بهية مارديني: أعلنت الدكتورة نوال السعداوي أنها تخوض معركة مع النظام المصري وأكدت أنها ستنتصر في معركة الانتخابات الرئاسية وأن الدستور سيعدل.

وفي لقاء مع "إيلاف" في منزلها بحدائق شبرا في القاهرة إعتبرت السعداوي أن ترشيحها يلقي حجرًا في المياه الراكدة ليحدث جدلا وليس بغية إثارة ضجة إعلامية أو خطف الأضواء ، وتساءلت: "هل تنقصني الأضواء ، انا اهرب من الصحافيين لأنني أرهق تمامًا من كثرتهم ولا أريد الفرقعة الاعلامية فانا أخوض معركة مع النظام المصري"، و أشارت السعداوي الى كتبها وقالت إن الحكومة المصرية والتيار الإسلامي المتطرف وجهان لعملة واحدة ، مشيرة إلى أن الأخوان المسلمين أصدروا بيانًا يؤيدون فيه حسني مبارك.

ومن جانب آخر، قالت السعداوي إنه في 17 كانون الثاني (يناير) الحالي وبعد 14 سنة سوف ينظر مجلس الدولة في قضية إغلاق جمعية تضامن المرأة العربية بحجة أننا من المفروض أن نكون جمعية أهلية وليست سياسية "فالقضية في مجلس الدولة منذ عام 1991 وسنعاود فتح الجمعية بقوة القانون فليس هناك شيء ضدنا إذ أنها أغلقت بعد حرب الخليج لأنها الوحيدة التي وقفت ضد جورج بوش الأب حين اجتاح العراق لان النظام المصري أرسل جنودًا مصريين تحت سيطرة الجيوش الأميركية" ، وأكدت السعداوي انه ليس هناك أي شيء ضدنا وسيعاد فتح الجمعية مالم يعط توجه سياسي بعكس ذلك.

ونفت السعداوي ان تكون قد صرحت للصحافة المصرية او العربية انه يحق للمرأة ان تتزوج أربعة رجال ، معتبرة ان مايتردد عنها من تصريحات دون ان تقولها ماهي الا محاولة لتشويه صورتها فمرة يقولون عنها انها كاتبة اباحية ومع تعدد الأزواج ومرة يقولون انها تفسد أخلاق البنات في حين انها تقول دائمًا إن شرف المراة لا يتعلق بغشاء البكارة بل ان الشرف هو سلوك الرجل وسلوك المرأة ، مشيرة إلى انها في كتابها الاخير "كسر الحدود" بلورت كيفية رفعها لمفهوم الشرف المتردي المتعلق بالنصف الاسفل للمرأة بحيث ينافق الرجل ويخون الوطن ويبقى شريفا ، بينما المرأة اذا فقدت عذريتها تفقد شرفها.

وأضافت السعداوي "لقد ضربت الازدواجية الأخلاقية والازدواجية السياسية وضربت الاستعمار الذي يحمي الانظمة العربية الداخلية ، وأنا أقوم بربط بين كل القضايا فقد دخلت السياسة من باب الطب والادب وانا لست سياسية فقد دخلت الانتخابات بعقلية أدبية واعية ونحن لسنا مرشحين و لسنا قانونيين حتى يوافق ثلثي مجلس الشعب على أسمائنا "، مؤكدة "أنا ارمي حجرا في المياه الراكدة في الحركة الثقافية والفكرية والهدف احداث جدل وتحريك الركود" .

وتساءلت الدكتورة السعداوي هل يمكن فصل قضايا المرأة عن قضايا المجتمع فمشكلة تعديل الدستور مثل مشكلة هند الحناوي التي لاتستطيع نسب طفلتها فالحناوي تزوجت رجل مصري (احمد الفيشاوي) ورفض ان ينسب الطفلة اليه وقال انها ليست ابنته والقضية مازالت تنظرها المحاكم والمشكلة ان طفلة تعاقب وتصبح غير شرعية ، فلماذا لايحظى اسم الأم بالشرف ذاته التي يحظى به اسم الأب ولماذا لاتعطي المهندسة الحناوي اسمها لابنتها وتصبح الطفلة مثل اية طفلة .

واوضحت السعداوي انه في حالة تخلي الاب عن مسؤولياته يصبح اسم الام مشرف للطفل والا فنحن نعاقب الاطفال ، وأضافت قائلة: علينا مساواة الاطفال جميعا بغض النظر عن كيفية ولادتهم وهل جاؤوا من زواج او لازواج ، فكيف نعاقب الاطفال عن مسيرة ابائهم وامهاتهم ، واعتبرت السعداوي ان المشكلة مشكلة انفاق وتوريث فالاب يهرب من ابنته لانه لايريد توريثها ويريد الانتقام من والدتها.

ولفتت السعداوي الى تحويل القضية الى التحليلات الطبية والى انه ليس هناك شيء كامل او مئة بالمئة في العلم فهل اضع مصير وشرف طفلة في تقرير طبي، مشيرة الى ان الغلبة للاقوى سياسيا واقتصاديا في حل المشاكل في مصر والعائلة الاقوى هي التي ستنتصر.

