بدأ أهالي مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة يتحسبون لتسونامي إسرائيلي سيكون أشبه بالتسونامي الذي ضرب جنوب شرق آسيا العام الماضي ، في حال نفذت إسرائيل مخططها الجديد القديم بشق قناة مائية ستهدم في طريقها أكثر من ثلاثة آلاف منزل فلسطيني على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الحدود المصرية و الفلسطينية .
و قدم الجيش الإسرائيلي خطة للقضاء الاسرائيلي يطلب فيها إذناً قانونياً بهدم المنازل المذكورة لاستكمال مشروعه في المنطقة التي تعد الأكثر سخونة من بين المناطق الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة الحالية ، حيث سيتم شق قناة مائية لمنع تهريب الأسلحة حسب زعم الجيش الاسرائيلي تهدف للقضاء على تهريب الأسلحة التي تصل إلى قطاع غزة من مصر .
و تفقد مناحيم مزوز المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية الحدود مع غزة للتحقق من مدى قانونية حفر القناة ، و هو الأمر الذي يعني هدم تلك المنازل ، كما تلقى مزوز تقريرا موجزا عن الوضع الأمني على طول الحدود و الانفاق التي تستخدم في تهريب الأسلحة من مصر .
و يرى مراقبون أن إسرائيل لن تسرع في حفر هذه القناة المائية في الوقت القريب ، لعدة أسباب أهمها نية إسرائيل الانسحاب من غزة ، و إعطاء الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس فرصة لإجراء محادثات مواتية مع إسرائيل ، بالإضافة إلى المخاطر التي قد يتعرض لها آلاف السكان الفلسطينيين في المنطقة .
و أكد صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني أن حفر القناة في رفح سيتسبب في كارثة إنسانية واسعة النطاق ، خصوصا في منطقة كرفح التي هدم فيها الاف المنازل الفلسطينية منذ اندلاع الانتفاضة .
و قال سعيد زعرب رئيس بلدية رفح إن رفح تعد من أفقر المناطق الفلسطينية ، نظراً للدمار الهائل الذي لحق بها جراء هدم و تجريف آلاف المنازل و المناطق الحيوية فيها ، مؤكداً أن استكمال بناء القناة المائية التي يدور الحديث عنها حالياً سيلحق خسائر فادحة و كوارث انسانية كبيرة تضاهي التي حصلت لها منذ بداية الانتفاضة .
و يشير زعرب إلى أن هذا المخطط الاسرائيلي يأتي استكمالا للمشروع الأمني الذي تهدف من ورائه إسرائيل إلى خلق منطقة عازلة استباقا للانسحاب الاسرائيلي المتوقع من قطاع غزة .
و منذ بداية الانتفاضة في أيلول ( سبتمبر ) من عام 2000 م ، هدمت إسرائيل أكثر من ألفين و خمسمائة منزل ، كما شردت الآلاف من سكانها ، هذا ولا يزال الكثير منهم من دون مأوى في ظل نقص مشاريع الإيواء لإسكان من هدمت منازلهم في حين تنتظر مدينة رفح تنفيذ مشاريع إسكانية أخرى مولتها دول عربية .
و طرحت إسرائيل فكرة حفر القناة المائية في شهر آيار ( مايو ) من العام الماضي ، في وسيلة من الجيش الاسرائيلي للحد من تهريب الأسلحة ، كما طلبت وزارة الدفاع الإسرائيلية من المتعاقدين تقديم عطاءات لحفر خندق على طول جزء من حدود قطاع غزة بطول نحو اربعة كيلو مترات و عمق يتراوح ما بين ( 15 – 25 متراً ) .