أسامة مهدي من لندن : دعت الحوزة العلمية الشيعية في مدينة النجف العراقية هيئة علماء المسلمين السنية الى بذل جهودها من اجل القاء المسلحين للسلاح ونبذ العنف والتوصل لميثاق شرف يلزم جميع القوى بالعمل على تحقيق السيادة الوطنية في وقت تقدمت حركة الوفاق العراقي التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي بشكوى ضد قائمة الائتلاف العراقي الموحد "القائمة الشيعية" متهما اياها يمحاولة حمل الناخبين على الاعتقاد بان المرجع الشيعي اية الله على السيستاني امر بالاقتراع لها .

وفي تصريح صحافي لها اليوم ارسل الى " ايلاف" دعت حوزة النجف هيئة علماء المسلمين الى ادانة كل من يقوم بتفخيخ السيارات واختطاف المدنيين والاعتداء على دور العبادة واسترخاص القتل علىالهوية وذبح الناس وطالبتها بدعوة جميع الفصائل المسلحة في العراق الى إلقاء السلاح وحث العراقيين منهم على التوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم بحرية ونزاهة في الانتخابات المقبلة وحث الناس من على منابر الجمعة على التخلي عن أعمال العنف ووقفها أبتداء من ظهر يوم الجمعة المقبل ولغاية اليوم الرابع من أيام عطلة عيد الأضحى المبارك.
كما ناشدت الحوزة هيئة العلماء الى المبادرة بالتشاور مع القوى الوطنية لمناقشة تبني ميثاق شرف وطني يلتزم الجميع بموجبه بوقف سفك الدم ونبذ العنف ووقف تدمير البنى التحتية ووضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال وتحقيق السيادة الوطنية واشتراك ممثلي الشعب كافة بكتابة دستور دائم للبلاد يضمن حقوق الجميع .. وفيما يلي نص التصريح الصحافي :

بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو من بعض التصريحات التي صدرت عن"هيئة علماء المسلمين" أن الهيئة غيرت موقفها المعلن منذ عام والقاضي بمقاطعة الانتخابات العامة لكونها تجري"تحت الاحتلال" كما تقول، ووافقت بعد لقائها بوفد السفارة الأمريكية وضباطها في بغداد قبل أيام على الاشتراك في الانتخابات تحت الاحتلال بشروط منها تأجيلها لفترة قصيرة من أجل سعيها لتوفير ظرف آمن لإجرائها وتحديد جدول زمني للانسحاب وغير ذلك.
ولكي تثبت "هيئة علماء المسلمين" لأبناء شعبها ومكوناته ونخبه السياسية لا للأمريكيين قدرتها على تهيئة ظرف آمن للانتخابات وهي التي أثبتت من قبل قدرتها أمام بعض مسؤولي السفارات الأجنبية على إطلاق سراح المختطفين من دولها بعد توسط دولهم ، وكبادرة حسن نية تثبت خلالها للكيانات السياسية وللمرشحين قدرتها على الفعل والتأثير يمكنها أن تبادرالى:
1- الإدانة بأقسى الألفاظ الممكنة لكل من يقوم بتفخيخ السيارات واختطاف المدنيين وترويع الآمنين والاعتداء على دور العبادة وممارسة التعذيب الجسدي واسترخاص القتل علىالهوية وذبح الناس وحرق جثثهم وتقطيع أوصالهم والتمثيل بالموتى وما شاكل مما يأباه الدين القيم.
2- دعوة جميع الفصائل المسلحة في العراق الى إلقاء السلاح وحث العراقيين منهم على التوجه الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم بحرية ونزاهة في الانتخابات الوطنية القادمة .
3- تبني خطباء الجمعة من منتسبي "هيئة علماء المسلمين" في أرجاء العراق كافة حث الناس من على منابر الجمعة على التخلي عن أعمال العنف ووقفها أبتداء من ظهر يوم الجمعة القادم ولغاية اليوم الرابع من أيام عطلة عيد الأضحى المبارك تعظيما لحرمة سفك الدم الحرام في الشهر الحرام وفي ايام العيد عيد الأضحى المبارك.
4- بعد ثبوت قدرتها على وقف العنف - لو توقف - تدعو"الهيئة" الفصائل الوطنية كافة الى التشاور لمناقشة تبني ميثاق شرف وطني يلتزم الجميع بموجبه بوقف سفك الدم الحرام ونبذ العنف ووقف تدمير البنى التحتية ووضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال وتحقيق السيادة الوطنية غير المنقوصة وكل ما يضمن حقوق الوطن والمواطن، وفي مقدمتها وجوب اشتراك ممثلي الشعب كافة بكتابة دستور دائم للبلاد، يضمن حقوق الجميع ، من خلال جمعية وطنية منتخبة من الجميع، في ظل حكومة وطنية تضم الجميع، من دون استئثار الأكثرية على حقوق غيرها مهما قلت، فالعراق للجميع ويسع الجميع والله من وراء القصد .
الحوزة العلمية في النجف الأشرف
2/ ذو الحجة/1425- 13/1/2005م