واشارت السعداوي الى قضية السيدة المصرية التي كان من حقها الدستوري ان تغير دينها وتتزوج من تشاء واجبرت بواسطة قوة الكنيسة والدولة على ان تعود لدينها وتعود لزوجها لانه جزء من النسيج الحاكم ، "واخاف على الطفلة ايضا ان تكون ضحية القوى السياسية" .

واستغربت السعداوي ما قاله مفتي مصر من انه لايجوز للمراة ان ترشح نفسها للانتخابات الرئاسية لانها تحيض وقالت" انهم يعملون وفق القاعدة انا افكر اذن انا لا اصلح رئيس دولة ".

واعتبرت الدكتورة نوال ان الحركة السياسية جزء من هذا المجتمع "وانا اربط بين قضية الشرف ونسب الاطفال للام وقضية الديمقراطية وحقوق المراة والانسان وتعديل الدستور اذ لايمكن فصل الواقع السياسي عن الاجتماعي ولايمكن فصل القوى الخارجية عن الانظمة العربية فالاستعمار الخارجي هو من يحمي القيم الطبقية والازدواجية الاخلاقية في الاسرة والفساد العائلي والقيم الطبقية الابوية النابعة من العبودية."

ولفتت الى قضية يوسف والي قائلة لقد سمم الشعب المصري اكثر من 20 سنة ووضعوا صحافيين في السجن لانهم هاجموا والي وانا شخصيا مرضت مما يزرع في مصر وطالبت برفع الحصانة عن جميع المسؤولين بمن فيهم رئيس الجمهورية والتحقيق معهم ، واكدت على وجوب تطبيق قانون من اين لك هذا لكي نتمكن من محاسبة المسؤولين والحكام .

ونوهت السعداوي الى مانراه من مشاهد يومية الثراء الفاحش بجانب الفقر المدقع و"ان اسباب ترشيحي هو الشابات العاطلات والشباب العاطلين الذين اقابلهم ومنهم من خريجي كليتي الطب والهندسة فسبة البطالة في مصر اكثر من 25 بالمائة ولقد وضعت اعلانا صغيرا لمساعدتي في شؤون المنزل فتقدم العديد من خريجي الجامعات لينظفوا المنزل ان في هذا اهدار لكرامة المواطن المصري".

واكدت السعداوي "وانا في سجن السادات حينما يراودني فقدان الامل تماما كنت مازلت احمل املا قويا ينبض وينبؤني بانني ساخرج من السجن وينتهي حكم السادات وفعلا هذا ما كان واحمل نفس الشعور الان حيث ان معظم الناس ليس لديهم أي امل في أي شيء وخاصة في هذه الانتخابات ولكن لدي امل مثل الذي كان لدي في السجن واقول اننا سننتصر وسيعدل الدستور وينتهي حكم مبارك".

وحول سبب رفض زوجها الدكتور شريف حتاتة لترشيحها نفسها في الانتخابات قالت السعداوي وشاركنا الحديث الدكتور حتاتة الذي كان حاضرا طوال اللقاء :"لقد اعتقد الدكتور حتاتة انني اقامر بسمعتي الادبية والثقافية وليس لدي وقت للمعركة وهو خائف من الهجوم علي "، ونوهت الى انها تعتز بلقبها كروائية ومفكرة "واعتقد ان هذا اللقب اقيم بكثير من رئيس دولة ووالدي كان يقول ان الادب والاديب لا احد يضعه ولا احد يشيله ، ولكني مؤمنة بدخولي الانتخابات ولا يمكن فصل الكتابة الادبية والفكرية عن العمل السياسي على ارض الواقع واية فرصة لتغيير المجتمع يجب ان نستغلها ولو رفضنا فالثمن الذي سندفعه غاليا جدا" .وهنا تدخل الدكتور شريف "ولكن اثبتت التجربة ان رايي صحيح".الدكتورة نوال " انا امشي طريق السياسة بحدسي، بحدس الاديبة والمفكرة ".الدكتور شريف " مقاييسي مختلفة" .

الدكتورة نوال " الامل قصادي ،الامل قوة ، لا افقد الامل ، اذا فشلت فشلت فالفشل هو اول خطوة نحو النجاح " .
وردا على سؤال اخير حول المحطة النووية السلمية المصرية التي تم تحويلها الى منتجع سياحي اعتبرت السعداوي انه خطأ تاريخي للنظام المصري انه وقع اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية في مصر بل ان النظام المصري اقنع الانظمة العربية بتوقيعها رغم ان اسرائيل لم ولن توقع وطورت ترسانتها النووية ومنعت مصر من تطوير طاقتها النووية للاغراض السلمية فقد اصبحت المحطة النووية للاعمال السلمية منتجعا في الساحل الشمالي والغي بضغط اميركي اسرائيلي ومنعت مصر من انجاز المشروع التنموي.