واشنطن: قال الرئيس الاميركي جورج بوش في حديث نشرته صحيفة واشنطن بوست اليوم إن الناخبين الاميركيين عبروا عن دعمهم للحرب على العراق من خلال إعادة إنتخابه معتبرًا أن الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي كانت مناسبة لبلاده لمحاكمته بخصوص هذا الملف.

وقبل أربعة ايام من بدء ولايته الثانية تحديدًا في 20 الجاري سئل بوش عن اسباب عدم تحميل اي مسؤول اميركي مسؤولية المعلومات الخاطئة عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق أو الاستهانة بتقدير الصعوبات في ارساء السلام في هذا البلد.

ورد بوش على ذلك بقوله "لقد مرت أمامنا ساعة محاكمة هي انتخابات 2004" مضيفًا "ان الاميركيين استمعوا الى وجهات نظر مختلفة عما جرى في العراق وشاهدوا المرشحين وقد اختاروني ولذلك فانني ممتن لهم".

لكن بوش لم يفصح عما اذا كان عدد الجنود الاميركيين في العراق سيخفض من الان وحتى نهاية ولايته الثانية بعد اربع سنوات وقال في هذا الصدد انه "واقعي" لجهة ان المجتمع العراقي يحتاج لبعض الوقت ليصبح اكثر ديمقراطية.

وقال "اني واقعي لجهة السرعة التي يمكن لمجتمع خضع لطاغية بان يصبح ديمقراطيًا. لذلك فاني أكثر صبرًا من البعض". واكد "علينا ان نعمل من اجل ان ينهض العراقيون ويتقدموا باسرع ما يمكن بغية التمكن من دحر هؤلاء الارهابيين". واضاف "ان النجاح في العراق مرهون بقدرة العراقيين على الحاق الهزيمة بالعدو".

واكد ان ليس في نيته الطلب من الكونغرس ارسال مزيد من الجنود الى العراق. وسئل مرتين عن احتمال انسحاب القوات الاميركية لكنه لم يعط اي تاريخ بل رد ان ذلك سيكون "باسرع ما يمكن". وتابع "ان القوات الاميركية سترحل باسرع ما يمكن لكنها لن ترحل قبل ان تنجز مهمتها".

الا ان الرئيس الاميركي اقر بان العراق قد يصبح ارضًا خصبة للارهاب. وقال في هذا الصدد "ان لم نكن متقيظين وحازمين فستصبح اجزاء من العالم جيوبًا للارهابيين الذين سيتمكنون من اللجوء اليها والتدرب. ومن واجبنا ان نمنع حدوث ذلك".

واكد انه طلب من وزيرة الخارجية المقبلة كوندوليزا رايس العمل على "دبلوماسية عامة" بغية توضيح نوايا الولايات المتحدة بشكل افضل في مناطق العالم حيث لا يحظى الاميركيون بالتأييد.

وقال "ان قرارات عديدة اتخذتها حتى الان اثرت على صورتنا في بعض مناطق العالم، مشيرا الى رفضه التفاوض مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومعارضته لمشاركة الولايات المتحدة في المحكمة الجنائية الدولية.

وكان بوش اشاد أمس بمارتن لوثر كينغ الذي كرس نضاله لمحاربة التمييز العنصري في الولايات المتحدة واغتيل في 1968 . وقالفي اعلان نشره البيت الابيض في ذكرى ميلاد الزعيم الاسود ان "مارتن لوثر كينغ كان اميركيا ذي رؤية وكان له ايمان ثابت بحق كل انسان بالحرية والكرامة". وقال بوش عشية العطلة الرسمية في ذكرى هذا المدافع عن حقوق السود والحقوق المدنية ان "مسيرته وشجاعته ما تزالان تلهمان اميركا والعالم ونحن نكرم حياته واعماله". وتابع بوش ان مارتن لوثر كينغ "كان خلال نشأته في اتلانتا شاهدا مباشرا على ظلم المجتمع التمييزي. لقد ادرك ان التغيير ضروري لتحقيق ما وعد دستورنا ان يحققه لجميع الاميركيين".

واغتيل مارتن لوثر كينغ بالرصاص في الرابع من نيسان/ابريل 1968 لدى خروجه من فندق صغير في مدينة ممفيس بولاية تينيسي الجنوبية.