أسامة العيسة من القدس: لم يهنأ ارييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، كثيرا بحكومته الجديدة، التي شكلت هذا الأسبوع، بسبب ما تقول المصادر الأمنية الإسرائيلية انه تعاظم التهديدات من متطرفين يهود على حياته.
وبثت القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة هذه الليلة تقريرا عن التعزيزات التي اتخذها جهاز الأمن العام (الشاباك) لحماية شارون.
وادخل الشاباك أسلوب الحماية لموكب شارون من الجو، حيث ترافق موكبه أينما تحرك طائرة مراقبة من دون طيار، وتمشط هذه الطائرة كل شيء يتحرك قرب موكب شارون، وترسل صورا إلى مراكز مراقبة حاسوبية.
وهذا النوع من الطائرات يطلق الفلسطينيون على الواحدة منها (الزنازنة) والتي تستخدم على نطاق واسع من قبل سلاح الجو الإسرائيلي لمراقبة الأهداف الفلسطينية.
وبثت القناة صورا لما اعتبرته انفرادا، عن هذه الإجراءات الجديدة المشددة لحراسة شارون ودخلت كاميرات القناة إلى غرف المراقبة المحوسبة وعرضت صورا التقطتها طائرة المراقبة المرافقة لشارون، من الجو.
واعتمد افي ديختر رئيس الشاباك الذي يستعد لمغادرة منصبه، بعد قضائه فيه دورتين، على إدخال مزيد من التكنولوجيا لحراسة رئيس وزرائه شارون، من المتطرفين والمستوطنين الذين يتعاظم دورهم وخطرهم بعد خطة الانفصال عن قطاع غزة التي طرحها شارون وشكل على أساسها حكومته مع حزب العمل.
وتلقت دوريات الشرطة أوامر بتصوير احتجاجات المستوطنين، لاستخدام هذه الصور في أي تحرك قضائي ضد من يخرق النظام بينهم.
ويهدد المستوطنون بمقاومة خطة الانفصال، ودعوا الجنود إلى رفض تطبيق أوامر الإخلاء وفقا للخطة.
وتحول يوسي فيلان، الجندي الإسرائيلي الذي دعا زملاءه الى عدم تنفيذ أوامر الإخلاء، إلى بطل ورمز في أوساط المستوطنين والمتطرفين.
وحكم عليه بسبب ذلك بـ 28 يوما خدمة في مؤسسات جماهيرية.
واخذوا يسوقونه كنموذج لما يجب أن يكون عليه الجندي الإسرائيلي الذي يتمسك بمبادئه ويواجه أي شخص يعمل ضد هذه المبادىء حتى لو كانت حكومته.
وكان المتطرف ايغال عمير، اغتال، قبل سنوات، اسحق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مما شكل صدمة في إسرائيل وفشلا ذريعا للأجهزة الأمنية التي تعمل الان للحيلولة دون تكرار حادث مشابه، قد يكون ضحيته هذه المرة شارون.