القدس : قال جواد بينما كان في صالون الحلاقة في المدينة القديمة في القدس الشرقية "تاثرت حقا عندما قتل (رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق) اسحق رابين لانه فعلا كان يريد السلام" واضاف "لكن اسرائيل اليوم لا تريد السلام".
واكد جواد (38 سنة) وهو من القدس مثل رفيقيه اسامة وابو عمار، الحلاق الستيني، انه لم يدل بصوته الاحد الماضي "لم يكن هناك من يعجبني كي ادلي بصوتي لمصلحته، كما انني لا اثق في (رئيس السلطة الفلسطينية الجديد) ابو مازن".
وتابع وهو يدخن بتوتر ويداه ترتجفان من شدة الحماسة "لا يمكننا ان نثق فيهم، كيف تثق في من انتزع منك ارضك ومنزلك"؟ وتساءل "كيف يمكن ان نتحمل مجيء يهودي روسي يقيم هنا منذ بضع سنوات ويقول لك هذه ارضنا ويجب تهجير العرب منها الى البلدان العربية المجاورة؟".
وقال متشائما "من استحوذ على ارضك بالقوة لن يعيدها اليك بمجرد ان تطلبها منه اذا لم تقاوم. وفي مقابل ماذا يجب ان نتخلى عن المقاومة؟".
واستدرك قائلا "صحيح انا اعارض اطلاق القذائف من قطاع غزة على سديروت او غيرها من المدن المجاورة للقطاع، كما اوافق على ان يكون هناك سلاح فلسطيني واحد".
وتساءل "لكن ماذا سيعرض علينا مقابل التوقف عن المقاومة بما انهم (الاسرائيليون) رفضوا كل شيء: العودة الى حدود 1967 وحق عودة اللاجئين واعادة القدس الشرقية؟".
اما صديقه اسامة (41 سنة) فقال وهو ينهض عن كرسي الحلاقة "اسمع يا اخي انا من القدس وابي وسيدي (جدي) وسيد سيدي من القدس منذ مئات السنين، تصور ان يأتي جندي اسرائيلي متحدر من اريتريا (فلاشا) ويطلب مني الهوية، اليست هذه اهانة؟".
وبعد ان هدأ قليلا اضاف "نحن ابناء القدس كنا نثق في (رئيس السلطة الفلسطينية ياسر) عرفات لانه رفض التخلي عن القدس لكن ماذا فعل؟ لقد رفضوا كل ما اقترح عليهم ولا احد يمكنه ان يتنازل عما لم يوافق عليه عرفات".
وقال "كلنا نريد السلام، من لا يريد السلام، حتى الاسرائيليين بينهم من يريد السلام، انا لدي اصدقاء يهود وبينهم من لا يوافق على هذه السياسات".
وخرج اسامة من صالون الحلاقة متوجها الى المسجد الاقصى لاداء صلاة الظهر، فرافقه صحافي حتى الباب الخارجي للمسجد حيث طلب شرطيان اسرائيليان من الصحافي بطاقته.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية اعلنت ان 26350 ناخبا شاركوا في الانتخابات الاحد الماضي في القدس من اصل 124 الفا، واختار 16178 من بينهم ابو مازن و5099 مصطفى البرغوثي و1635 تيسير خالد.
اما غالب (32 سنة) وهو سائق سيارة اجرة فقال "قصدت يوم الاحد بريد شوفو للتصويت لكنهم قالوا لي اسمك ليس في اللائحة. وطلبوا مني التوجه الى بشارة صلاح الدين (مركز بريدي) بما انني من سكان القدس فذهبت فقالوا ايضا اسمك ليس على اللائحة فضاقت بي الدنيا وغادرت المكان".
وعبر عن استيائه من "ابو مازن لانه لم يأت الى القدس بعد ان سمحت له اسرائيل بعبور حاجز قلندية لكنه فضل الذهاب الى بير نبالا" حيث تعهد ان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وقال غالب "لو تمكنت من الاقتراع لكنت انتخبت مصطفى البرغوثي، لقد اعتقلوه مرتين".
واتهمت لجنة الانتخابات السلطات الاسرائيلية بعرقلة الانتخابات في القدس.
واضاف غالب ان "ابو مازن الآن امام خيارين احلاهما مر، اما ان يرضي النظام الاميركي والحكومة الاسرائيلية واما ان يرضي شعبه ويضع حق العودة والقدس وحدود 1967 في اولوياته".
وردا على سؤال كيف يمكن ان يحقق ابو مازن ذلك، قال "اذا كنت ترى انه لا يوجد امل فلماذا تتفاوض؟"، واضاف "لقد تفاوضنا ولم نتوصل الى شيء حتى اننا الان بدلا من التفاوض على الحل النهائي اصبحنا نتفاوض على مواقع ما قبل الانتفاضة في 28 ايلول(سبتمبر) 2000".
واعرب عن تشاؤمه "لان المقاومة لم تأت بنتيجة كما ان صد المقاومة من طرف اسرائيل لم يأت بنتيجة ايضا ولم يحقق لها الامن، والمفاوضات لم تأت بنتيجة ولن تأتي بنتيجة".
وبين حوالي عشرة مقدسيين، كان عبد القادر (50 سنة) الوحيد الذي اكد انه شارك في عملية الاقتراع متمنيا "التوفيق لابو مازن كي يتوصل الى ارساء السلام وتخفيف المعاناة على الشعب الفلسطيني".