وكانت "هيئة علماء المسلمين" التي لم يعرف بعد ردها على مطالب الحوزة قد ابدت استعدادها لاستئناف الحوار مع الجانب الأميركي وكشفت أنها عرضت في لقاء مع السفير الأميركي في بغداد السبت الماضي دعوة المسلحين الى وقف العمليات ضد القوات الأميركية في مقابل جدولة انسحابها
وقال الشيخ عمر زيدان الناطق الرسمي باسم "هيئة علماء المسلمين" " إنها "لا تمانع في استئناف الحوار مع الجانب الأميركي وخصوصاً اذا كان هناك تغيير في موقفه لمصلحة مطالب الهيئة" التي تضمنت "توفير الأمن وتولي الأمم المتحدة الاشراف الكامل على الانتخابات إلى جانب وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية والمتعددة الجنسية في مقابل توجيه الهيئة نداءً إلى العناصر المسلحة بوقف عملياتها العسكرية". وأشار إلى أن السفير الأميركي اعترف بأن حكومته تعيش "لغزاً محيراً في العراق" وأنها ترغب في سحب قواتها منه بعد تشكيل حكومة شرعية واستقرارالأوضاع فيه.

ومن جهة اخرى تقدمت حركة الوفاق العراقي حزب رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي بشكوى ضد منافسه في الانتخابات التشريعية المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي الائتلاف العراقي الموحد الذي يتهمه بانه يسعى الى حمل الناخبين على الاعتقاد بان المرجع الشيعي اية الله على السيستاني امر بالاقتراع لهذه اللائحة.
واتهم عضو حركة الوفاق عماد شبيب الائتلاف العراقي الموحد بانتهاك القانون الانتخابي مشيرا الى انه جند بعض عناصر الشرطة المنتمين الى منظمة بدر ومجموعات سياسية اخرى بالضغط على الناخبين في جنوب البلاد لحملهم على التصويت لمرشحي لائحة الائتلاف (228 مرشحا).
وقد نفى رئيس منظمة بدر هادي العامري هذه الاتهامات ودافع عن حق الائتلاف في استخدام اسم السيستاني في الحملة الانتخابية لان اية الله السيستاني نفسه بارك هذه اللائحة. لكن المفوضية المستقلة للانتخابات اعترفت في بيان لها الثلاثاء ان هناك احزابا وكيانات سياسية اشتكت لدى المفوضية على استخدام بعض الاحزاب والكيانات للرموز الدينية في حملتها الانتخابية وهو ما يخالف القوانين. واكدت انها تدرس هذه الشكاوى وستتخذ موقفا منها خلال الفترة القادمة. وكان رئيس المفوضية عبد الحسين الهنداوي اوضح ان استخدام الرموز الدينية في الحملة الانتخابية يخالف القانون وهو امر ممنوع.
لكن لائحة الائتلاف العراقي الموحد التي تضم اكبر حزبين شيعيين: المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة، عمدت ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية الى وضع ملصقات ولوحات اعلانية في الشوراع تحمل صورة السيستاني.
ووزعت منشورات في المدن الشيعية تقول ان التصويت للائتلاف العراقي الموحد هو استجابة لتكليف المرجعية الشيعية. وجاء في هذه المنشورات ان التصويت لاي لائحة اخرى يبدد ورقة التصويت ويحد من عدد المقاعد التي تطمح اليها المرجعية وشددت على ان التصويت للائتلاف يعتبر تكليفا شرعيا. وتكتسب هذه المنشورات اهمية فائقة خصوصا وان هناك مئات الالاف من الشيعة يأتمرون بما يصدر عن المرجعية التي اشرفت على تشكيل لائحة الائتلاف الموحد.
وياخذ شبيب وحركة الوفاق على الائتلاف الموحد الافادة من اسم اكبر المرجعيات ويطالب بمنع استخدام اسم السيستاني في الحملة الانتخابية. ويقول في هذا الاطار ان استخدام اسم وصورة السيستاني في الحملة يخالف القانون الانتخابي وهو امر ممنوع اذ ليس من الصواب استخدام الرموز الدينية في مثل هذه الحملات. ويتهم شبيب منظمة بدر وباقي التشيكلات بانها تهدد من لا يصوت معها بالموت وهو امر حدث ويحدث في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية.
ولكن رئيس منظمة بدر نفى كل تلك الاتهامات وقال انها اتهامات باطلة فنحن لم نطلب ابدا من اي كان ان يساعدنا لاننا نعرف انه لا يحق لرجال الشرطة او الجيش ان يتدخلوا كما ان لدينا الاف المحازبين والانصار. الا انه رفض الاعتذار لاستخدام صور السيستاني في الحملة وقال ليس امرا ممنوعا ان يتمتع المرء بمساندة المرجعية التي تدعو السنة والشيعة والعرب والاكراد للمشاركة في الانتخابات وتريد الاكفأ لشغل مقاعد المجلس الوطني المقبل.