إيلافمن رام الله: أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم انه يدور الحديث حاليًا حول خطة يطلق عليها (الحزام الأمني) والمقصود هنا هو إقامة حزام حول المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، وكذلك توجيه ضربة قاسية للمقاومة، تجنب الإسرائيليين من صواريخها التي تسقط عليهم يوميًا.

في هذا الإطار، قالت صحيفة يديعوت إن الخطة أصبحت موجودة، وأُعدت في الجيش استعدادًا للانفصال، لحالٍ يتحقق فيها السيناريو الأسوأ لهجمات كثيفة من المقاومة على المستوطنات عشية الانفصال، وتشتمل على إقامة حزام أمني حول جزء من الجدار الذي يحيط بغوش قطيف وحول خلايا ارض اخرى.

ونقلت المصادر الإسرائيلية اليوم، انه اتخد في جهاز الأمن بعد العملية في معبر كارني قرارًا بتنفيذ نشاطات عسكرية صعبة، ولكن ما تزال في المقاييس المعروفة، وأضافت المصادر إنه "تقرر في إسرائيل استعمال ضغوط عسكرية واقتصادية وسياسية من أجل تقوية التوجه القائم لدى السكان الفلسطينيين، أو ما يندرج تحت بند: استعمال الضغط على أجهزة الأمن "لفرض النظام".

وقالت وسائل الإعلام إن الضغط الأول هو الاقتصادي، الذي يتمثل بإغلاق القطاع أمام مرور البضائع. وحسب صحيفة يديعوت فإنه لا يوجد في القطاع مخازن أغذية ستكفي لما لا يزيد عن أسبوعين، ومن المعقول أن نفترض أن الضغط الدولي والضغط الداخلي في إسرائيل لن يسمحا بإغلاق القطاع أمام مرور الأغذية والأدوية لفترة زمنية تزيد عن بضعة أيام.

كما تحدثت وسائل الإعلام عن وجود وسيلة أخرى للضغط على الفلسطينيين في قطاع غزة وهي الضغط السياسي، الأمر الذي وصفته المصادر بأنه ضعيف إذ أنها اعتبرت أن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون عن وقف الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لا معنى له في المرحلة الراهنة، إذ أن الاتصالات الموجودة حاليًا لم ترتفع إلى درجة الإجراءات العملية.

بالاضافة الى ذلك، فإن المصادر اعتبرت ان الاتصالات تصب في مصلحة اسرائيل، إذ ان : التوصل إلى تنسيق مع الفلسطينيين وإتيان الولايات المتحدة في آذار "بشيء ما سياسي" في اليد.

الضغط الوحيد الذي يبدو في واقع الأمر فعالًا هو الضغط العسكري. وتقول صحيفة يديعوت أن العملية التي تجري في حي الزيتون في قطاع غزة جاءت لجباية أثمان مؤلمة من الفلسطينيين. القرار الآن هو استعمال الضغط العسكري على السكان الفلسطينيين كي يضغطوا على أبي مازن.

وأضافت الصحيفة يبدو أن ساعة أبي مازن تدق بوتيرة مختلفة، على نحو ابطأ، من ساعتنا. وكما تحدثت المصادر الإسرائيلية أن ابو مازن لم يمس المشكلات تنظيمات المقاومة، لأنه كان منشغلا بالمعركة الانتخابية، وبعد التاسع من كانون الثاني أيضا لا يبدو أن لديه خططاً مُعدة، انه يريد إنجازات في الانتخابات للبرلمان في تموز القريب، ولهذا فانه سيحاول الامتناع عن احتكاك مع جهات المعارضة وسيحاول الحصول على هدوء بالإقناع. ربما سيبدأ في إصلاحات أمنية، لا أكثر. وتقول صحيفة يديعوت إن مبنى شخصية الرئيس الفلسطيني معروف جيدا للقيادة في إسرائيل، أنهم يعرفون أنهم لا يتعاملون مع جبّار، عندنا تموز هو زمن الانفصال، وعنده تموز هو موعد الانتخابات للمجلس التشريعي. وهكذا تحاول إسرائيل تسريع وتيرة دق ساعة أبي مازن.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية ما زال لم يُدفن قتلى العملية في كارني، حتى أصبح هناك جرحى وقتلى في سدروت ونتساريم، والضغط السياسي على متخذي القرارات في إسرائيل يرتفع، بقيت الاستراتيجية الإسرائيلية على حالها. إن من يتابع تحديدها هو المقاوم الفلسطيني، إذا وُجد الكثير من المصابين فإن الجهاز يرد رداً فورياً، تُحدد الاستراتيجية بحسب كمية المادة المتفجرة ونجاح العملية التفجيرية لا بحسب الإجراءات، ولهذا فنحن نقترب بسرعة من أجراء عسكري كبير، إلا إذا منعت قيادة إسرائيلية شجاعة متزنة، أو الضغط الأمريكي، أو ربما التركيبة الجديدة للائتلاف، تحطيم كل شيء.