اعترف السير مارك ثاتشر ابن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة السيدة الحديد الليدي مارغريت ثاتشر بتورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة في غينيا الاستوائية الغنية بالنفط، واللورد البريطاني الثري من بعد اعترافه أمام المحكمة اليوم، يحق له مغادرة أراضي جنوب إفريقيا التي عاش فيها لسنين كمستثمر ورجل أعمال إلى حين تورطه بتلك المحاولة الانقلابية في البلد الجار.

وقالت التقارير اليوم إن السير مارك ثاتشر دفع كفالة تقدر بنصف مليون دولار أميركي لكفالته أمام المحكمة التي قررت سجنه مع وقف التنفيذ لسنوات أربع، نتيجة اعترافه بتورطه.

والليلة وصل مارك ثاتشر إلى مطار هيثرو اللندني آتيا من كيب تاون حيث كان يحاكم، وهو مقيم هناك منذ سنوات طويلة، وهو اعترف قبيل سفره باختراق قوانين دولة جنوب إفريقيا، بأنه ساعد مرتزقة لقلب نظام الحكم في دولة غينيا الاستوائية.

وكانت التقارير قالت إن مارك ثاتشر قدم طائرة هليكوبتر للمرتزقة الذين كان يقودهم ضابط بريطاني سابق لقلب نظام الحكم في غينيا الاستوائية، وهي المحاولة التي تورط فيها رجال أعمال يحملون الجنسية البريطانية ومن بينهم رجل الأعمال اللبناني الأصل إيلي خليل.

وقال ثاتشر في مرافعاته اليوم أمام المحكمة إنه كان يعتقد أن طائرة الهليكوبتر التي اشتراها لمصلحة المرتزقة "ستستخدم لحالات الإسعاف والإنقاذ الجوي في تلك الجمهورية الغنية بمصادرها الطبيعية غينيا الاستوائية".

وفي حديث عاطفي من بعد أن غادر قاعة المحكمة في كيب تاون اليوم، قال مارك ثاتشر "أي ثمن أدفع مهما بلغ ماليا لا يساوي أن أعود لأسرتي، وكل زوج وأب لأسرة يحترم ذلك"، وقالت التقارير إن هذا التصريح "يشير إلى مدى الأسف الذي يحسه اللورد ثاتشر إزاء تورطه في المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الحكم الدكتاتوري في غينيا الاستوائية".

وكانت رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر بادرت إلى دفع كفالة مالية ضخمة تقدر بمليوني جنيه استرليني للإفراج عن نجلها الوحيد مارك ، وفي الخامس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تم تأجيل النظر في القضية، إلى يوم أمس حيث اعترف اللورد ثاتشر بتورطه.

وعبرت رئيسة الوزراء السابقة الليدي ثاتشر الليلة عن سعادتها بالقرار القضائي من محكمة كيب تاون الذي منح ابنها فرصة مغادرة أراضي جنوب افريقيا عائدا إلى بريطانيا، وقالت الليدي مارغريت "كانت أوقاتا صعبة لجميع أفراد العائلة، وأحمد الله أن مارك سيعود الى زوجته دايانا وأطفالهما في وقت قريب".

ومن جهته، علق مستشار رئيس غينيا الاستوائية الرئيس تيودورو أوبيانغ نيغوما مباسوغو في تصريح له على اعتراف اللورد ثاتشر، بقوله "ما يفرحنا أن العدالة اتخذت مجراها، ولذلك لن نطالب بتسليم السير مارك لمحاكمته عندنا لتورطه في المحاولة الانقلابية". لكن تقارير بريطانية قالت إن السير مارك سيظل مطلوبا للشهادة في المحاكمات التي تجريها غينيا الاستوائية مع المتورطين بقلب نظام الحكم.

وأخيرا، يشار إلى أن ضابطا كبيرا في القوات الخاصة البريطانية هو سيمون مان كان اعترف أمام محكمة في زيمبابوي بتخطيطه لقيادة انقلاب المرتزقة في غينيا الاستوائية، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات، وقالت مصادر اليوم إن المحكومية خفضت إلى أربع سنوات من جانب محكمة في هراري عاصمة زيمبابوي.