المطلوب الأول في قبضة القوات الأميركية بالموصل
الزرقاوي معتقل والإعلان قبيل الانتخابات

جندي يحرس مجموعة من النساء بينما يفتش
مسؤولوه منزلهن أثناء حملة مداهمات في الموصل
أسامة مهدي من لندن: أكدت مصادر سياسية عراقية أن المطلوب رقم واحد للقوات العراقية والأميركية الأصولي الأردني المتشدد المسؤول عن العديد من العمليات المسلحة التي تتعرض لها هذه القوات وعن عمليات تفجير السيارات أبو مصعب الزرقاوي قد وقع في قبضة القوات الأميركية منذ عشرة أيام في مدينة الموصل الشمالية لكنها تتكتم عن الإعلان عن اعتقاله لأسباب سياسية وأمنية. وأبلغت هذه المصادر "إيلاف" نقلًا عن ضباط كبار في وزارة الداخلية العراقية أن الزرقاوي الذي هرب من مدينة الفلوجة إثر اجتياح القوات الأميركية والعراقية لها مؤخرًا قد انتقل مع مجموعة من المسلحين الذين كانوا يتخذونها مركز انطلاق لعملياتهم المسلحة الى الموصل (375 كم شمال يغداد) حيث قاموا بالاستيلاء على 13 مركزًا للشرطة وإحراقها بعد الاستيلاء على الأسلحة والذخائر فيها أوائل الشهر الماضي إضافة إلى قتل العديد من عناصر الحرس الوطني والشرطة العراقية الذين كانت جثثهم تترك في مناطق مختلفة من المدينة، لكن إرسال أكثر من ثلاثة آلاف عسكري عراقي وأميركي إلى المدينة منتصف الشهر الماضي وقيامهم بمواجهة المسلحين وتنفيذ حملة مداهمات وتفتيش من منزل الى آخر في ثالث أكبر المدن العراقية أسفرت عن النجاح في إلقاء القبض عليه.

وأشارت بحسب ضباط الشرطة الذين يعملون في جهاز استخبارات الداخلية إلى أن الزرقاوي الذي اعتقل مع مجموعة من مساعديه يخضعون حاليًا لتحقيقات أميركية واسعة عن شيكة المسلحين التي يديرها وتحالفاته في العراق وخارجه وخاصة مع أنصار النظام السابق بالإضافة إلى الجهات التي تدعم عملياته ماليًا وتسليحيًا ولوجستيًا.

وفي الوقت الذي نفت المصادر معرفتها بمكان اعتقال الزرقاوي الذي رصدت القوات الأميركية في وقت سابق مبلغ 25 مليون دولارًا لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله إلّا أنها قالت إنه تحت تصرف القوات الأميركية حاليًا وتوقعت أن يتم الإعلان عن عمليه اعتقاله رسميًا قبيل موعد الانتخابات العراقية العامة المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي بيوم أو اثنين وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين؛ الأول طمأنت المواطنين أمنيًا ودفعهم للمشاركة في الانتخابات والثاني تقديم دعم معنوي لحكومة رئيس الوزراء إياد علاوي وقائمتها الانتخابية "القائمة العراقية" التي رفعت شعار "قيادة قوية .. وطن أمن" في مواجهة قائمة الائتلاف العراقي الموحد المعروفة بالقائمة الشيعية والتي تحظى بدعم أكبر المراجع الدينية الشيعية في البلاد آية الله السيد علي السيستاني.

وربطت المصادر بين اعتقال الزرقاوي وإعلان السلطات العراقية مؤخرًا عن اعتقال العديد من قادة المسلحين وخاصة من مساعدي الزرقاوي أو الذين ينسقون معه في تنفيذ عملياته المسلحة كما أشارت إلى الانخفاض الواضح مؤخرًا في العمليات المسلحة المعادية وخاصة في مدينة الموصل التي كانت قد أصبحت مؤخرًا تحت سيطرة المسلحين.

كما أشارت المصادر إلى تحذير أطلقه قائد عسكري أميركي للرزقاوي أمس من أن القوات الأميركية تتعقبه وسوف تعتقله أو تقتله إن عاجلًا أم آجلا معتبرة ذلك تمهيدًا للإعلان عن إلقاء القبض عليه قريبًا.

وقال البريغادير جنرال جيفري هاموند واصفًا الزرقاوي بأنه "رأس الأفعى" إن التخلص من الزرقاوي الذي يتصدر قائمة المطلوبين للولايات المتحدة سيوجه ضربة ساحقة للتمرد في العراق. وأضاف هاموند وهو نائب قائد الفرقة الأولى المتمركزة في بغداد للصحافيين "أود أن نأسر أو نعتقل أو نقتل الزرقاوي... إنني متفائل جدًا بأننا إن عاجلًا أم آجلًا سوف نقضى عليه.. عاجلًا أم آجلًا مثلما اعتقلنا صدام.. عمليات التعقب تركز عليه الآن... إنهم يتعقبون أثره". لكن هاموند امتنع عن ذكر ما إذا كانت القوات الأميركية قد اقتربت من الوصول الى الزرقاوي منذ أن طردت المقاتلين الموالين له من الفلوجة.