أحمد نجيم من الدار البيضاء: أعلن حزب العدالة والتنمية المغربي تنظيم وقفة احتجاجية أمام القناة الثانية الأحد المقبل عند الساعة الرابعة. وقال بيان للحزب أنه قرر على إثر المادة الإخبارية التي بثتها القناة الثانية يوم 11 يناير 2005، "تنظيم وقفة احتجاجية رمزية أمام مقر القناة بعين السبع". وذهب إلى أن ربورتاج القناة "تضمن تحاملا مقصودا وتشويها لمواقف الحزب" و"اعتداء على حرمة هيئة سياسية وطنية وتحريضا ضدها ومسا بها". كما رأى أن الربورتاج يدخل في إطار "حرمان الحزب حقه في الرد وفق المعايير المتعارف عليها".
وكانت مديرة مديرية الأخبار في القناة الثانية سميرة سيتايل أعلنت أول من أمس، أنها لا تريد أن تدخل في بوليميك، تحاول إدارة "التجديد" أن تسيسه. وشددت على أن القناة أنجزت الربورتاج بمهنية ودون اعتبارات سياسية.
ولم يوجه الحزب، إلى حد الآن، رسالة تحكيم إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي المغربي. وتبث الهيئة في جميع القضايا الخاصة بالإعلام المرئي والمسموع.
وأشعلت ظاهرة تسونامي حربا إعلامية في المغرب متخذة شكل مقال صادر على الصفحة الأولي لصحيفة "التجديد"، المقربة من حزب العدالة والتنمية يوم سادس يناير الشرارة الأولى لهذه الحرب الإعلامية السياسية. كتب رئيس تحريرها حسن السرات مقالا عنونه "إنذار مبكر للمغرب قبل فوات الأوان..السياحة الجنسية وزلزال تسونامي".
قال الصحفي "إننا حكومة وشعبا، مطالبون بتوقف طويل أمام الحدث الذي من الراجح أن له علاقة بالسياحة الجنسية والشذوذ الجنسي". وأضاف "يستغل هؤلاء السياح والمقاولون السياحيون الذين يوفرون البنية التحتية والمركبات المتطورة التي تيسر هذا النوع من السياحة". ثم ذكر بمقالات صحف يونانية " تناولت هذا الأمر الصحافة الدينية الأثوذوكسية" وقالت إن غضب الله ضرب الشواذ الجنسيين وتجار الأطفال".
وبعد تذكير لما تعيشه السياحة الجنسية بمنطقة جنوب شرق آسيا، عاد الكاتب ليتحدث عن المغرب، وقال أن المملكة أصبحت "مرتعا لعدد من السياح الجنسيين لم ينكشف أمر الكثير منهم إلا عن طريق الصدفة". وأضاف "مدنا مثل مراكش وأكادير والصويرة وتارودانت والجديدة أصبحت مقصدا لهم وغيرها".
وتحدث بسخرية عن نظام "الإنذار المبكر" تحسبا للزلازل البحرية، متسائلا "هل يمكن أن يعلم أحد اين ستكون الضربة المقبلة؟ وما الإنذار المبكر سوى الالتزام بتعاليم الدين الحنيف وعدم الاقتراب من حدود الله"
وختم أن ما حدث "يضاعف من المسؤولية ويعتبر بمثابة تحذير خطير للمغرب ليتخذ الإجراءات اللازمة ضد هذه الآفات التي تهدده وتجعله عرضة لغضب إلهي وعقوبة جماعية لا قدر الله".
بعد هذا المقال ردت صحيفة "الأحداث المغربية" الواسعة الانتشار يوم 13 يناير كانون الثاني في ركن "على مسؤوليتي". واعتبره يكشف "مشاعر الحقد والتشفي الظلامي لأصوليينا، المعتدلين جدا"، وأضاف كاتب الركن أنهم "تلقفوا بعض التفسيرات التي تربط بين الكوارث الطبيعية والإنحرافات السلوكية الإنسانية، فما حصل في شرق آسيا هو عقاب إلهي لساكنة المنطقة على انتشار السياحة الجنسية! متناسين أن أهم المناطق المنكوبة هي المناطق الأندونيسية الإسلامية".
وقالت الصحيفة أن "مسؤولية الإسلامويين «المعتدلين» المعنوية ثابتة"، لأن "خطابهم ومقالاتهم وتحركاتهم كانت تضمن الغطاء الكافي للفكر التفجيري كي يضغط على الزناد في الوقت المناسب".
ودقت "الأحداث المغربية" ناقوس الخطر" وقالت "إن الخطر قادم والأدوار موزعة بين ين بدقة (فليس في الملتحين أملس) فلا فرق بين «ابتسامة» العثماني، الأمين العام للحزب، ولا تكشيرة عبد السلام ياسين، زعيم "العدل والإحسان" ة المتطرفة" ولا تسرع «جهاديي» السلفية" لتختم الصحيفة بتساؤل "هل أدرك الجميع تهديد الظلاميين، أم علينا انتظار 16 ماي أخرى".
وكتبت صحف أخرى تندد بتلك المقالة، فأوضح بوبرك الجامعي، مدير نشر صحيفة "لوجورنال" الأسبوعية، افتتاحية اختار لها عنوان "اللا تسامح" وقال "أن على حزب العدالة والتنمية" تحديد مواقف واضحة من هذا التيار اللا متسامح"، في إشارة إلى التفسير الذي قدمته "التجديد" لظاهرة تسونامي، وإلا فإن الحزب يشكل خطورة حقيقية على المغرب"، انضم التلفزيون إلى هذه الحرب، فبثت نشرة أخبار القناة الثانية يوم 11 يناير كانون الثاني ربورتاجا عن الموضوع، وقدم الربوتاج كاتب المقال حسن السرات وثلاثة صحافيين مغاربة حسن عبد الخالق، عن جريدة "العلم" ومحمد لبريني، مدير "الأحداث المغربية" والصحافي جمال براوي. أجمع الصحافيون الثلاث على إدانة ما جاء في الصحيفة، وذهب لبريني، مدير صحيفة "الأحداث المغربية" إلى أنه "يخشى على أولاده إن أمسك هؤلاء السلطة التنفيذية في المغرب".
وكان رد صحيفة الحزب قويا يومه الخميس 13 يناير، إذ خصصت الصحيفة "خمس صفحات للموضوع، وذهبت إلى أن "التغطية الإعلامية للقناة الثانية حول موضوع تسونامي "موقف سياسي"، وأن ما أسموه الحملة ضد "التجديد "إرهاب إعلامي و"خطاب استئصالي.
أثار ون نقاشا حول ظاهرة تسونامي لتمتد أمواج الزلزال البحري إلى حزب العدالة والتنمية، كاشفة عن وجه خفي لهذا الحزب الذي يقدم نفسه للمغرب ك"حزب إسلامي معتدل."
واحتج عضو الحزب عبد الإله بنكيران أول من أمس في البرلمان على ما سماه "استجواب أعداء الحزب"، في إشارة إلى مدير الأحداث محمد لبريني والصحافي جمال براوي.