بشار دراغمه من رام الله: بعد العملية المشتركة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية أمس في معبر كارني وأدت إلى مقتل ستة إسرائيليين، قالت مصادر إسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني المنتخب، محمود عباس ( أبو مازن) يقف الآن أمام الاختبار الأول في وقف هجمات المقاومة ضد الأهداف الإسرائيلية.

وتقول تلك المصادر إن أبو مازن تلقى هذا الاختيار من رجاله (كتائب شهداء الأقصى) الذين شاركوا في تنفيذ عملية كارني، وتشير تلك المصادر إلى أن أبو مازن لن يتمكن من لقاء شارون إلا إذا ما أثبت، جديته في نزع سلاح المقاومة، من خلال إصدار تعليمات للأجهزة الأمنية بفعل كل ما هو ممكن من اجل وقف الهجمات على الفلسطينية على الأهداف الإسرائيلية

وذلك في وقت كشفت فيه مصادر صحافية إسرائيلية عن أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تجاهلت ابو مازن بعدما نقل لها رسالة بشكل شخصي ، في محادثات ادارها بعد انتخابه الاسبوع الماضي مع مسؤولين كبار في المنظمات الفلسطينية المختلفة، منها حماس ورسائل مشابهة نقلها أيضا مساعدوه.

وقبل العملية في معبر كارني قدرت محافل أمنية بان رسائل ابو مازن لن تقع على آذان صاغية. فلمنظمات بالذات يوجد فضل من الدوافع لتنفيذ العمليات، للاثبات لابي مازن بان المواجهة لن تتوقف حتى بعد انتخابه.
وتقول المصادر على أن هناك مؤشر آخر غير مشجع من ناحية اسرائيل وهو أن حماس تشكك بشرعية انتخاب أبو مازن، بدعوى أن أقل من 30 % من الشعب الفلسطيني صوتوا له (اذا اخذ بالحسبان اولئك الذين يعيشون في الخارج).

كما وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه وفي داخل حماس يوجد خلاف بين المسؤولين الذين يبدون الاستعداد للنظر في الهدنة وبين قيادة الخارج برئاسة خالد مشعل غير المستعدة للسماع عن ذلك. وفي كل الاحوال، يبدو أنه تلوح نية من حماس لتجميد العمليات داخل الخط الاخضر وتركيز النشاط في المناطق او في خط التماس، مثل العملية في كارني.

في التقديرات التي اجريت للوضع أمس بمشاركة وزير الدفاع الإسرائيلي وكبار رجالات جهاز الأمن، جرى الاعراب عن خيبة أمل من ان ابو مازن لا يعمل منذ انتخابه بشكل حازم ضد منفذي العمليات، بل يحاول ان يحقق وقفا للنار فقط "من خلال مفاوضات وبطرق الاقناع". وقال مصدر امني ان "من الاقاويل وحدها لن تتوقف الانتفاضة، واذا كان ابو مازن جديا، فانه ملزم بالعمل ضد المنظمات المسحلة. وحيال هذا المصدر كانت هناك محافل أظهرت "مراعاة" بابو مازن، بدعوى أنه "سيستغرقه وقت حتى يوحد أجهزة الامن ويثبت حكمه، قبل أن يتمكن من الخروج ضد الفصائل المسلحة.