مبارك إلى الخرطوم للتهنئة بالسلام
تجمع المعارضة يوقع اتفاق القاهرة

نبيل شـرف الدين من القاهرة : أعلن هنا اليوم الأحد أن الرئيس المصري حسني مبارك سيقوم ‏بزيارة رسمية الى الخرطوم قريبا حيث يلتقي نظيره السوداني عمر حسن البشير، لتهنئته بمناسبة التوقيع النهائي لاتفاق السلام، في ما يتوجه علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني إلى القاهرة خلال الأسبوع الأول من شهر شباط (فبراير) المقبل، للمشاركة في التوقيع علي الاتفاق النهائي بين الحكومة السودانية والتجمع الوطني السوداني المعارض .
ويأتي الإعلان عن هذه الزيارات الرفيعة بعد إرجاء جرى في اللحظة الأخيرة أمس السبت، للتوقيع على الاتفاق النهائي للسلام بين الحكومة السودانية وتجمع المعارضة في القاهرة، لمدة أربع وعشرين ساعة، ينتظر أن يتم اليوم الأحد التوقيع بالاحرف الأولى على الاتفاق بين الطرفين، وقالت مصادر في المعارضة إن التمديد جاء لمنح الطرفين فرصة لتجاوز الخلافات في ثلاث قضايا وهي: نسبة مشاركة المعارضة في السلطة، ووضعية القوات العسكرية الخاصة بالتجمع، وضوابط استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية، غير أن مصادر دبلوماسية سودانية أشارت إلى أن قضايا اقتسام السلطة وقوات التجمع في شرق السودان كانت اكثر الموضوعات سخونة وجدلا بين المتفاوضين الذين يواصلون مفاوضاتهم حتى الان باحد فنادق القاهرة .
وكانت الجلسات قد تواصلت طوال يوم امس السبت في شكل لجان خماسية، ورباعية وثنائية في محاولات لتقريب وجهات النظر والالتزام بالجدول الزمني الذي حدد مسبقاً للتوقيع على هذا الاتفاق، واستضافت القاهرة خلال الفترة من السادس حتى التاسع من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري، محادثات على مستوى لجنة فنية مشتركة بين الجانبين، طرح خلالها وفد الحكومة السودانية مشروع اتفاق يعالج مختلف القضايا العالقة بينهما .
وبالتوقيع بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق تختتم ـ تحت رعاية مصرية ـ جولة الحوار الثالثة بين وفد الحكومة السودانية الذي يرأسه الدكتور نافع علي نافع وزير الحكم الاتحادي، ووفد التجمع الوطني الديمقراطي (تجمع المعارضة السودانية)، الذي يرأسه الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع‏,‏ الذي صرح لشبكة (إيلاف) بأنه تم التوصل خلال المباحثات إلى نقاط التقاء حول ما تبقى من القضايا خاصة مايتعلق بنسبة مشاركة التجمع في الأجهزة الحكومية خاصة في المفوضيات وفي مقدمتها مفوضية الدستور وأيضا موضوع القوات العسكرية لتجمع المعارضة، الذي أشارت مصادر مطلعة فيه إلى أن احتفالا كبيرا سيتم في القاهرة يوم الخامس من شهر شباط (فبراير) المقبل، للتوقيع على الاتفاق برعاية مصرية ومشاركة عربية وافريقية ودولية .
وكانت الحكومة السودانية والحركة الشعبية بزعامة جون جارنج قد وقعا في التاسع من شهر كانون الثاني (‏يناير) الحالي اتفاق السلام الشامل الذي ينهي 22 عاما من الحرب التي راح ضحيتها
‏مليونا شخص كما شردت أربعة ملايين اخرين .
وقالت مصادر سودانية ان الجانبين (الحكومة وتجمع المعارضة) ينهيان هذه المفاوضات التي يفترض أن تكون نهائية، بعد التوصل إلى مشروع اتفاق يؤكد تطابق وجهات النظر حول قضايا التحول الديمقراطي، والخلافات الدستورية، والانتخابات، والحكم اللامركزي، والعمل المشترك من أجل الحفاظ على وحدة البلاد الطوعية، وقومية الخدمة المدنية وقومية القوات المساحة وأجهزة الأمن .
ومضت ذات المصادر قائلة إن الجانبين توصلا الى الاتفاق حول اجهزة الحكم الانتقالي ومشاركة كافة القوى السياسية في حكومة القاعدة العريضة، ومعالجة كافة اوضاع تنظيمات التجمع، مشيرة إلى ان الجانبين كانا يأملان في اختتام المفاوضات يوم أمس السبت، لكن تم إرجاؤها للحظة الأخيرة، مع التأكيد على أن معظم المسائل المعلقة بين الجانبين تم بالفعل تجاوزها .