في ظل التغيرات الخطيرة في المجال السوفيتي السابق، وفي ضوء ظهور أنظمة سياسية جديدة في كل من جورجيا وأوكرانيا، كتبت صحيفة (نيزافيسيمايا جازيتا) الروسية الصادرة اليوم تحت عنوان (الثورة في قيرجيزيا ستكون خضراء) أن الشواهد تشير إلى أن التجربة الأوكرانية يمكن أن تتكرر في دول آسيا الوسطي التابعة لرابطة الدول المستقلة. وأشارت إلى أن خبراء التكنولوجيا السياسية يتحدثون في الوقت الراهن عن أن دول آسيا الوسطي التي كانت ضمن الفضاء السوفيتي السابق اختارت اللون الأخضر لثوراتها المحتملة. بل وألمحوا إلى أن جمهورية قيرجيزيا مرشحة لأن تكون الدولة الأولى لتكرار التجربة الأوكرانية. غير إنهم رأوا أن يوشينكو القيرجيزي لا يزال قابعا في السجن بتهم سياسية.
مثل هذه التأويلات تأتي على خلفية تصريحات الأمين العام التنفيذي لرابطة الدول المستقلة فلاديمير روشايلو الذي رأى إمكانية إدراج التكنولوجية السياسية الهادفة إلى تغيير السلطات في قائمة تهديدات القرن الحادي والعشرين. وأعرب عن قلقه من "أن تغيير السلطات بواسطة خبراء التكنولوجيا السياسية يشكل تهديدا لجميع دول الرابطة، بما فيها روسيا. ومن الخطأ تجاهل هذا الخطر أو السكوت عليه".
وفي الوقت الذي لم يتطرق فيه روشايلو إلى كيفية مواجهة ما وصفه بالخطر، أشار إلى أن المجتمع الدولي يشهد صراعا على أسواق تصريف المنتجات. وأضاف بأن "ما نلاحظه الآن يصب في مجرى تحقيق تلك الأهداف". وشدد المسؤول الروسي في تصريحاته على ما يطرحه الخبير السياسي الأمريكي زبيجينو بجينسكي الذي يرى أن ما حدث في أوكرانيا سيؤثر في ما بعد على الوضع في بلاروسيا، ومولدافيا، وبلدان منطقة جنوب القوقاز. وتساءل فلاديمير روشايلو: هل يعني ذلك أن الدول المذكورة ستشهد أحداثا شبيهة لما جرى في أوكرانيا؟ وقال بهذا الصدد: "نحن نقوم بتحليل الأحداث في رابطة الدول المستقلة، ونضع توقعات معينة بشأنها".