موسكو: ردت روسيا بنفي قاطع على التحذيرات الاسرائيلية والاميركية من احتمال بيع روسيا صورايخ لسورية ولكن الزيارة المقبلة للرئيس بشار الاسد الى موسكو ستكون اعادة احياء لعلاقات قديمة مع دمشق.
ووصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفدرالي الروسي ميخائيل ماغيلوف اليوم (الخميس) المعلومات التي تحدثت عن احتمال بيع صواريخ روسية الى سورية بانها "خرافة".
ومن جهته، اكد وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف في واشنطن انه لم تجر حتى "محادثات" مع دمشق حول الصواريخ في حين اتهم وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اسرائيل بانها وراء "الحملات المفبركة" في موضوع صفقة بيع صواريخ روسية لسورية.
وبالتالي، هناك حوار طرشان مع الدولة العبرية. وقد توجه رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ووزير خارجيته سيلفان شالوم الى الكرملين وكأنهما متأكدان من ان صفقة مع سورية قد عقدت اصلا وطالبا ب"الغائها".
وفي الوقت نفسه، لم تفصح اسرائيل عن مصادر معلوماتها في حين ان الطرفين لم يفصحا عن نوع الصواريخ التي تتعلق بها الصفقة.
وتشكل المسألة اهمية قصوى لان الامر يتعلق اما بصواريخ "اسكندر-اي" وهي هجومية تصيب اهدافها بدقة ويصل مداها الى 280 كلم اي انها قادرة ان تبلغ مجمل الاراضي الاسرائيلية انطلاقا من سورية كما انها تصل العراق (هذا ما اكدته امس الاربعاء صحيفة كومرسنت الروسية) او صواريخ من طراز ايغلا (ارض جو) المحمولة ويبلغ وزنها بضعة كيلوغرامات ويعتبر الحصول عليها حلما من قبل المتمردين والمجموعات الارهابية.
واعتبر المحلل الروسي قسطنطين ماكيانكو من مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا انه اذا كان "من المستحيل على الاطلاق" ان تبيع روسيا صواريخ "اسكندر-اي" والشائعات حول هذه المسألة هي "عملية تشويه مطلقة وتحريض" لكن الامر ليس كذلك في ما يتعلق بالمضادات الجوية.
واكد ان من الممكن بيع النوع الاخير من السلاح وكشف ان "هذا الامر يصحبه كثير من الضجيج".
كما عبر الكسي مالاتشينكو من مركز كارنيغي في موسكو عن رأي مشابه قائلا "انها مسألة حساسة ويحيط بها الكثير من الضجيج لكن من المحتمل بمعدل 99% ان نبيع هذه الصواريخ ولا يوجد هنا اي شيء خارج عن المألوف" لانه "في حال لم نبعها نحن فإن احدا اخر سيقوم ببيعها" للسوريين.
واضاف ان من المنطقي ان تسعى روسيا الى العودة الى الشرق الاوسط باعتمادها على علاقاتها التقليدية مع دمشق والتي كانت قائمة في زمن الاتحاد السوفياتي.
واشار الى ان "سورية كانت نقطة ارتكازنا وان بحريتنا حصلت فيها على تسهيلات بحرية كما شيدت فيها انابيب النفط بمشاركة السوفيات وتلقى ضباط الجيش السوري تأهيلهم في المدارس العسكرية الروسية". كما ان هناك العديد من الطلاب السوريين تزوجوا نساء روسيات.
واضاف ان العلاقات مع دمشق في تلك الفترة كانت قائمة على "العداء للاميركيين والصهيونية". ان اختفاء هذه الايديولوجية ترك فراغا لم تعرف روسيا الجديدة ان تسده بتركيزها على العلاقات الاقتصادية.
اما اوليغ بارابانوف المتخصص بشؤون الشرق الاوسط في معهد العلاقات الدولية في موسكو (حيث من من المنتظر ان يلقي الرئيس الاسد محاضرة خلال زيارته الاولى الى موسكو من 24 الى 27 كانون الثاني(يناير)، فقال ان زيارة الاسد "لن تشكل خرقا ولكن يجب ان تؤكد متانة العلاقة" بين البلدين.
واعتبر ان "سورية مدرجة على اللائحة الاميركية السوداء وان الولايات الاميركية المتحدة بدأت حاليا تعديل موقفها. ان مهمة الرئيس بوتين تقضي بعدم خسارة سورية في وقت يمكنها ان تميل الى الجانب الاميركي".