تبنت ثلاثة فصائل فلسطينية عملية " زلزلة الحصون " النوعية التي وقعت ، الليلة الماضية ، في معبر كارني شرق قطاع غزة و أسفرت عن سقوط خمسة جنود إسرائيليين و إصابة أكثر من عشرين آخرين ، و قتل منفذيها ، في الوقت الذي ردت فيه إسرائيل بقصف جمعية خيرية وسط القطاع ، فيما دعي قادة الجيش الإسرائيلي لاجتماع عاجل تمهيداً للرد على هذه العملية .

و قالت كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح ، و كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، و ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية،إن ثلاثة من عناصرها و هم مهند منسي ، محمود مصري ، و سمير جحا ، قاموا بتنفيذ عملية زلزلة الحصون النوعية و التي أسفرت عن سقوط خمسة جنود إسرائيليين و إصابة أكثر من عشرين آخرين .

و أضافت الفصائل في بيان مشترك حصلت " إيلاف " على نسخة منه ، أن هذه العملية تأتي استمرارًا لنهج المقاومة ، وهي رد طبيعي على الجرائم الاسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، مؤكدة أن إسرائيل سترحل عن قطاع غزة تحت نيران ضربات المقاومة الفلسطينية .

و قالت مصادر فلسطينية إن العملية الفدائية التي تبنتها ثلاثة فصائل عسكرية فلسطينية أوقعت أكثر من خمسة و عشرين إسرائيلياً بين قتيل و جريح ، و هذا ما أكدته وسائل الإعلام الإسرائيلية التي حاولت التكتم في بادئ الأمر عن الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي هناك .

و في تفاصيل العملية النوعية التي جاءت بعد وقت قصير من دعوة الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس لوقف العنف و العودة إلى طاولة المفاوضات ، تمكن المقاومون الثلاثة من تفجير عدة عبوات جانبية وضعت على أنفسهم ، كان أبرزها عبوة ناسفة تزن أكثر من ( 150 كجم من المتفجرات ) موضوعة في شاحنة تم تفجيرها ، قبل أن يدخلوا إلى غرف يرتادها الجنود الإسرائيليين ، و يشتبكوا مع من تجمع عندها من الجنود و المسعفين ، مما أدى إلى وقوع هذا العدد الكبير من القتلى و الجرحى في صفوف الإسرائيليين .

و اعترفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ستة جنود قتلوا و أصيب عشرون آخرون جراح عدد منهم خطيرة ، بينما قتل المهاجمون الثلاثة ، في الوقت الذي وجدت فيه سيارات الإسعاف الإسرائيلية صعوبة بالغة في إخلاء القتلى و الجرحى بسبب الاشتباكات المسلحة التي أعقبت عملية التفجير .

و تعد عملية " زلزلة الحصون " الأعنف منذ عملية معبر رفح الحدودي التي أسفرت عن سقوط عدد مماثل من القتلى بعد تفجير نفق أرضي ملغوم في المعبر ، و جاءت العملية التي لم يكن التخطيط لها بأن تكون تفجيرية إنما هدفت لخطف جنود إسرائيليين و مبادلتهم بأسرى فلسطينيين وفق أقوال مصادر مطلعة، بعد أقل من أسبوع على فوز محمود عباس (أبو مازن) برئاسة السلطة الفلسطينية و ساعات قليلة من دعوته للعودة لخارطة الطريق ووقف العنف .

و في رد إسرائيلي هو الأول على العملية التفجيرية ، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين على الأقل مقر جمعية الإحسان الخيرية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي ، مما أدى إلى إصابة مواطنة فلسطينية بجراح طفيفة ، و تدمير كافة مرافق الجمعية التي تقدم مساعدات خيرية للفلسطينيين .

على صعيد آخر ، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز دعا رئيس أركان الجيش الاسرائيلي موشيه يعلون، قادة الجيش لاجتماع عاجل لبحث سبل الرد الاسرائيلي المتوقع على عملية معبر كارني البطولية .