نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام سلسلة من المقابلات أجراها اليوم السبت الرئيس المصري حسني مبارك، قال سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن مبارك أجرى مقابلة خاصة مع فضائية (العربية) الإخبارية، التي تبث من دبي، لافتاً إلى أن هذه المقابلة تركزت حول ذكريات الرئيس مبارك مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية الراحل، والتي تعود إلى بداية تعارفهما خلال عقد السبعينات من القرن المنصرم، واعتبر المتحدث الرئاسي أن هذا الحديث "يعد تكريما للشيخ زايد رحمه الله واستذكار مواقف الرئيس مبارك معه".

وأوضح المتحدث الرئاسي المصري أن مبارك أشار خلال المقابلة أيضاً إلى تأييده للحديث عن معاداة السامية، "لأننا ساميون جميعا، ولا نشكك في أي توجهات لمعاداة السامية، لأننا ساميون .. لكن يجب ألا يستمر هذا الحديث عن معاداة السامية دون أن يقترن بحديث عن معاداة الإسلام والمسلمين، وعلى الجميع ان يتحدثوا من دون ازدواج في المعايير وضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي ليس فقط من اجل مناهضة المشاعر المعادية للسامية، بل أيضا من أجل مناهضة المشاعر المعادية للإسلام والمسلمين منبها إلى خطورة الخوف المرضي من الإسلام "الإسلاموفوبيا".

وفي سياق تعليقه على قرار آرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بوقف كافة الاتصالات مع الجانب الفلسطيني في أعقاب التفجيرات الأخيرة، خاصة وأن هذا القرار يتزامن مع تنصيب محمود عباس (أبومازن) رئيساً جديداً للسلطة الفلسطينية اليوم، قال عواد ان اغتنام الفرصة الراهنة ونافذة الامل والمناخ الايجابي الذي يتحدث عنه الجميع لإعادة إطلاق عملية السلام لايكون ابدا باتخاذ قرارات بمقاطعة أبومازن والسلطة الفلسطينية، انما يكون بمواصلة الحوار والتنسيق، مشيراً إلى ان ابومازن استنكر عملية المنطار التي وقعت امس الاول وقال إن البعض في إسرائيل يأخذ عليه أنه قرن هذا الاستنكار باستنكار مماثل لاستمرار الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، واستمرار نزيف الدم، ووقوع العديد من الضحايا الأبرياء، وأضاف أن ذلك "أمر طبيعي"، حسب تعبيره
ودعا المتحدث الرئاسي المصري كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واللجنة الرباعية "وكل من يريد وقف العنف"، إدراك حقيقة أن أبو مازن لا يملك عصا سحرية يستطيع ان يوقف بها العنف بين عشية وضحاها، لكنه يستطيع ان يبذل كل الجهد بدعم من المجتمع الدولي سياسياً واقتصادياً، وأنه ينبغي على إسرائيل وكافة الأطراف المعنية أن تدعمه وتتفهم مواقفه.

ومضى عواد قائلاً إن لقاء الرئيس مبارك مع جيمس ليتش عضو مجلس النواب الأميركي تناول قضايا الساعة واهمها سبل تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط والوضع في العراق، كما أعرب النائب الجمهوري عن تقديره لجهود الرئيس مبارك في دفع عملية السلام واعادة تحريكها وايضا فيما يتعلق بانهاء معاناة الشعب العراقي، مشيراً في هذا الصدد إلى أن السيناتور ليتش اشاد خلال اللقاء بالمؤشرات حول بوادر عديدة في تحسن الاقتصاد المصري وبجهود الاصلاح الاقتصادي الاخيرة خاصة فيما يتعلق بالاصلاح الضريبي والجمركي واصلاح القطاع المصرفي.

وتابع المتحدث الرئاسي المصري قائلاً إن مبارك لمس خلال لقاءاته الأخيرة مع عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس الأميركي، انطباعات ايجابية عن توجهات جديدة متوقعة خلال الولاية الثانية للرئيس الأميركي جورج بوش، موضحاً أن "الجميع يتحدثون عن مناخ إيجابي، وعن وجود نافدة أمل، وعن فرصة ذهبية بما في ذلك الجانب الأميركي نفسه.

وحول مقابلة مبارك مع يوهاي وكوتومي، رئيس مجلس النواب الياباني (الدايت)، قال عواد إنه تطرق لقضايا الساعة في الشرق الاوسط، وسبل وامكانيات اطلاق عملية السلام بعد ركود طويل.

من جانبه قال رئيس مجلس النواب الياباني يوهايي كوتومي عقب المقابلة مع الرئيس حسني مبارك إن هذه هي الزيارة الأولى له على مستوى رئيس مجلس النواب لمصر منذ ثلاثين عاما، وأضاف أن اللقاء مع الرئيس مبارك تناول قضية السلام في الشرق الأوسط مشيرا إلى أهمية العالم الإسلامي والحوار مع العالمين العربي والإسلامي بالنسبة لليابان، وأنه تبادل الحديث مع مبارك حول قضايا العالم العربي والإسلامي وان مبارك أكد له أن قضية فلسطين تمثل القضية الأساسية في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وبالتالي فنحن في اليابان نفكر في سبل تقديم المساعدة لهذه القضية"، حسب تعبير المسؤول الياباني الرفيع.