نصر المجالي من لندن: كشف النقاب عن أنه ليس الأمير البريطاني الصغير هاري نجل ولي العهد الأمير تشارلز تورط بارتدائه قميصًا يحمل شعار النازية، بل أن تلاميذ في كلية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية العريقة إرتدوا في إحدى المناسبات مثل هذه القمصان مع إشارة الصليب المعقوف وهي الخاصة بالرايخ الألماني الثالث، ونشرت صحيفة (ديلي ميل) الشعبية البريطانية أمس هذه الصور، من بعد نشر منافستها صحيفة (صن) صور الأمير هاري.

واضطر الكشف الجديد آمر كلية ساندهيرست إلى تقديم إعتذار علني عن أفعال تلاميذه الضباط المرشحين الذين أشارت صورة أحدهم وهو يؤدي التحية النازية.

يذكر أن الأمير هاري يستعد لإكمال دراسته في كلية ساندهيرست التي تعتبر كلية النخبة بالنسبة لأبناء المجتمع البريطاني الأرستقراطي في وقت لاحق من العام الحالي، وهي كلية تخرجت منها قيادات عسكرية من أبناء العائلات الملكية العربية من الأردن ودول الخليج ومصر.

وقالت صحف الأسبوعية البريطانية اليوم أن نشر صور الضباط المرشحين الذين هم على وشك التخرج سببت حرجا وقلقا كبيرين للقوات المسلحة البريطانية، وهي كانت قاتلت الجيوش النازية في الحرب العالمية الثانية وساهمت في هزيمتها.

وكانت صور الأمير هاري أثارت ردات فعل محلية بريطانية وعالمية غاضبة، كونها صدرت عن أمير بريطاني يقف ثالثا على خط العرش البريطاني. وذكرت مصادر قصر بكينغهام اليوم أن العائلة الملكية البريطانية التي شعرت بالحرج الكبير جراء نشر تلك الصور لابنها، بدأت في وضع ترتيبات جديدة من أجل الحفاظ على نجلي ولي العهد ويليام وهاري"وسبل توجيههما من جديدة، وخصوصا لجهة الابتعاد عن المناسبات العامة".

وقال آمر كلية ساندهيرست الميجور ـ جنرال أندرو ريتشي "أعتذر بشدة عن ما فعله المرشحون الضباط، رغم أن الصور التي نشرت يعود تاريخها إلى نهاية تسعينيات القرن الماضي، خلال حفلة تنكرية أقامها الضباط بمناسبة تخرجهم".

وأضاف أن التعليمات التي وضعتها الكلية في العام 2002 تتناول ضبط مثل هذه التصرفات من جانب التلاميذ "والصور المنشورة لا تعبر عن المستوى الصارم الذي تتعامل به ساندهيرست ككلية عريقة مع تلاميذها الذين هم نواة الجيش البريطاني".

ومرة ثانية، ورغم اعتذار آمر الكلية العسكرية الملكية، ثارت ثائرة القيادات اليهودية في بريطانيا، وقال اللورد جانر "نعتبر ذلك عملا شاذًا ومرفوضًا من جانب هؤلاء الضباط الذين يشكلون قيادة المستقبل، وهو عمل مرفوض، وكان عليهم احترام ذكرى أولئك الذين ضحوا بحياتهم على أيدي النازية".

وختاما، يشار إلى أن مؤسسات الحكم في بريطانيا ابتداء من العائلة الملكية مرورًا بالحكومة إلى شجبت ما فعله الأمير هاري، حيث ستشارك الملكة وزوجها دوق أدنبره في قداس الخميس المقبل لتكريم الذكرى الستين لضحايا النازية، كما سيقود وزير الخارجية جاك سترو الوفد البريطاني للمشاركة في الاحتفال الذي سيقام بالمناسبة ذاتها في مركز الاعتقال السابق في أوشفيتز البولندية.