علي اوحيدة من بروكسل: لم تعلن أية جهة عرقية او أجنبية حتى الآن مسؤوليتها عن اختطاف الصحافية الفرنسية العاملة بصحيفة ليبيراسيون فلورانس أوبيناس.
وبعد اكثر من أسبوع على اختفائها في ظروف غامضة رفقة مترجمها العراقي حسين السعدي تصاعد الجدل داخل مختلف هيئات تحرير الصحف الاوروبية الكبرى ووسائل الإعلام المختلفة في القارة بشان جدوى وفعالية إيفاد مندوبين عنها للعراق وذلك قبل اسبوعين فقط من تنظيم الاقتراع المعلن هناك.
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أول من فجر إشكالية التعامل الصحافي مع المستجدات العراقية مباشرة بعد اختفاء فلورنس أوبيناس وهي صاحفية ذات تجربة ميدانية فعلية مع المناطق الساخنة في العالم وقامت بتغطية العديد من الأحداث والمواقع الشائكة مثل لبنان والجزائر وأفغانستان.
وكان جاك شيراك وجه تحذيرا مباشرا وغير مسبوق للصحافيين الفرنسيين دعاهما إلى عدم التحول مستقبلا للعراق بسبب انهيار الاوضاع الأمنية داخله مما دفع بعدد من الصحافيين وحتى السياسيين للرد عليه بقوة وذكروه بان مسؤولية إيفاد رجال الإعلام لأية منطقة هي من اختصاصات إدارات التحرير بالدرجة الأولى.
ولكن وخارج هذا الجدل ورغم التعبئة الصحافية الحالية وبما في ذلك الصحافيون العرب لصالح فلورانس اوبيناس فان وسائل الإعلام الاوروبية غيرت من أسلوب تعاملها مع الوضع العراقي منذ شهر أيلول(سبتمبر) الماضي تاريخ اختفاء الصحافيين الفرنسيين جورج مالبرينو وكريستيان شينو اللذين أطلق سراحهما منذ أيام فقط.
وتحتفظ غالبية وسائل الأعلام الاوروبية حاليا بحضور الحد الأدنى في بغداد و تقتصر في الغالب عل إيفاد فرق عمل لفترات محدودة وقصيرة جدا.
ولم توجه أية حكومة أوروبية عدى الحكومتان الفرنسية والإيطالية تعليمات محددة لرعاياها من رجال الإعلام بمغادرة العراق ولكن مجمل الدوائر الأوروبية تحبذ ان ترى الرعايا الأوروبيين بعيدا عن بلد لا يؤمن أدنى المقومات والضمانات الأمنية .
ويعتبر الحضور الصحافي الإيطالي هو الحضور الأوروبي الأول حاليا في العراق حيث يقيم عدد من المراسلين الإيطاليين منذ اشهر مع القوات الإيطالية المرابطة في الناصرية جنوب البلاد.
أما الصحافيون الفرنسيون الذين يغطون المستجدات العراقية فانهم متواجدون في غالبهم في العاصمة الأردنية عمان ولا ينوون التوجه للعراق حتى أثناء العملية الانتخابية المقبلة .
ويردد العديد من الصحافيين الأوروبيين الذين عادوا للتو من بغداد انهم ظلوا مجبرين على المكوث داخل فنادقهم دون التمكن من معاينة الموقف الفعلي في البلاد مما يحد من أهمية التواجد الفعلي في العراق حاليا.
وقام رؤساء الصحف البريطانية ورغم الانتشار البريطاني المكثف في العراق بتخفيض كبير في حجم تواجد الإعلاميين البريطانيين.
ويتكون الفريق الإعلامي البريطاني حاليا من عدد محدود من الصحافيين ذوي الخبرة الميدانية المتعارف عليها كما انهم يتمتعون بحماية حراس شخصيين عند تنقلهم .
ويقول ستين فارل مراسل التايمز اللندنية في العراق الذي أطلق لحيته مؤخرا ان زعماء السنة العراقيين يبذلون جهودا كبيرة لحماية الصحافيين ويرغبون في بقائهم لتامين تغطية موضوعية حقيقية لما يجري في العراق.
وفي بولندا الدولة التي تدعم عسكريا الانتشار الاجنبي اقام الجيش البولندي استوديوهات مستقلة وتحت إشرافه مباشرة لمراسلي وكالة الأنباء الرسمية والتلفزيون الحكومي .
أما وسائل الإعلام التركية فإنها تقتصر من جنبها على إرسال موفدين خاصين لفترات وجيزة ولمناطق محددة في العراق رغم أهمية مختلف التطورات العراقية بالنسبة لانقرة
ولا يوجد حاليا أي صحافي روسي او يوناني او برتغالي او من دول الشمال الاوروبية في العراق بينما يوجد صحافي ألماني واحد وهو مراسل مجلة شتيرن الذي يتحدث العربية بطلاقة وأطلق لحيته هو الآخر على غرار زميله من صحيفة التايمز.
وفي بلجيكا أعلن التلفزيون الحكومي انه سيوفد مبعوثا خاصا للعراق لتغطية الانتخابات ولكن للمناطق الجنوبية فقط وليس الى بغداد.
وفي هولندا قالت صحيفة "ان ار سي" الاقتصادية وهي أول صحيفة في البلاد إنها هي الأخرى ستوفد الأسبوع المقبل عددا من الصحافيين للعراق ولكن ليس الى بغداد.
وأمام موجة النزوح الاوروبية المعلنة إعلاميا من العراق فان وسائل الإعلام الأميركية ستظل وبمناسبة الانتخابات القادمة المصدر الرئيسي للخبر والصورة..