نصر المجالي من لندن: نقل عن وزير الخزانة البريطاني غوردون براون الذي يجول في عدد من الدول الإفريقية حاليا، لدعمها في مواجهة الفقر وحل أزماتها، قوله أن بريطانيا لن تعتذر عن ماضيها الاستعماري و"لقد ولى الوقت الذي كنا نبادر فيه إلى تقديم الاعتذارات"، وكان براون يرد على ما يبدو على الهجوم الكلامي الذي شنه رئيس جنوب إفريقيا تابو امبيكي ضد بريطانيا.

وعلق مراسلون صحافيون يرافقون الوزير البريطاني، على تصريحات براون بالقول"لاحظنا أن لهجة حديثه تشير إلى بريطانية جادة"، وهذه هي المرة الأولى التي يدافع فيها وزير بريطاني عن التاريخ الاستعماري الحافل لبلاده في عقر دار المستعمرين السابقين.

وقال براون "لقد حان الوقت للحديث عن القيم البريطانية الأخلاقية وخصوصا في الحرية والتسامح، وهي لا تزال تتمسك بها ونشرتها في العالم حيث كانت تستعمر عديدا من دوله، وخصوصا في إفريقيا وآسيا"،

وجولة براون الحالية التي تشمل أربع دول إفريقية، قد تكلف الميزانية مليارات من الجنيهات الإسترلينية لدعم،هذه الدول، حيث وقع أمس عقدا يقضي بدعم تانزانيا بمليار جنيه لمواجهة ديونها الخارجية، ودعا براون الدول الأوروبية ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى إلى السهام من جانب لمساعدة إفريقيا الفقيرة على مواجهة أوضاعها الاقتصادية المنهارة.

وكان رئيس جنوب إفريقيا قال في هجومه الكلامي "لقد تعامل المستعمرون البريطانيون مع الأفارقة، على أنهم شعوب بدائية ووحشية"، ورد وزير الخزانة البريطاني بقوله"لقد جاء المرتزقة البريطانيون إلى إفريقيا لأنهم كانوا يحسون بمسؤوليتهم تجاه هذه القارة".

وقال "تاريخ العالمية والإنجاز أعطي بريطانيا دورا كبيرا لم تحظ به أي بلد من مقبل ولا من بعد"، وقال مراسل لهيئة الإذاعة البريطانية "ندرك أن الخطاب البريطاني، أحد عادات الوزير براون، لكن هذه هي المرة الأولى التي يدافع فيها بهذه الشدة عن تاريخ بريطانيا".

يشار إلى أن بريطانيا، كانت تعهدت بتحمل دفع ما نسبته 10 بالمائة من ديون الدول الفقيرة الخارجية، وفضلا عن مساعدة تنزانيا، فإن وزير الخزانة البريطانية، أعلن أن بلاده ستقدم عروضا مماثلة لسبعين دولة فقيرة في العالم، وهو اشترط بأن تبدأ هذه الدول بالانفاق على مشاريع تساهم بمواجهة الأوبئة ودعم التعليم وخطط الإنعاش الأخرى لمواطنيها.