عبدالله زقوت من غزة : قتل ثمانية فلسطينيين ، و جرح أكثر من ثلاثين آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي الذي شن عمليات توغل واسعة في قطاع غزة ، في واحد من أكثر الأيام دموية شهدها القطاع ، منذ فوز محمود عباس ( أبو مازن ) في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية الذي تسلم منصبه أمس ، وترافق التصعيد الإسرائيلي في الوقت الذي ضربت فيه إسرائيل طوقاً شاملاً على قطاع غزة ، و أغلقت كافة المعابر و المنافذ المؤدية إليه حتى إشعار آخر ، في خطوة اعتبرها مراقبون بأنها بداية لعملية عسكرية ربما تكون واسعة في القطاع الذي تزعم إسرائيل بأنه معقلاً للتنظيمات الفلسطينية المسلحة خصوصا لحركة حماس و تنظيم كتائب الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح .
و أدى محمود عباس ، أمس ، اليمين الدستورية أمام المجلس التشريعي ، و دعا خلال مراسم تنصيبه رئيساً للسلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات إلى البدء بمفاوضات جادة لتسوية الصراع مع إسرائيل ، في الوقت الذي كان فيه قطاع غزة يشهد تصعيدا عسكريا خطيرا قتل خلاله الجيش الاسرائيلي ثمانية فلسطينيين و أصاب العشرات .
و قال عباس أنه السلطة الفلسطينية تسعى للوصول إلى وقف متبادل لإطلاق النار من أجل إنهاء دوامة العنف ، الأمر الذي أثار حفيظة الإسرائيليين حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية آفي بازنر أن تصريحات عباس جاءت مخيبة لأنه لم يتعهد بمكافحة الإرهاب خسب وصفه .
في غضون ذلك ، قالت مصادر فلسطينية مقربة من الرئيس الفلسطيني ، أن أبو مازن سيتوجه يوم غد الاثنين إلى قطاع غزة من أجل التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية يهدف إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل ، حيث سيلتقي هناك بممثلي الفصائل الفلسطينية و من ضمنها حركتي حماس و الجهاد الاسلامي .
و على الصعيد الميداني ، قصفت الطائرات الاسرائيلية ، فجر اليوم ، بصاروخين على الأقل منزلاً سكنياً في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة .
و أوضحت مصادر محلية فلسطينية أن القصف الصاروخي أحدث دمارا شديدا في المنزل المستهدف ، إلا أنه لم يبلغ عن وقوع اصابات في الأرواح .
و تبنت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ، و كتائب أبو على مصطفى الذراع العسكري لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المسؤولية المشتركة عن اقتحام موقع إسرائيلي جنوب غزة مساء أمس ، مما أدى إلى مقتل أحد المهاجمين و إصابة عدد من جنود الاحتلال الاسرائيلي الذي لم يعترف بوقوع إصابات في صفوفه .
و قالت السرايا و الكتائب في بيان مشترك لهما أن اثنين من مقاتليها اقتحموا موقعا عسكريا بالقرب من مفترق كيسوفيم جنوب قطاع غزة ، و تبادلوا إطلاق النار مع الجنود الإسرائيليين ، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود ، فيما قتل أحد المهاجمين و هو سعيد أبو ناموس من سرايا القدس ، بينما نجح زميله الناشط في كتائب أبو علي مصطفى بالانسحاب من المكان بعد اصابته بعيارات نارية.
و كان سبعة فلسطينيين سقطوا ، أمس ، و أصيب أكثر من ثلاثين آخرين جراح العديد منهم بالغة الخطورة ، بعد القصف الاسرائيلي المكثف على أطراف مدينتي غزة و رفح ، فيما قتلت إسرائيلية و أصيب سبعة آخرين جراء قصف المقاومة الفلسطينية للمستوطنات الإسرائيلية .
و ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن خمسة فلسطينيين سقطوا خلال عملية توغل إسرائيلي في منطقة حي الزيتون شرق مدينة غزة ، كما أصيب خمسة آخرين بجراح بالغة الخطورة .
و أضافت أن الشهداء الخمسة هم عبد الرحمن السوسي ، و عيسى كشكو ، و يحي أبو محيسن ، و محمد بظاظو ، و هيثم أبو نقيرة .
ومنذ ساعات الفجر الأولى توغلت أكثر من عشرين آلية عسكرية إسرائيلية جنوب حي الزيتون ، و شرعت في عمليات تجريف واسعة في أراضي المواطنين.
و تزامنت عملية التوغل الاسرائيلي الجديدة مع تسلم محمود عباس ( ابو مازن ) الرئيس الفلسطيني لمهام منصبه ، الذي أدى اليوم اليمين الدستورية أمام المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله .
و في رفح ، قتل فلسطينيان بعد تعرضهم لنيران الجيش الاسرائيلي الذي شرع بعملية توغل في حي البرازيل بمخيم رفح .
و أعلنت مصادر مستشفى أبو يوسف النجار في رفح أن الشهداء هما نضال أبو طيور ، و طلعت الحوت ، و قد أصيبا إصابات قاتلة في الرأس و الصدر .
و بموازاة ذلك ردت المقاومة الفلسطينية بقصف مكثف بالصواريخ و القذائف محلية الصنع المستوطنات الإسرائيلية في القطاع ، مما أسفر عن سقوط إسرائيلية و إصابة سبعة آخرين .