سيف الصانع من دبي وبهية مارديني من دمشق: بينما أكدت مصادر عربية قرب مغادرة فاروق الشرع موقعه كوزير للخارجية السورية وتولي نائبه وليد المعلم الوزارة خلفًا له، نفت مصادر سورية صحة الانباء التي تحدثت عن نية الشرع الاستقالة.

فالمتوقع أن يغادر فاروق الشرع موقعه قريبًا كوزير للخارجية السورية بعد أن شغل هذا المنصب منذ الثمانينات. ويرجح أن يخلفه في منصبه كوزير للخارجية السفير وليد المعلم الذي عين أخيرًا نائباً لوزير الخارجية مكلفاً بالملف اللبناني. وكان فاروق الشرع تولى منصبه خلال عهد الرئيس حافظ الأسد وإستمر في موقعه بعد أن تقلد الرئيس بشار الاسد الحكم. لكن نجمه خفت في الآونة الأخيرة كأحد صناع القرار.

وشهدت وزارة الخارجية السورية الأسبوع الماضي تعيينات في مواقع قيادية بعد فترة طويلة ظلت الأمور دون تغيير على صعيد المواقع الدبلوماسية السورية الاساسية.

وتواجه سورية حاليًا ضغوط متزايدة من الغرب في اتجاهين، أولا العلاقة مع لبنان حيث تتزايد الضغوط على دمشق من أجل الانسحاب من لبنان، وثانياً الموقف السوري من الأوضاع في العراق، وتزعم واشنطن ان دمشق تغض الطرف عن عبور مسلحين عبر أراضيها نحو العراق.

وقالت المصادر العربية إن الشرع الذي شارك اخيراً في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة أسر لبعض زملائه وزراء الخارجية انه سيغادر منصبه قريباً. وعبر أحد الوزراء عن اعتقاده ان مغادرة الشرع موقعه بعد سنوات طويلة لن يكون "مدعاة أسف" ذلك ان الشرع ظل "يقود الدبلوماسية السورية وفق منطق حزبي ساد خلال السبعينات وعفى عليه الزمن" على حد تعبيره.

وقال الوزير الذي طلب عدم الكشف اسمه في اتصال هاتفي من دبي إن اسلوب الشرع " لم يكن محل رضى خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب ".

يشار الى أن السفير وليد المعلم الذي يرجح ان يخلف الشرع في وزارة الخارجية سبق له ان شغل منصب سفير في الخارجية السورية وقاد الوفد السوري في مفاوضات واشنطن مع الوفد الاسرائيلي، وهي المفاوضات التي لم تؤد الى توقيع اتفاق سلام كما كان يأمل الاسرائيليون. ويشغل المعلم حالياً منصب نائب وزير الخارجية السوري وكلف المعلم بالملف اللبناني وهو يعتبر من أبرز المشاركين في وضع السياسة الخارجية في دمشق حاليا.

وكانت التعيينات في وزارة الخارجية السورية شملت كذلك تعيين السفيرة السورية في روما نبيلة الشعلان مساعدة للشرع، وتعيين السفير السوري لدى اليمن فاروق طه مساعداً لوزير الخارجية، وهما من أبرز الأسماء التي تدعو لضرورة تحديث أداء الخارجية السورية في المرحلة المقبلة.

وفي دمشق نفت مصادر سورية مطلعة لـ"ايلاف" صحة الانباء التي تحدثت عن نية وزير الخارحية السوري المخضرم فاروق الشرع الاستقالة كما استبعدت ايضا صدور أي مرسوم رئاسي باقالته.

واوضحت المصادر التي تحدثت شريطة عدم ذكر اسمها "ان الرئيس السوري بشار الاسد يثق بالشرع ثقة كبيرة ولو كان ينوي تغييره لفعل ابان التغيير الوزاري الموسع الذي حدث قبل اشهر قليلة وطاول عددا من الحقائب الهامة مثل الداخلية والاعلام والاقتصاد والصناعة".

واشارت المصادر الى ان تعيين وليد المعلم كنائب للشرع يدل على ثقة الاسد بالشرع وان تعيين المعلم جاء على خلفية سياسية هي التطورات في لبنان ورغبة سورية في التعامل بشكل مدني مع القيادات في لبنان خصوصا في ظل الضغوط الدولية التي تتعرض لها سورية ولبنان في هذه الفترة.

وتأتي الاشاعات حول انهاء مهام الشرع تجديدا لحملة شنتها بعض المصادر السورية ضده منذ فترة ليست طويلة واتهمته بانه يقف وراء الجمود في الدبلوماسية السورية كما حمله البعض مسؤولية فرض عقوبات اميركية على دمشق.