نصر المجالي من لندن: .. ذاهبون إلى السوق الصحافية في المملكة العربية السعودية، لنكون جزءا من النسيج والحراك الإعلامي هناك، فالسوق السعودية هي الأهم إعلاميا وإعلانيا سواء بسواء، ولهذا كان قرار خوض التجربة الجديدة بالطبعات الثلاث في مناطق المملكة الكبيرة وهي الرياض والمنطقة الشرقية وعاصمتها الدمام والمنطقة الغربية وعاصمتها جدة التي يمكن اعتبارها عاصمة الإعلام أيضا، بهذا الكلام عبر مسؤول كبير في جريدة (الحياة) الدولية التي تصدر من لندن وبيروت عن خطة الطباعة التي ابتدأت منذ الثالث من يناير الحالي في المناطق السعودية الثلاث.

وبقرارها الطباعة هناك من تلك المناطق، فإن جريدة (الحياة) وهي واحدة من أربع صحف عربية يومية تصدر في المهجر هي (الشرق الأوسط) و(الزمان) و(العرب) و(القدس العربي)، تغامر بهذه التجربة التي يؤكد كل المسؤولين ممن اتصلت معهم "إيلاف" على أنها ستنجح "فالقارئ موجود وسوق التنافس الإعلامي والإعلامي متاح أيضا".

وحسب جميل الذيابي وهو صحافي سعودي من الجيل الجديد، وهو يتولى مسؤولية تحرير صحيفة (الحياة) بطبعاتها الثلاث الجديدة فإن ردود الفعل من جانب القراء السعوديين "فاقت كل التوقعات"، وهو يقول أن القراء "وجدوا شيئا جديدا حيث عادت إليهم الحياة بثمان وأربعين صفحة من بعد أن كانت 28 فقط في طبعتها الدولية الصادرة من لندن".

وأضاف "خصصنا صفحات متخصصة في شؤون كثيرة متعلقة بالشأن المحلي السعودي اقتصاديا وسياسيا وفنيا ورياضيا واجتماعيا، ولا يوجد أي باب إلا وعملنا على سد الفراغ فيه إرضاء لطموح القراء". مشيرا إلى أن جريدة (الحياة) تصدر بطبعات ثلاث وكل واحدة منها تصدر بمانشيت مختلف عن الآخر، مع متابعة متواصلة في تغطية الأحداث عبر شبكة محلية متكاملة من المراسلين المحليين، فضلا عن المراسلين الخارجيين والكتاب الذين يرفدون الصحيفة في طبعتها الدولية وهم من أهم الكتاب والمراسلين.

وقال الذيابي "نحن مبتهجون للنجاح الذي تحقق في زمن قياسي قصير، فلقد تغيرت الخريطة الصحافية على ساحة المملكة العربية السعودية، حيث تنافس صحافي مثير"، وهناك صحف يومية تصدر في السعودية مثل الرياض وعكاظ والمدينة واليوم والجزيرة والاقتصادية، فضلا عن الطبعة السعودية التي تصدرها جريدة (الشرق الأوسط) ومقرها لندن وكلها تتنافس ليس على حجم المعلومات فقط بل على السوق الإعلاني الكبير. وهنالك خطة محتملة لصدور جريدة جديدة تحمل اسم (المطاف) يقوم الصحافي السعودي محمد التونسي بالإعداد لها لترى النور قريبا.

وحول الكادر المهني الذي يعمل على إصدار الطبعات الثلاث لجريدة (الحياة) التي يملكها الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز النجل الأكبر لوزير الدفاع السعودي الأمير سلطان، ومساعده للشؤون العسكرية، قال جميل الذيابي أن ما نسبته ما بين 80 و85 بالمائة من الكادر الصحافي من الشباب السعودي "ما بين متعاون ومتفرغ" الذي تجري له عملية إعداد وتدريب مستمرة للتعاطي مع التكنولوجيا الجديدة في معلومات الاتصال ومهنة الصحافة، وقال "حتى الكوادر الفنية ستكون سعودية بالكامل في وقت قريب".

وحين سئل عن حجم كمية التوزيع، من بعد مبادرة الطبعات الثلاث، قال مسؤول تحرير (الحياة) أن "ما يصلنا من أرقام عبر جهات التوزيع مبشرة بالخير، ونحن نأمل المزيد، وسنطبق خطتنا التي اتفق عليها ليس في التوزيع فقط وإنما إعلانيا وتحريريا، لكن كل المؤشرات تجعلنا واثقين من النجاح".

وقال "إعلانيا، صارت عندنا التزامات وعقود لشركات كبرى، ولا أستطيع الكشف حاليا عن أسماء تلك الشركات المتعاقدة وهي كبيرة، وتقوم شركتنا التي هي الوطنية للإعلان بمهماتها في الاتصال مع الجميع على الساحة السعودية لتقديم أفضل فرص الإعلان للمستهلك والمستثمر السعودي سواء بسواء، حيث يجب أن نحقق دخلا إعلانيا لاستمرار مهمتنا".

وقدر الصحافي السعودي الذيابي عاليا ما يبذله مسؤولو التحرير القائمين على جريدة الحياة ومن بينهم رئيس تحريرها غسان شربل والمحرر الثقافي محمد علي فرحات ومدراء التحرير في لندن جميعهم في دعم وتوطيد مهمة الطبعات السعودية الثلاث، التي هي بادرة غير مسبوقة صحافيا.

يذكر أن صحيفة (الحياة) عادت للصدور في العام 1988 بدعم من الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، بجهد مهني كبير من جميل مروة نجل مؤسس الحياة الراحل الذي يرأس حاليا تحرير صحيفة ديلي ستار باللغة الانجليزية وهي شقيقة الحياة في بيروت. وشارك الصحافي المخضرم جهاد الخازن بإعادة الحياة إليها مع نفر من الصحافيين الأكفاء، وآلت رئاسة تحريرها إلى الصحافي المعروف غسان شربل، من بعد جورج سمعان الذي أوكلت غليه مهمات الإشراف على محطة (الحياة إل بي سي) الفضائية، وهنالك صحافيون وكتاب معروفون يساهمون في الجريدة التي كانت تأسست في اربعينيات القرن الفائت على يد الصحافي الكبير الراحل كامل مروة الذي اغتيل في منتصف ستينيات القرن الماضي على يد جماعات كانت تؤيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، حيث كان الراحل مروة من مؤيدي الواقعية العربية الممثلة بأنظمة الحكم الملكية التي كان يناهضها المد القومي الناصري في الستينيات.

وأخيرا، يشار إلى أن الصحافي الراحل كامل مروة، هو أول من قال "قل كلمتك وامش"، وهو تعبير درج على ألسنة الكتاب والمثقفين كافة في تعاطيهم الكتابي والإخباري للتعبير عن الحال العربي. وكان نجله جميل مروة أعاد صحيفة الحياة إلى النور في نهايات ثمانينيات القرن الماضي، ويرأس الزميل جميل مروة حاليا الشقيقة الصادرة باللغة الإنجليزية (ديلي ستار) في بيروت.