جوية كادت تحدث كارثة في فرانكفورت. ومن غير المستبعد حاليا أن تدرس المحكمة الدستورية العليا الطلب الذي رفعته المعارضة لتغيير البنود التي تخص حماية الأمن الألماني في القوانين الأساسية.